آخر الأخبارتقارير وملفات

جمعة الغضب ..مجزرة سموحة

المقاومة هي الحل... لوقف نزيف الدماء ومحاكمة القتلة

صحفي وحلل سياسي

د / محمد رمضان

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم 

جمعة الغضب
الاسكندرية 16 اغسطس 2013

تيقنت ان بعض من ابناء الاسكندرية الذين استشهدوا في فُض رابعة سيتم دفنهم في مقابر المنارة بالاسكندرية بطريق الحرية ، وستجري الصلاة علي الجثامين في مسجد القائد ابراهيم بمحطة الرمل ،
خرجت مبكرا قيل الصلاة بساعتين تقريبا لاستكشف الطريق والاجراءات الامنية التي اتخذتها قيادات الانقلاب من محاصرة الطرق السريعة والميادين ،
وبعدما وصلت الي ميدان محطة الرمل شاهدت عدد من المدرعات تقف علي طريق الكورنيش وتتجه ناحية المسجد ، سلكت طريق الترام لكي أتجنبهم .
وصلت الي المسجد وكان العدد قليل نسبيا وبعد مضي ساعة اكتملت قاعة الصلاة بالمصلين وافترش المصلون الشارع الرئسي والشوارع الجانبية .

صعد الامام المنبر والقي الخطبة ونوه قبل الاقامة عن الصلاة علي الشهداء .
صلي الالاف من الحضور علي شهداء رابعة واستمر الدعاء لهم اكثر من نصف ساعة ثم وضعت الجثامين داخل السيارات متجهة الي مثواها الاخير ،
سار الجميع خلف الجنازة وكلما مرت علي شوارع تجمع المئات خلفها حتي اصبحت مسيرة مليونية .

لفت نظري وجود طائرة هليكوبتر تراقب الجنازة وتدور في محيط ضيق وتعاود التحليق مرة اخري واستمر هذا الوضع حتي وصلت الجنازة الي مقابر المنارة بعد مرورها من الازريطة ثم مرت من امام كلية هندسة اسكندرية ،
توقفنا للدفن مدة ليست بالقصيرة وبعدها توجهت المسيرة عبر طريق الحرية الي منطقة الابراهيمية
وفجاة حدثت مواجهة غير محسوبة .
مجموعة ترتدي ملابس مدنية تحمل بنادق الية وخرطوش تطلق النار علي المسيرة واصيب عدد من المتظاهرين ، لكن المتظاهرين تصدوا بقوة واجبروهم علي التراجع حتي مرت من امام نقطة شرطة الابراهيمية .
اتجهت المسيرة الي منطقة سموحة عبر شارع فوزي معاز وتجمع حولها الكثير من ابناء غيط الصعيدي والجواهر .
تحركت قوات امن الانقلاب من قسم سيدي جابر في سيارات جيب ونصف نقل في اتجاه شارع البرت الاول لمواجهة المسيرة قبل ان تصل الي مسجد علي ابن ابي طالب ، لكن عدد من المتظاهرين تصدوا لهم بالحجارة فتراجعت للوراء ، واستدعت البلطجية بما لديهم من اساليب قذرة في المواجهة بالاسلحة البيضاء والخرطوش فاصابوا عدد كبير من المتظاهرين لكن صمودهم حمي المسيرة ،
عاودت قوات الانقلاب الهجوم واستعانت باربعة مدرعات مرت من طريق الحرية عبر نفق كليوباترا لتفتح نيرانها علي جموع المتظاهرين الذين وصلوا الي محيط مسجد علي ابن ابي طالب وظلت المدرعات تتقدم تحت وابل كثيف من النيران فادت الي سقوط اكثر 30 شهيد جلهم من الشباب الرافض للانقلاب ،
الماساة في الجثث التي تناثرت في طول الشارع وحول المسجد والكم الهائل من الدماء التي سالت ، تم نقل الجثث الي باحة مسجد علي ابن ابي طالب لنقلها بعد ذلك الي المشرحة والاتصال بزويهم ،

فقير يبحث عن عمل

كان من بين القتلي شاب في العشرين من عمره يعمل لدي جمعية رسالة الخيرية وتصادف وجوده في الشارع اصيب بطلق ناري في راسه فقتل علي الفور ،
اتي اهالي الشهداء وحملوا جثامين ابناءهم ولكن هذا الشاب لم يحضر عنه احد وبعدما تعرف عليه احد قاطني المنطقة ابلغت جمعية رسالة فقامت بحمله الي اهله في محافظة البحيرة ،

لم يكن سوء فتي يلهث بحثا عن لقمة عيش يغني بها نفسه عن سؤال الناس لكن القتلة سافكي الدماء ابوا ذلك .

 

الراقصون علي الدماء 

ماساة مجزرة سموحة لا تتلخص في عدد من قتلوا ولا المئات من الذين اصيبوا بل في من كانوا يشاهدون ما يحدث عبر الشرفات والنوافذ ويلقون بالخلوي علي الجنود والبلطجية ومنهن ايضا من كانت تزغرد عند سقوط الجثث والمصابين ،
هذه المشاهد لن تُمحي من ذاكرتي ولن انساها ما حبيت .

ان الذين سقطوا بين قتيل وجريح لم يملكون شيء للدفاع عن انفسهم بل امتلكوا عزيمة الصمود والدفاع عن الحق بصدور عارية وهذا ما جعل النظام المجرم يقتل ويصيب كما يريد .

تذكرت مجزرة المنصة وما قلته عندما سقط اكثر من 200 شهيد والاف الجرحي بان العصابة المجرمة استباحت الحرمات واصبح دم الشرفاء رخيصا واننا لابد ان ندافع عن انفسنا وهذا امر شرعي لكن الرد كان قاسيا ممن بيدهم الامر ،
وهاهي المجازر تحدث دون رد فعل فمنحت القتلة الجراءة وشجعتهم علي سفك دماء المزيد من الاحرار .

مرت سبعة سنوات ولازال نفس النهج متبع من قبل رافضي الانقلاب ، كما زادت وتيرة القتل بالاهمال الطبي المتعمد من قبل النظام المجرم للمعتقلين داخل السجون ، ورغم التضحيات الجسيمة وفقدان الالاف من الارواح الذكية لازلت اكرر دعوتي بان المفاومة هي الحل لردع النظام المجرم واعوانه ووقف الة القتل المسلطة علي الجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى