آخر الأخبارتقارير وملفات إضافية

مسيرة مسجد سيدي بشر

اليوم التالي لفض اعتصامي رابعة والنهضة

 

كاتب صحفي ومحلل سياسي

د . محمد رمضان 

الخميس 15 اغسطس 2013

كانت البلد تغلي والحزن يسيطر علي الجميع عقب الفض الدموي لميداني رابعة والنهضة ، سقط الالف بين شهيد وجريح ، وفقد اثر المئات من الشباب ولَم يستدل علي اثر لهم ،

اكتست الاسكندرية بالسواد و تحولت ميادينها وشوارعها الي سكنة عسكرية يسيطر عليها الاوغاد ، مدرعات يعلوها جنود يصوبون فوهات بنادقهم الي المارة ، واخرون يضعون متاريس واسلاك شائكة لا تسمح بمرور المشاة وتجبر الجميع علي التوقف للتفتيش ..
تذكرت هذا المشهد ونظيرة الذي يحدث في الارض المحتلة .

اقتربن الساعة من منتصف النهار ووصلتني معلومة بوجود تجمع في مسجد “سيدي بشر” بحي المنتزة فقررت الذهاب .
دخلت المسجد وصليت ركعتين تحية المسجد ونظرت حولي فوجدت المسجد وقد بدا علي الامتلاء ، اذن للصلاة وصلينا وعقب تسليم الامام انطلقت الحناجر تندد بمقتلة رابعة والنهضة .. “يسقط يسقط حكم العسكر ”
خرج الجميع الي الحديقة المقابلة للمسجد وعلت الهتافات ووصلت الاعداد الي عدة الالف اكتظت بهم الحديقة وطريق الكورنيش ووصلت الي الشوارع الجانبية حتي فندق رمادا .
هتافات بالتنديد بِمَا حدث وشعارات ترددها الحناجر وتصميم علي الثار للدماء الذكية التي اهدرت ،

قرر القائمون علي المطاهرة التحرك من المكان واخترقت المسيرة الشوارع الجانبية وصولا حتي تقاطع شارعي جمال عبد الناصر ومحمد نجيب ونظرت خلفي لاري ان الاعداد تضاعفت بشكل لم اتخيله ولَم استطيع حصره فكان علي مدي البصر ،
واثناء مرور المسيرة كان اهالي المنطقة يلقون علي المتظاهرين بالماء فقد كانت الحرارة مرتفعة ورغم ذلك لم يبالوا بحرارة الجو وقد فقدوا احبتهم وذويهم في ميدان الشهداء ..

وعندما اقتربت المسرة من منطقة فيكتوريا فوجئنا بمهاجمة البلطجية من الخلف بالحجارة والسنج فاحدثوا حالة من الفزع بين صفوف النساء اللواتي كن في مؤخرة المسرة وبعدما تدخل الشباب الثائر وردع بلطجية النظام الانقلابي اضطر المنظمون لوضع بضع مئات من الشباب خلف المسيرة لحماية السيدات ،

استمرت المسيرة وعندما اقتربت من محطة ترام فيكتوريا فوجئنا بهجوم من الشرطة والبلطجية بالاسلحة والطوب فاصابوا عدد ممن كانوا في المقدمة ، وكان الحل اللجوء الي الشوارع الجانبية المؤدية الي طريق الكورنيش وبجوار خط الترام .

كان الهجوم عنيف جدا والتركيز علي السيدات اللواتي كن قبل مؤخرة المسيرة اضطررت الي الرجوع للخلف لحماية بعضهن وفجاة وجدت نفسي مع مجموعة من الاخوات وامامنا كم هائل من البلطجيه ولانملك شيء للدفاع عن انفسنا سوي اللجوء الي مدخل احد العمارات ، كان الباب مغلق وطرقت علي الباب وخرج لي شخص ونهرني قائلا.. ده مَش ملجا والباب دي مَش حيتفتح ، قلت له احمي السيدات من البلطجية فتركني وذهب ،

شعرت بالرعب ليس علي نفسي ولكن علي الانفس التي خلفي قلت لهن لا تتحركن سيجعل الله لنا مخرجا ..
كانت سيارة سوداء امامي فجاة فتح باب السائق وخرج منها شخص يرتدي زي اسود ولا يعرف له معالم وجه ملثم ..
نزل من سيارته بهدوء وفتح الباب الخلفي للسيارة واخرج بندقية  ألية كلاشنكوف وسحب الاجزاء للخلف لاطلاق النار ونظر لي فحدثتني نفسي بالنطق بالشهادتين … استدار جهة البلطجية وجلس علي ركبته واتخذ وضع اطلاق النار … وفتح نار بندقيته علي البلطجية الذين سقط منهم عدد وفر الباقون فاصبح الطريق خاوي تماما فامرت السيدات بالركد بسرعة ليلحقوا بالمسيرة وحتي لا يعترضهن البلطجيه من جديد .

سرنا ما يقرب من 300 متر بمحازاة ترام فيكتوريا حتي اول محطة للترام ولَم اتوقع تربص البلطجيه من الناحية الاخري من الترام ولَم يكن امامي الا الصعود مسرعا داخل الترام قبل ان يغلق الباب وانهال البلطجية علي الترام بالحجارة فهشموا زجاج النوافذ وابتعد الركاب عن النوافذ لتجنب المزيد من الاصابات ،

جلست طيلة الطريق افكر لماذا يحدث كل هذا ؟

ولماذا يقتل الابرياء ؟ ويدفع الحرار ثمن دفاعهم عن اختيارهم لرئيس شرعي ،

وكيف اصبح انقسم هذا الشعب بين مؤيد للحق وداعم الباطل ؟

ما الذي حدث لهذا البلد حتي يصبح سفك الدماء فيه سهلا وبلا عقاب ؟

الم يثوروا علي مبارك طلبا للحرية والكرامة ؟

فلماذا عادوا يطلبون الذل والهوان ويقدمون الارواح والدماء قرابين للعسكر ؟

من ذكريات شاهد علي المذابح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى