آخر الأخبارالأرشيف

دي ميستورا يحّذر من فشل جنيف 3 : الأمل الأخير

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، أن المحادثات القائمة في جنيف والتي تضم الحكومة السورية والفصائل المعارضة لها، تمثل آخر أمل لسوريا، محذراً من أن الفشل التام لمحادثات السلام “محتمل دوماً”.

  وفي الوقت عينه، قالت بريطانيا إن روسيا ربما تحاول اقتطاع دويلة علوية في سوريا لحليفها الرئيس بشار الأسد، من خلال قصف معارضيه بدلاً من قتال تنظيم “داعش”.

وتبادلت روسيا وبريطانيا الانتقادات اللاذعة بعد أن قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، لـ”رويترز”، إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤجج نيران الحرب الأهلية السورية بقصف أعداء “داعش”.

ورفض هاموند الانتقادات الروسية بأنه ينشر “معلومات خاطئة وخطيرة”، قائلاً إن هناك حدوداً للمدة التي يمكن أن تلعب فيها روسيا دور الداعم لعملية السلام، بينما تقصف معارضي الأسد الذين يأمل الغرب في أن يحكموا سوريا في المرحلة المقبلة.

وقال هاموند للصحافيين في روما: “هل روسيا ملتزمة حقاً بعملية سلام أم انها تستخدم عملية السلام كورقة توت تخفي وراءها محاولة لتقديم نصر عسكري من نوع ما للأسد يتمثل في اقامة دويلة علوية في شمال غرب سوريا؟”

وأجاب هاموند رداً على سؤال حول ما اذا كان يعتقد أن روسيا مدانة بجرائم حرب في سوريا، إن “الأمر في ظاهره- ويتعين عليكم التحقيق في هذه الأمور بصورة متمعنة للغاية- ثمة قصف متواصل ومن دون تمييز لمناطق مدنية. الأمر يمثل في ظاهره خرقاً للقانون الانساني الدولي”.

  من جهة ثانية، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الثلاثاء، إن موسكو مستعدة للتنسيق مع واشنطن للتوصل لوقف لإطلاق النار في سوريا، وإنه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق سلام من دون مشاركة الأكراد في المحادثات.

وأضاف أنه لم يتحقق تقدم كبير في إعداد “قوائم بالإرهابيين” التي تعد تمهيداً لتحديد المشاركين في محادثات السلام السورية، مشيراً إلى أن محادثات سوريا قد تستمر أكثر من 6 أشهر.

وأعلن دي ميستورا البداية الرسمية، يوم الاثنين، لأول محاولة منذ عامين للتفاوض لإنهاء الحرب في سوريا، لكن ممثلي المعارضة والحكومة قالوا بعد ذلك إن المحادثات لم تبدأ في الواقع في الوقت الذي استعر فيه القتال على الأرض. إذ قال قائد في إحدى الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة إن القوات الجوية الروسية شنت ضربات جوية مكثفة قرب حلب المقسمة حالياً بين قوات الحكومة وقوات المعارضة.

وتابع دي ميستورا، في مقابلة مع تلفزيون “آر.تي.إس” السويسري، إنه سيلتقي مع “الوفود المختلفة”، يوم الأربعاء، من دون أن يحددها بالإسم، مضيفاً أن لروسيا والولايات المتحدة مصلحة في حل الصراع المستمر منذ خمس سنوات.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت محادثات جنيف قد تبوء بالفشل الذريع، أجاب قائلاً: “هذا محتمل دوماً.. لا سيما بعد خمس سنوات من الحرب المروعة.. حيث يكره كل طرف الآخر.. وحيث تغيب الثقة تماما”.

وتابع قوله “إذا فشلت هذه المرة بعدما حاولنا مرتين في مؤتمرات في جنيف .. فلن يكون هناك أمل آخر بالنسبة لسوريا. علينا قطعا محاولة ضمان عدم فشلها”.

ومن جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الثلاثاء، وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف الى مواصلة محادثات السلام رغم استمرار قصف الطائرات الروسية.

وقال كيري مخاطباً المفاوضين من المعارضة: “بالنسبة لمسألة القصف الروسي أثناء جلوسكم على طاولة التفاوض: نحن جميعاً متعاطفون بشكل كبير.. مع وضع المعارضة التي تجلس على الطاولة بينما يقوم أحدهم بقصفكم”.

وعقب لقاء عقد في روما وضم دول التحالف المشاركة في الحرب على تنظيم “داعش” أضاف: “لكن الاتفاق في الأمم المتحدة والاتفاق في فيينا كان على أنه عندما يبدأ الحوار السياسي سيكون هناك وقف لاطلاق النار. ولذلك فإن الأمل والتوقع هو أن الأمر يجب أن لا يستغرق وقتاً طويلاً، ونحن لا نطلب من الناس الجلوس على الطاولة لاشهر. فذلك جنون”.

وأشار كيري الى أن روسيا دعمت قرار مجلس الأمن الدولي الذي يؤكد على التوصل الى وقف لاطلاق النار فور بدء محادثات الانتقال السياسي في سوريا، قائلاً “لقد تمت الموافقة على التوصل الى وقف لاطلاق النار، وصوتت روسيا بالموافقة على ذلك، وأعربت عن دعمها له”، مضيفاً أنه ناقش المسألة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال الايام القليلة الماضية.

وقال كيري: “يجب أن يكون التوصل الى وقف لاطلاق النار ممكناً. فالروس يستطيعون ضبط طائرتهم. ويستطيع الروس والإيرانيون الذين يدعمون الأسد، ضبط طائراته. ويجب علينا نحن الذين ندعم المعارضة ان نضمن التزام المعارضة بوقف اطلاق النار”.

وأشار كيري الى انه سيتصل بالمبعوث الأممي دي ميستورا، في وقت لاحق من اليوم، وان مجموعة دعم سوريا الدولية المؤلفة من 17 دولة من بينها ايران وروسيا، ستلتقي مرة اخرى الاسبوع المقبل.

وفيما قال مكتب دي ميستورا إن اجتماعاً كان مقرراً، الثلاثاء، مع “الهيئة العليا للتفاوض” لم يعقد، اتهم المتحدث باسم “الهيئة” سالم المسلط، روسيا بتعريض المحادثات للخطر بسبب حملة القصف التي تشنها.

وقال المسلط للصحافيين، إن “الوضع الراهن يشير إلى أن النظام السوري وحلفاءه -لا سيما روسيا- عازمون على رفض جهود الأمم المتحدة لتنفيذ القانون الدولي”، مشيراً الى أن “أفعال النظام وروسيا تعرض عملية السلام لخطر شديد في هذه المرحلة المبكرة”. ودعا الدول الكبرى إلى الضغط على موسكو، قائلاً إنه يبدو أن لا أحد يساعد المعارضة. وأضاف أن المعارضة تثق بأصدقائها، لكنها تريد أن ترى خطوة تتخذ لتقطع من جانبها عشر خطوات في المقابل.

بدوره، قال المفاوض السوري المعارض محمد علوش، الذي يمثل جماعة “جيش الإسلام” المسلحة، إنه ليس متفائلاً تجاه آفاق محادثات السلام المنعقدة في جنيف.

وأضاف للصحافيين أن الوضع على الأرض لم يتغير وإنه لا يشعر بالتفاؤل ما دام الوضع على هذا الحال، مشيراً إلى أن الحكومة السورية لم تبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل.

ميدانياً، أدخل “الهلال الأحمر السوري”، الثلاثاء، مساعدات إنسانية دولية الى بلدة التل في ريف دمشق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتحاصرها قوات الجيش، منذ خمسة اشهر، بحسب ما افادت طواقم انسانية ومنظمة غير حكومية.

ورفع الحصار عن مناطق سورية عدة، هو في مقدم البنود الخلافية في مفاوضات جنيف غير المباشرة بين وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة.

وتطالب المعارضة أيضاً بوقف قصف المدنيين والإفراج عن المعتقلين قبل ان تبدأ هذه المفاوضات برعاية الامم المتحدة.

ودخلت 14 شاحنة محملة بمساعدات لـ”الجنة الدولية للصليب الأحمر” بمواكبة “الهلال الاحمر السوري” بلدة التل في شمال دمشق،بحسب ما افاد المتحدث باسم اللجنة الدولية بافل كريسيك.

وتشمل المساعدات 25 طناً من المواد غذائية لنحو 3500 عائلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى