سيدتي

أعمل مذيعة في cnn.. إليك 7 نصائح تعلمتها عند الحديث مع أطفالي عن فيروس كورونا

أكسب رزقي من الحديث عن القضايا وشرحها. وقد غطيت
إخبارياً تفشي فيروس كورونا لأسابيع. 

لكن حين يتعلق الأمر بالحديث عنه مع أطفالي، يُعقد
لساني. 

بدايةً، لم أتحدث عن الفيروس مع بناتي. لدي طفلة في
الخامسة، وأخرى تبلغ عامين، لذا تأكدت فقط من تذكيرهن بحاجتهن لغسل أيديهن
كثيراً. 

لكن خرجت ابنتي الكبرى من المدرسة واتجهت إليّ قائلة:
“أمي، هناك شيء يسمى ‘كورونا’ والجميع يمرض”. عرفت عندها أنني لن أستطيع
تجنب الحديث عنه معهما بعد الآن.  

حاولت حينها إخبار طفلتي ذات الخمسة أعوام بأن
“هناك مرض” وأنها لم تكن بحاجة للقلق كثيراً حيال ذلك. أدى ذلك لسؤالها
بصوت عال وهي تسير على الرصيف: “أهذا الشخص مصاب بهذا المرض؟” ثم أشارت
إلى شخص آخر وسألت مجدداً: “ماذا عن هذا؟ هل يمكن أن يكون
مصاباً؟”. 

سرعان ما ثبت أنني بحاجة لبعض المساعدة من خبراء حول
كيفية إجراء هذه المحادثة. أدركت سريعاً أيضاً أنني لست وحدي في هذا المأزق.
أخبرتني منتجة برنامجي أن طفلها ذا الستة أعوام يريد أن يعرف ما إذا كان بإمكانه أن يمنحها قبلة قبل النوم،
إذ كان قلقاً من أن ينقل لها فيروس كورونا. 

كوننا آباءً، يمكننا جميعاً طلب القليل من المساعدة في
هذه اللحظة غير المسبوقة. بدأت مع الشخص الذي أذهب إليه دائماً عندما يتعلق الأمر
بصحة ورفاهية أطفالي، طبيب الأطفال. نصحني الدكتور بروس بروفندر وهو طبيب بمستشفى Global Pediatrics للأطفال قائلاً: “كلما قل عدد الكلمات، كان أفضل، لكن كوني
صادقة دائماً”.  

وأضاف إذا لم تكوني مقتضبة وصادقة، “فأنتِ في الواقع تجعلين الأمور أكثر رعباً،
لأنهم لا يعرفون ما الحقيقة، وما خلاف ذلك”. 

حفزتني إرشادات بروفندر على التعمق أكثر. وبعد قضاء
ساعات على الهاتف مع الأطباء والخبراء والمعالجين، وجدت بعض الخطوط الشائعة
المفيدة حول ما يجب فعله وما ينبغي تجنبه أثناء الحديث مع صغارنا بشأن شيء مهول
للغاية. 

قالت توفا كلين مديرة مركز بارنارد لتنمية الأطفال في جامعة كولومبيا: “أهم شيء باختلاف الأعمار هو أن الأطفال يحتاجون
إلى معرفة أنهم سيكونون بخير وأن هناك فرصاً بأن يكون آباؤهم بخير أيضاً. فأول شيء
هو طمأنتهم بشأن ذلك”. 

وأضافت: “هو موازنة بين معالجة قلق الأطفال ومخاوفهم،
لأن ذلك حقيقي، وإعادة طمأنتهم لأن الحقيقة هي أن معظم الناس يتعافون من هذا
(المرض)”. 

وقالت الدكتورة سالي غوزا رئيس الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن هذا يصاحبه عملية موازنة أخرى تتعلق بحقيقة أن هذا
لا يمكن معالجته مثل أي يوم آخر، مضيفة: “من المهم حقاً أن يفهم الناس أنه
ليس مثل يوم مثلج. نحتاج إلى إلغاء مواعيد اللعب وحفلات أعياد الميلاد، أو نحتاج
إلى تأجيلها حتى تكون الصورة أوضح”. 

قالت عالمة النفس الإكلينيكية ريبيكا شراج هيرشبرغ، إنه
أثناء شرح هذه التغييرات المفاجئة للأطفال، من المهم تذكيرهم بأن “الكبار
يتعاملون مع هذا الأمر”، مضيفة: “لا يتعين علينا التظاهر بأننا نعرف
جميع الإجابات، لكن يجب أن نظهر ثقة تامة بوجود أشخاص أذكياء في كل مكان -الأطباء
والسياسيون والمعلمون- كلهم يعملون معاً للتأكد من اجتيازنا هذا
الأمر”. 

قالت توفا: “يسمع الأطفال أشياء هائلة. يسمعون
كلمات معقدة لم يسمعوها من قبل، والحقيقة أننا أيضاً لم نسمعها.. حتى مصطلحات مثل
فيروس كورونا وكوفيد-19، ويتساءلون ما هذا؟”. 

وأضافت: “أخبرت الآباء أنه من المهم حقاً أن يكون
الوالد هو منقي المعلومات”. بالنسبة للأطفال الأكبر سناً الذين قد يناقشون
المعلومات الخاطئة التي يسمعونها من الأصدقاء أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أما
الأطفال الأصغر سناً، قد يحتاجون فقط لتبسيط المصطلحات، مثل الإجابة على سؤال
“ما هو فيروس كورونا؟” تقترح كلين أن يكون الجواب: “هي كلمة كبيرة
حقاً، لكنها كلمة منمقة لما نسميه عادة نزلة برد أو إنفلونزا، أي شيء كان موجوداً
منذ فترة طويلة. الآن هناك فيروس جديد وهذا ما يتحدث عنه الجميع”. 

توافقها ريبيكا الرأي بأن الشفافية هي الحل. وقالت:
“أعتقد أن الشفافية بالنسبة للأطفال، حتى الأطفال الصغار، تكون أكثر راحة من
البديل عندما يلاحظون وجود أمر هائل، لكنهم يلاحظون أيضاً أن لا أحد يتحدث
عنه”. 

قال الدكتور جوشوا مورغانشتاين، رئيس لجنة الأبعاد
النفسية للكوارث بجمعية الطب النفسي الأمريكية: “استمع أولاً ثم تحدث. استمع
إلى المخاوف والأسئلة والمعلومات المضللة، بينما تستمتع باللعب المعتاد مع أطفالك،
سواءً كان بالرسم أو اللعب بالدمى أو رمي الكرة. ثم أخبر الأطفال بأنك سعيد بأنهم
يسألون ويشاركونك ما يفكرون به. يحتاج الأطفال الصغار إلى عدد أقل من الكلمات،
وسيشعرون بالطمأنينة والراحة بفضل والدهم الهادئ”. 

أضافت ريبيكا أن من الممارسات الجيدة تجنب الميل إلى
الرغبة في ملء الصمت عندما يتعلق الأمر بهذه الأنواع من المحادثات الحساسة مع
أطفالكم، وقالت: “إذا طرحوا سؤالاً، أجب عن أسئلتهم بطريقة مباشرة وواضحة
ومختصرة، ثم توقف مؤقتاً لترى ما إذا كان لديهم أسئلة أخرى. توقف مؤقتاً وشاهد ما
سيحدث بعد ذلك”.  

يتفق الخبراء على أنه لا بأس بقول “لا أعرف”.
قال مورغانشتاين: “في الواقع، من المهم فعل هذا الأمر.. فعندما يكتشف الأطفال
أنك ضللتهم، سيقلل ذلك من ثقتهم بك”. 

لكن يبدو أن هناك طرقاً أكثر عوناً لقول “لا
أعرف”، فبدلاً من قول “لا أعرف” فقط، يمكننا قول “لاأعرف،
لماذا لا نبحث حول هذا الأمر معاً”. يسمح لك هذا بوضع نموذج للطفل بأنه حين
لا تعرف شيئاً فإنك تبحث عنه. وأضاف: “يمكن أن يعزز ذلك حقاً الشعور بالثقة
الذي يشعر به الطفل تجاهك، فأنت تدرك أن بإمكانك الاعتماد على والديك لإخبارك بما
يعرفان، أو يخبرانك بأنهما لا يعرفان ثم يذهبان للبحث عن الجواب”. 

قالت ريبيكا: “يمكنك قول ‘أريد التفكير في هذا
الأمر’” وهذا يساعد بكونه سيناريو آخر لقول “لا أعرف”، مضيفة:
“فقول لا أعرف بصوت هادئ وحائر، وليس بصوت مذعور وقلق، ليس أمراً مزعجاً
لأطفالنا، ما لم نجعله مزعجاً”. 

وتابعت: “يمكن للأطفال أن يشعروا بالراحة عندما
تقول ‘أتعرف أن هناك أشخاصاً كثيرين يطرحون هذا السؤال بالضبط في هذه اللحظة. نحن
في مجتمع من عالم كامل من الناس، يسألون جميعاً هذا السؤال’”. 

هذا كل شيء يتعلق بالحديث مع أطفالنا حول فيروس كورونا.
فوجئت للغاية حول عدد الخبراء الذين أكدوا لي أن ضغوطنا ومستويات القلق لدينا تؤثر
على طريقة تعامل أطفالنا مع هذا الوقت العصيب واجتيازه. 

قالت لي سالي غوزا: “هو أمر مرهق للآباء في الوقت
الحالي، بسبب هذا الوضع العصيب. في كل يوم، وحتى كل نصف يوم، يستجد شيء بشأن فيروس
كورونا. لذا فهو أمر مرهق للآباء ومخيف للصغار”. 

لكن يبدأ الأمر بتحسين الصورة العامة بالنسبة لأطفالنا.
قال مورغانشتاين: “أولاً، تحقق من مستوى إجهادك. إذا كنت أنت (أو أي شخص بالغ
من حولهم) تتصرف بطريقة شديدة التوتر، سيلاحظ الأطفال ذلك بسهولة ويقلدون هذا
التصرف”. 

أضافت ريبيكا: “لا تتحدث مع أطفالك عن أي من هذه
الأشياء عندما تكون قلقاً. إذا سمعت شيئاً أو قرأت تغريدة تجعلك قلقاً حقاً، فلا
بأس في أن تقول لطفلك ‘قبل أن أجيبك على هذا السؤال، أشعر بالقلق قليلاً، لذا
سألتقط ثلاثة أنفاس عميقة، هل تريد أن تفعل ذلك معي؟’”. 

هناك نقطة مهمة يجب تذكر: الأطفال من مختلف الأعمار
يعبرون عن قلقهم في هذه الأوقات التي تثير القلق بطرق مختلفة.  

قال مورغانشتاين: “في العموم، من المهم تذكر أن
الضيق يظهر بطرق مختلفة عند الأطفال في مختلف الأعمار. يمكن ملاحظة العزلة أو
الأداء الأكاديمي المتدني أو العنف لدى الأطفال الأكبر سناً. وملاحظة الحدة أو
الخمول أو العودة لسلوكيات في سن مبكرة عند الأطفال الصغار. بالنسبة للآباء الذين
يتشتتون ويشعرون بالفعل بالضغط الشديد على نحوٍ مبرر، يمكن تفسير ذلك بسهولة على
نحوٍ خاطئ على أنه ‘سلوك سيئ’”.

عندما نشعر جميعاً بالعجز بالشديد، فلنكن صادقين، إذ من
شأن هذا مساعدة الأطفال في هذه اللحظات بمنحهم بعض القوة. يمكن أن يكون ذلك مفيداً
عند شرح سبب اضطرارهم إلى غسل أيديهم كثيراً، ولماذا لا يمكنهم اللعب مع أصدقائهم
مثلما يفعلون عادة، ويمكن أن يكون مفيداً بوجهٍ خاص مع الأسئلة حول الأجداد والمسنين. 

قالت كلين: “مدّ الأطفال بالقوة بأن تقول، انظر،
نحن لا نمرض كثيراً (من فيروس كورونا)، لكن صدق أو لا تصدق، لا يزال هناك احتمالية
للإصابة بهذا الفيروس، علينا المساعدة حتى لا يمرض كثير من الناس. فهذا جزء من
عملنا”. 

وأضافت: “يفسر هذا أيضاً غسل اليدين، الذي يبقي
الجراثيم والفيروس بعيداً”. 

وتابعت: “يفسر هذا إغلاق المدرسة – يمكن القول
‘نحاول حقاً منع هذا الفيروس من الانتشار، لذا لن تختلط بكثير من الأشخاص. ولهذا
السبب يجب على الأم والأب العمل من المنزل حالياً’. كل هذه الجمل يمكن وضعها في
سياق أننا جميعاً نعمل معاً”. 

تذكرنا ريبيكا بأن الأطفال غالباً ما يتفاعلون مع
الأحداث الصعبة من خلال اللعب، لذا مدّهم بالطاقة ليفعلوا ذلك. وتقول: “ألق
تعويذة سحرية على الفيروس.. أو تظاهر بأنك إلسا (من فيلم Frozen) وجمد
الفيروس. هذه كلها أشياء تساعد الأطفال على الشعور بالقوة، وتسمح لهم أيضاً
بمعالجة مشاعرهم”. 

لذا، دعهم يعبرون عن مشاعرهم، مهما كانت. قالت ريبيكا:
“هذا أمر صحي، ويعني أنهم يشعرون بالأمان عند الحديث عنه”. 

توصيل هذا الإحساس للأطفال بمنحهم القوة يتطلب مفهوماً
مختلفاً. قالت غوزا: “سيكون هناك قدر كبير من الحزن حول الأحداث الرياضية
الملغاة، والعروض الترويجية والكثير من الأشياء، وأعتقد أننا يجب أن نعيد لهم
الأمان. كلما اجتهدنا الآن لجعل هذا الوباء قصير الأجل قدر الإمكان، اقتربت
إمكانية خروجهم وممارستهم لهذه الأشياء”. 

قالت كلين: “يمكن أن تتقمص
شخصية مدمر الجرثومة أو مروضها، اجعل الأمر خفيف الظل وممتعاً. ولا تجعله خطيراً
لدرجة تخيف الأطفال”. 

تتفق ريبيكا مع كلين قائلة: “عائلتك مكونة من أبطال
خارقين يقاتلون الفيروس، وفي كل مرة تغسل يديك، تتخذ خطوة للحفاظ على صحة وسلامة
الناس، وتؤكد أن هذا خيار فعال، وأننا جميعاً نتعاون معاً لفعل ذلك. وليس أننا
عاجزون في منازلنا في انتظار سماع ما سيحدث”. 

رغم أنه لا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين متى ستنتهي
هذه الأزمة، تعطيني نصائح الخبراء هذه انطلاقة رائعة للبدء، عندما يحين الوقت
لإجراء محادثات أكثر صعوبة في الأيام المقبلة، عندما
لا ألعب مع البنات لعبة مروضي الجراثيم الخارقين. 

– هذا المقال مترجم عن شبكة CNN الأمريكية. 

كيت بولدوان هي مذيعة ومقدمة برنامج “At This Hour” على شبكة CNN الأمريكية. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى