لايف ستايل

تستغرق وقتاً طويلاً جداً عند الأكل؟ تعرَّف على مرض “عسر البلع”

يتسبب عسر البلع أو صعوبات البلع
في استغراق الجسم وقتاً أطول لنقل الطعام من الفم إلى المعدة. أمرٌ مؤلم ومزعج،
وهو أكثر شيوعاً لدى كبار السن والرضَّع، ولكن لماذا؟

على الرغم من أن المصطلح الطبي “عسر البلع” غالباً ما يتم
اعتباره عرَضاً أو علامة لمشكلة ما، فإنه يُستخدم أحياناً لوصف الحالة بحد ذاتها.

هناك مجموعة واسعة من الأسباب المحتملة لعسر البلع، من الأكل بسرعة
مفرطة أو عدم مضغ الطعام بما يكفي، وهو أمر لا يستدعي القلق، ولكن إذا كان عسر
البلع يحدث بانتظام، فيجب مراجعة الطبيب.

نتعرف في هذا التقرير على أسباب حدوث عسر البلع، وما هي
أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

هناك ثلاثة أنواع عامة من عسر البلع:

1- عسر البلع الفموي: في هذا النوع تكون المشكلة بالفم، وتحدث في بعض
الأحيان بسبب ضعف اللسان بعد السكتة الدماغية، أو صعوبة مضغ الطعام، أو مشاكل في
نقل الطعام من الفم.

2- عسر البلع البلعومي: خلاله تكون المشكلة بالحلق، وغالباً ما تحدث
مشكلات في الحلق، بسبب مشكلة عصبية تؤثر في الأعصاب (مثل مرض الشلل الرعاش والسكتة
الدماغية أو التصلب الجانبي الضموري).

3- عسر البلع المريئي: وهنا تكون المشكلة في المريء، فيُشير عُسر البلع المريئي إلى الإحساس بالتصاق الطعام أو وقوفه في قاعدة الحلق أو بالصدر بعد البدء في البلع، وهذا عادةً يحدث بسبب انسداد أو تهيُّج بالمريء. وفي كثير من الأحيان، فإن العملية الجراحية تكون مطلوبة هنا.

يعاني بعض المرضى من عسر البلع وهُم غير
مدركين له، وقد يؤدي عسر البلع غير المُشخَّص إلى حدوث الجفاف وسوء التغذية، وتشمل
الأعراض المرتبطة بعسر البلع ما يلي:

الاختناق عند تناول الطعام، السعال عند البلع، الشعور بألم، المعاناة من حرقة متكررة بالمعدة، المعاناة من ارتجاع الطعام أو أحماض المعدة للحلق، بحَّة في الصوت، فقدان الوزن غير المبرر، الاضطرار إلى تقطيع الطعام إلى قطع أصغر، أو تجنُّب أطعمة بعينها نتيجة مشاكل البلع.

تتعدد الأسباب المُحتملة لحدوث
عسر البلع، ويمكن سرد بعضها فيما يلي:

1-      تعذُّر الارتخاء المريئي: عندما لا تسترخي عضلات
المريء السفلية بشكل صحيح للسماح للطعام بالدخول إلى المعدة، يتسبب ذلك في إعادة
الطعام إلى الحلق، قد تكون عضلات جدار المريء ضعيفة أيضاً، وهي حالة قد تتفاقم مع
مرور الوقت.

2- التقلص العضلي: تؤدي هذه الحالة إلى تقلصات مريئية عالية الضغط،
يؤثر التقلص على العضلات اللاإرادية في جدران المريء السفلية.

3- التضيّق المريئي: يمكن أن يحتجز المريء الضيق قِطع الطعام
الكبيرة، قد يعود السبب في هذه الحالة إلى الأورام أو الأنسجة الندبية.

4- أورام المريء: تميل صعوبة البلع إلى التفاقم في حالة وجود أورام
المريء.

5- الأجسام الغريبة: أحياناً يمكن أن يتسبب الطعام أو جسم آخر في
انسداد جزئي للحلق أو المرِيء. الذين يُعانون أكثر من هذه الحالة هم البالغون
الأكبر سنّاً ذوو أطقم الأسنان، والأشخاص الذين لديهم صعوبة في مضغ طعامهم، فقد
يكون هؤلاء أكثر عُرضة لاستقرار قطعة من الطعام في الحلق أو المريء.

6- الاضطرابات العصبية: قد تُسبب اضطرابات معينة، مثل التصلب
المتعدد، في حدوث عسر البلع.

7- تلف الأعصاب: قد يؤثر تلف الأعصاب المفاجئ، مثل الناتج عن السكتة
الدماغية أو إصابات المخ والحبل الشوكي، على قدرة البلع.

8- الإشعاع: يواجه بعض المرضى الذين تلقوا العلاج الإشعاعي في منطقة
الرقبة والرأس صعوبات في البلع.

9-      تصلب الجلد: بسبب مجموعة من أمراض المناعة الذاتية النادرة يصبح الجلد والأنسجة الضامة أكثر تشدداً وتصلباً.

هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث
إذا لم يتم علاج عُسر البلع، ومنها:

1- الالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي العلوي: وهو ما يمكن أن
يحدث إذا تم ابتلاع شيء ما بطريقة خاطئة ودخل الرئتين.

2- سوء التغذية: يحدث هذا بشكل خاص مع الأشخاص الذين ليسوا على علم
بإصابتهم بعسر البلع ولا يعالَجون من ذلك، وهو ما يجعلهم ببساطة لا يحصلون على ما
يكفي من العناصر الغذائية الحيوية.

3- الجفاف: إذا كان الفرد لا يستطيع الشرب بشكل صحيح، فقد يُعاني من نقص الماء في الجسم.

سيحاول الطبيب تحديد مكان
المشكلة، ب سؤال المريض عن الأعراض، ومدة ظهورها، وما إذا كانت المشكلة تتعلق
بالسوائل، أو المواد الصلبة، أو كليهما.

لإجراء التشخيص قد يتم اختبار قياس ضغط المريء، وخلاله يتم إدخال
أنبوب صغير إلى داخل المريء وتوصيله بمقياس للضغط؛ لقياس الانقباضات العضلية
للمريء وهو يقوم بالابتلاع.

وقد تشمل إجراءات التشخيص الأخرى التصوير المقطعي، أو فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، لإنشاء صور مفصلة للأعضاء والأنسجة.

يعتمد العلاج على نوع عسر البلع، فمثلاً:

1- يمكن أن تساعد بعض التمارين في تنسيق العضلات المسؤولة عن البلع،
أو إعادة تحفيز الأعصاب التي تسبب ارتجاع البلع. يمكن أن يتعلم المريض أيضاً طرقاً
جديدة للبلع بشكل صحيح، سوف تساعد التمارين على تحسين العضلات وكيفية استجابتها.
قد يكون هذا مفيداً في حالات عسر البلع الناجم عن المشكلات العصبية مثل مرض
الزهايمر أو مرض باركنسون.

2- إجراء تعديلات على النظام الغذائي، من خلال تناول الأطعمة الأسهل
للابتلاع، ليتمتع المريض بنظام غذائي متوازن.

3- التغذية من خلال أنبوب، إذا كان المريض مُعرَّضاً لخطر الالتهاب
الرئوي أو سوء التغذية أو الجفاف، فقد يحتاج التغذية من خلال أنبوب، ويتم زرع
الأنبوب جراحياً مباشرة في المعدة، وتمريره من خلال شق صغير بالبطن.

4- التدخل الجراحي يكون مطلوباً عادة لعلاج عسر البلع المريئي.

5- التمدد، إذا احتاج المريء إلى التوسع، بسبب تضيق على سبيل المثال،
فيمكن إدخال بالون صغير ثم نفخه، وتتم إزالته بعد ذلك.

6- إذا كان عسر البلع ناجماً عن السرطان، فستتم إحالة المريض إلى
طبيب الأورام، الذي قد ينصح باستئصال جراحي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى