لايف ستايل

هل شرب القهوة أثناء الحمل آمن؟ إليكِ رأي الخبراء والبدائل الصحية

ما هو الممنوع والمسموح في فترة الحمل؟ وهل القهوة أثناء الحمل تضر الجنين وصحة الأم؟

ندرك تماماً أهمية ذلك الكوب الصباحي أو الفنجان الذي تجتمع حوله الأم الحامل مع العائلة والاصدقاء.

ومع تباين التوجيهات بين هيئة صحية وأخرى، قد يصعب تقييم مخاطر تناول فنجان واحد أو اثنين من القهوة.

لذا، طرح موقع The Conversation الأسترالي هذا السؤال على 5 خبراء؛ لمعرفة ما إذا كان من الآمن شرب القهوة أثناء الحمل.

أجاب 4 خبراء من أصل خمسة بـ”نعم”، بشرط الاعتدال في الاستهلاك. فكم فنجاناً على وجه التحديد هو استهلاك معتدل؟

من الجدير ذكره أنَّ منتجات أخرى مثل الشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة تحتوي أيضاً على مادة الكافيين، لذا يتعيّن أخذ ذلك بعين الاعتبار عند تقدير استهلاكك اليومي من الكافيين.

إليك ردود الخبراء.

الإجابة: “لا”

أعتقد الإجابة بـ”لا” هي الإجابة الأكثر أماناً على هذا السؤال، لأنني لا أستطيع قول “نعم” إلا بشروط.

وجدت مراجعة رئيسية أجريت عام 2017، أنَّ زيادة معدل استهلاك القهوة ترتبط بزيادة فرص ولادة طفل بوزن منخفض وحدوث الولادة المبكرة وخطر الإجهاض، مقارنةً بالاستهلاك المنخفض أو عدم تناولها على الإطلاق.

لكن مراجعة منفصلة تُركّز على معدل استهلاك الكافيين، الذي يحصل عليه الإنسان من جميع الأطعمة والمشروبات، وجدت أنَّ تناولالنساء الحوامل الأصحاء للكافيين بمقدار يصل إلى 300 ملليغرام يومياً لا يؤثر سلباً في الحمل أو الولادة أووزن الجنين.

لذا، في حين أن الرسالة الرئيسية هي الحفاظ على تناول كمية كافيين أقل من 300 ملليغرام في اليوم الواحد، فإنَّ التحدي الرئيسي يتمثّل في عدم القدرة على مراقبة استهلاكك اليومي بدقة.

على سبيل المثال، قد يحتوي فنجان واحد من القهوة يُقدّمه لكِ مُعد قهوة محترف، على ما يصل إلى 250 ملليغراماً من الكافيين، بحسب حجم  الفنجان وطريقة صنعه. تتراوح كمية الكافيين الموجودة في فنجان من القهوة سريعة التحضير من 50 إلى 100 ملليغرام لكل فنجان، بينما تحتوي القهوة المخمرة أو المقطرة على 100 : 150 ملليغراماً لكل فنجان. 

من المهم أيضاً حساب مقدار الكافيين الموجود في المنتجات الأخرى:

الإجابة: نعم، لكن باعتدال.

تنصح منظمة الصحة العالمية والكلية الأمريكية لأطباء أمراض النساء والتوليد السيدات الحوامل بالحد من استهلاك الكافيين ليصبح في حدود 200 : 300 ملليغرام يومياً.

تتباطأ قدرة المرأة على تأييض الكافيين أثناء فترة الحمل، ويمر الكافيين بسرعة وسهولة من المشيمة إلى الجنين، الذي لم يتطور نموه بما فيه الكفاية لتفكيك الكافيين. 

لذا قد تتراكم تلك المادة المُنبّهة في جسد الطفل ودماغه. ومع ذلك، لا يمكننا الزعم بثقة، أنَّ استهلاك الكافيين يؤثر سلباً على نمو الطفل، لأنَّ معظم الدراسات الدوائية في الحمل “دراسات رصدية”، أي دراسات قائمة على الملاحظة. 

وفي حين أن استهلاك كمية أقل من 200 ملليغرام من الكافيين يومياً لا يبدو عاملاً رئيسياً مساهماً في حدوث الولادة المبكرة، فإنَّ دراسة أجريت عام 2014، وجدت ارتباطاً بين معدل الاستهلاك اليومي للكافيين بمقدار يزيد على 200 ملليغرام وانخفاض وزن الطفل المولود. 

ثمة أدلة متضاربة حول ما إذا كان الكافيين مرتبطاً بزيادة خطر الإجهاض، على الرغم من أنَّ إحدى الدراسات تشير إلى أنَّ خطر الإجهاض يرتفع بنسبة 19% لكل 150 ملليغراماً زيادة في تناول الكافيين يومياً.

الإجابة: “نعم”.

لكن يجب التقليل من شرب قهوة الإسبريسو المضاعفة (Double Espresso)، التي تُقدّم في فنجان كبير، وعدم الإفراط في تناول الشوكولاتة.

يعتبر الكافيين أحد أكثر المُنبّهات الشائعة والآمنة، التي نستهلكها. يوجد في عديد من الأطعمة والمشروبات، وربما يشتهر بوجوده في القهوة والشوكولاتة. يرتبط استهلاك القهوة المعتدل بعدد من الفوائد الصحية مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2.

توصي الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) بمعدل استهلاكٍ أكثر صرامة لا يزيد على 200 ملليغرام في اليوم، مما يعني أنكِ تستطيعين الاستمتاع بثلاثة فناجين من القهوة سريعة التحضير في اليوم. 

ضعي في اعتبارك أنَّ القهوة المخمرة تحتوي على نسبة أعلى من الكافيين، إذ يحتوي كل فنجان متوسط الحجم على 95 : 165 ملليغراماً؛ ومن ثمَّ، قد يتعيّن عليكِ الحد من تناول هذا النوع من القهوة.  

الإجابة: نعم، لا بأس من شرب القهوة أثناء الحمل، لكن قد ينبغي التقليل منها.

يتمثّل أحد المخاوف في أنَّ الكافيين قد يعبر المشيمة إلى مجرى دم الجنين الآخذ في النمو، والذي لا يملك جسده القدرة على التخلّص من الكافيين، ومن ثمَّ، يحدث تراكم للكافيين في أنسجة الجنين. 

من ناحية أخرى، تتأثر عملية التمثيل الغذائي للأم وتصبح أبطأ في التخلص من الكافيين مع تقدم مراحل الحمل، مما يعني أنَّ الجنين يكون معرضاً للكافيين فترة أطول. 

في عام 2014، أوصى المجلس الوطني للصحة والأبحاث الطبية (NHMRC) في أستراليا النساء بتقييد استهلاكهن للمنتجات، التي تحتوي على مادة الكافيين، في حدود 300 ملليغرام في اليوم. ومع ذلك، لا تزال تلك الكمية قيد المراجعة حالياً، إذ يُحتمل تخفيض هذا الرقم، بالنظر إلى حدودٍ وضعتها منظمات صحية أخرى.

هذا يعني أنَّ النساء الحوامل بحاجة إلى حصر استهلاكهن اليومي على فنجان واحد فقط من قهوة الإسبريسو أو فنجانين من القهوة سريعة التحضير. 

قد ينبغي للأمهات المرضعات أيضاً التفكير في الحد من تناول الكافيين، حيث تمر كميات صغيرة من الكافيين من حليب الأم إلى الطفل، وتبيّن أدلة أنَّ وجود آثار الكافيين في حليب الأم قد يزيد من إصابة الأطفال بالمغص والتشنجات، فضلاً عن قلة النوم.

الإجابة: نعم، ولكن باعتدال.

تقول داهلن: “أود الإشارة إلى أنَّه قبل تقييد حركة السفر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، زرت  الدول الاسكندنافية، حيث يُعد شرب القهوة رياضة وطنية، وقد تأثر نومي بسبب مشاركتي في تلك الممارسة. تساءلت عما إذا كانت النصيحة المُقدّمة للنساء الحوامل تختلف على مستوى دول العالم، لكن القابلات في السويد أكّدن لي عكس ذلك”. 

تتشابه المبادئ التوجيهية في الدول الاسكندنافية مع تلك الموجودة بأستراليا، التي تُصنف الكافيين باعتباره مادة منشطة ومنبهة موجودة في أطعمة ومشروبات أخرى إلى جانب القهوة، وثمة أدلة متضاربة حول تحديد المقدار الآمن.

ومع ذلك، تتسم الطبيعة الإنسانية بالذكاء الشديد؛ وهو الأمر الذي يدفع النساء في كثير من الأحيان إلى النفور من القهوة في الأسابيع الأولى من الحمل عندما يكون خطر الإجهاض أعلى. 

لكن إذا كنتِ تشتهين فنجانك اليومي، فقد يساعدك تناول الشاي أو القهوة منزوعة الكافيين في تجاوز تلك المشكلة، حيث تحصلين على المذاق نفسه من دون الآثار الجانبية التقليدية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى