كتاب وادباء

الخطايا الاربع

  • الخطايا الاربع…………

    بقلم الكاتب

    حاتم غريب

     حاتم غريب —————–

    الشعب المصرى على مايبدو لم يتعلم من خطاياه ولم يعى الدرس جيدا على الرغم من التجارب المؤلمة التى خاضها طوال ستين عاما مضت عندما خرج عليهم مجموعة من الصعاليك نصبوا من انفسهم حكاما واوصياء على هذا الشعب رغم ضعف ملكتهم الذهنية والعقلية وقدراتهم على تولى زمام الامور فى بلد بحجم مصر توالى على حكمها العديد من الملوك والسلاطين بداية من العصر الفرعونى وحتى عام 1952 عندما انقلب هؤلاء الصعاليك على الملك فاروق اخر ملوك مصر فى العصر الحديث ومن يومها وهم ينفردون بحكم مصر دون سواهم.

    كانت البداية بزعيمهم الديكتاتور عبد الناصر الذى ضرب عرض الحائط بكل النظم والقوانين والاعراف وارسى نظاما استبداديا لايعترف بتداول السلطة بل على احتكارها لفئة معينة من الشعب فهو اقرب الى النظام الملكى لكن مع الفارق الكبير فى اليات الحكم وانتقال السلطة من شخص لاخر نظام يعتمد اكثر مايعتمد على نزع حرية وارادة الشعب فى اختيار من يحكمه بل يفرض عيه فرضا بما يسمى الاستفتاء ويكون على شخص واحد يختار من قبل المجلس النيابى ويتم التصويت عليه من قبل الشعب فهو الرئيس القادم شاء من شاء وابى من ابى ولو بتزوير ارادة الشعب وهو ماكان يحدث بالفعل وأصبح وأصبح مبدأ يسير على منواله من اتوا بعده.

    ليت هذا الامر توقف عند هذا الحد بل عمد هؤلاء الصعاليك الى فرض سياسة الامر الواقع على الشعب فى كل امور حياته ومسكوا بكل خيوط مقدراته بين ايديهم وعملوا اول ماعملوا على تغييب وعيه وادراكه حتى استطاعوا ان يسلبوه نعمة العقل ويصبح اداة طيعة بين ايديهم وكان لهم ماأرادوا عن طريق ابواق الاعلام الذين استطاعوا اختراقه وتجنيده لحسابهم وسخروه لنشر الاكاذيب وطمس الحقائق وانتاج برامج الترفيه التى تستخف بالعقول وتعمل على الهاء الشعب عن قضاياه الاساسية فلا يفكر سوى فى اللهو ولقمة العيش بعيدا عن السياسة والعلم بل وعن الدين ايضا فهؤلاء الصعاليك انشأوا اجيالا ضعيفه علميا وفكريا ودينيا بعد ان نجحوا فى نشر سوء الخلق بين افراد الشعب بتصرفاتهم وافعالهم معه وان صح القول فهم من نشروا الرزيلة والاباحية وادمان المخدرات بين الشباب وان كانت فى اولها مع بدايات حكم عبد الناصر حتى استفحلت وتوغلت فى حكم الكائن المسمى بالسيسى القابع الان فى قصر الرئاسة.

    فلم تعرف انظمة حاربت الدين فى تاريخ مصر مثل انظمتهم ولم يقتصر الفساد عند هذا الحد بل سمحوا لانفسهم باحتكار الثروة والسلطة لهم ولابنائهم من بعدهم ومهدوا لكل ذلك على ارض الواقع بافساد جميع مؤسسات الدولة قضائية كانت ام تنفيذية ام تشريعية حتى اصبحوا هم الدولة والدولة هم وكان من نتاج ذلك ضعف الدولة وهشاشتها وعدم قدرتها على منافسة دول العالم فى سباقها نحو التطور والتقدم وتحسين معيشة الفرد وتأهيله دينيا وخلقيا وعلميا وصحيا حتى يصلح من شأن نفسه ووطنه.

    وهكذا توالت الخطايا تلو الاخرى عبد الناصر ثم السادات ثم مبارك ثم السيسى وكلهم يسيرون على منوال واحد وهو العمل على هدم كيان الدولة والمجتمع والفرد باساليبهم المتعارف عليها والمعتادة منهم وبنفس الفكر والعقلية وكأنهم بالفعل شربوا من مسقاة واحدة لم يفكر احدهم يوما بجدية وضمير وامانة على النهوض بمصر وشعبها بل كان كل همهم الحفاظ على مقاعدهم السلطوية ولو اقتضى الامر التضحية بالشعب بكامله لم يبنوا مؤسسات للمستقبل تدار بالكفاءة والعلم والخبرة بل عملوا على الهدم ونشر الجهل من اجل السيطرة ولم يصدق لهم قول ابدا طوال تاريخهم كم وعدوا وكم خالفوا الوعود والعهود استخفوا بالشعب وباعوا له الوهم والخيال وهاهى السنين تمر سنة وراء الاخرى ومازلنا على حالنا شعب بائس فقير جاهل مريض مغيب لايدرى من دنياه شيئا وانهارت كل مؤسسات الدولة فلم يتحقق الوعد بجيش قوى كما وعدوا بل اصبح جيش نواعم كما يحلو للبعض ان يطلق عليه لاكفاءة قتالية ولاتدريب ولاتصنيع سلاح بل تصنيع الادوات والمستلزمات المنزلية.

    ولايختلف الحال كذلك فى القضاء والاعلام والمجالس التشريعية والنيابية التى اصبحت اداة من ادواتهم تعمل لصالحهم لا لصالح الشعب والوطن حتى وصل بنا الحال الى مانحن عليه الان وأصبحنا نعيش فى شبه دوله وليست دوله بالمعنى المفهوم والمتعارف عليه فى القانون والدستور وصودرت الحقوق والمقتضيات الضرورية لحياة الانسان الطبيعى من حرية وكرامة وعدل وعلم وبناء العقل والجسد ليصير المواطن المصرى شبحا لامعالم له.

    …………/حاتم غريب

     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى