آخر الأخبار

الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية

بقلم الإعلامى

أحمد شكرى

عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

لقد طفح الكيل ، وبلغ السيل الزبا، ويبدو ان الغرب والحاقدين على الإسلام قد شمروا عن سواعدهم من جديد لمواجهة الزحف الإسلامي الذي يتمدد يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة ؛ حتى إنهم ليجدونه يأتي إليهم حتى في مضاجعهم ..

فها هي زوجة رئيس وزراء سابق ، أو ابنة مسئول رفيع في إنجلترا وأمريكا وكندا وغيرهم من بلدان الشرق والغرب والشمال والجنوب ..

لقد صدق صاحب هذه الرسالة (ص) حينما قال ان هذا الدين سيدخل في كل بيت ، وأنما سمع به أحد في العالم أجمع ولم يؤمن به ، فإنه الخاسر ..

وقد سمع العالم (على سبيل المثال لا الحصر) بأمر أحد ضباط الشرطة الفرنسية الذي اسلم منذ فترة من الزمن وكان يعمل في عقر دارها في مركز حساس يختص بالمعلومات (فقتل عقب اعتدائه على أربعة من زملائه) …

ولسنا هنا بصدد الحديث عن ملابسات قتله أو عن تبرئته ؛ خاصة وأن اهل بلدته وجيرانه وعشيرته أرادوا تنظيم مسيرة من أمام منزله وحتى مبنى المحافظة التي كان يقطن بها (لتوديعه كجار كان حسن السيرة والسلوك ، وكأحد المواطنين الصالحين في المجتمع الفرنسي) ؛ ولكن التظاهرة رفضت من جانب الحكومة الفرنسية لدواعي سياسية …

هكذا في كل مرة يقترب فيه مسلم لمركز حساس أو يصل لمرتبة عالية من مراتب الدنيا ؛ تأتي إليه قوي خفية لتبعده أو تنفيه أو تواريه في التراب ..

وهكذا فإن الإسلام يخيف الشرق الملحد والغرب الفاسد الحاقد ..

ولكن ترى ماهو السبب في كره ومعاداة الإسلام ؟ أو الخوف منه فيما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا ؟

من يعرف هذا الدين أو يتعرف على الإسلام من قرب ؛ يرى جليا أنه قانون ومنهج ونظام عدل وسلام ومساواة وإخوة للعالم أجمع رجالا ونساءا وأعجمي وعربي وأبيض أو أحمر أو أسود ، فالكل تحت ظله سواسيا كأسنان المشط لافضل لأحد على أحد إلا بالسلوك السوي والنهج السليم وإلا بالعطاء ونشر الحب والسلام والوئام والعدل في الأسرة والمجتمع وعبر العالم .. ولقد أثبت التاريخ وأثبتت الأحداث عبره أنه النظام الأوحد والوحيد الذي يضمن السلام والوفاق لمن اعتنقه ولمن لم ولا يريد اعتناقه ؛ حيث أنه لاعنصرية ولا تفرقة في العرق أو اللون أو (الدين)..

بل إنه دعوة الي كلمة واحدة ، وإلى جمع الشمل وإخراج الناس من الرق والعبودية إلى دنيا ليس فيها سوى الخير والسعادة والرضا للجميع..

ولكن الأشرار عبر العالم لا يريدون للمواطنين وأفراد الشعب أن يتعرفوا على ماهية هذا النظام الفذ الإلهي الملهم القويم ، ويريدون ها عوجا ؛ يريدون ان تظل الشعوب خاضعة لأهوائهم تدور في فلكهم وتحت إغراءاتهم ومخدراتهم الزائفة والمسكرة …

ومن يراقب التاريخ جيدا وينظر إلى إحصاءات وتحليلات الخبراء وعلماء التاريخ والمحللين المخلصين يتجلى له جيدا ويستطيع أن يفرق بين هذا النظام وبين غيره من الأنظمة الوضعية ( أكانت باسم الحرية أو الشيوعية أم تحت أي علم كان )..

تلك الأنظمة القمعية الإستبدادية العنصرية التفريطية المفرطة تجاه الشعوب والمواطنين تستجمع كل قواها وتغدق وتدفع مليارات الدولارات لدول العالم وحكامها لكي يقوموا بإبعاد الشعب عن أدنى حقوقه في الحرية والكرامة وفي العيش جنبا الي جنب (غني وفقير وأبيض وأسود) ، وهي تخاف بل وترتعب من نظام يحاول أن يساوي بين الأشرار الأغنياء المسيطرين المهيمنين على البسطاء الفقراء من الشعوب المغلوب على أمرها والتي تدور في فلكهم وتجري وتتسابق في رضاهم لنيل فتاة من لقمة عيش تسترهم من الحاجة أو الإستدانة.. ولطالما يحتاج العبد إلى سيده ، فهو دائما راضخ مضطر وخاضع لأوامره ونواهيه ..

ومما سمعنا به مؤخرا في إحدى المجتمعات (التي نسميها راقية متقدمة) كفرنسا مثلا ؛ سيدة عضوة في الحكومة وفي حزب اليمين المتطرف الفرنسي تهين امرأة مسلمة أمام عيناي ابنها الذي انخرط في البكاء لما رأى أمه تهان كرامتها ليس إلا لأنها ترتدي خمارا أو رداءا محتشما …

وفي الإعلام الفرنسي وعبر شاشتها الأولى رأينا أيضا (من يدعى زيمور) وهو من يحرض ويتهم الإسلام والمسلمين بما  ليس فيه

م ، ومن قبله وزير داخلية الدولة الذي يتهم كل رموز وشعائر الإسلام ويعتبرهم من علامات الإرهاب ؛ بما في ذلك اللحية .. والعجيب أنه (هو نفسه) ملتحي ..

ومن بعده من يدعى نيكولا (من كوبري البصل) وقد تعمدت وضع اسمه وترجمته بكوبري البصل بين قوسين خلافا للمعنى الظاهر لاسم بونت أينيون

الذي يتشابه مع بونت أونيون  (والذى يعني كوبري البصل) لأن رائحة كلامه الكريهة قد بدت بغيضة من فمه ولسانه..

فماذا يقول هذا الزعيم؛ زعيم حزب آخر متطرف عنصري يروج ويسكب النار على زيت (الإسلاموفوبيا)؟ :

يقول نيقولا دي بونت اينيون أن من اللغة العربية خطر على المجتمع ، فهي وسيلة من وسائل تعلم القرآن فالإسلام ؛ فمن يتعلمها يصبح إرهابي في نظر هذا المتحالف مع حزب اليمين المتطرف لنشر الذعر والخوف في القلوب الضعيفة من المسلمبن وغير المسلمين ؛ وفي نظر هذه الشخصية المعقدة البغيضة ..

وقد رد كثيرون على هذا الجاهل ؛ الجاهل بمعنى لغة أو وسيلة أو حتى إنسانية :

أن كانت اللغة العربية وسيلة للإرهاب ، فلما لاتكون العبرية وسيلة للقهر والتفرقة العرقيك والتمييز العنصري؟

والألمانية وسيلة للحرق في أفران النازية؟

وكذلك الإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية ، فكلها لغات بمنطق نيكولا (من كوبري البصل) تؤدي بأصحابها إلى احتلال واستعباد الشعوب بل وإلى حرق وذبح واستحلال كرامة وشرف الإنسان والإنسانية ..

هكذا ظاهرة الإسلاموفوبيا تكاد أن تمس المسلمين قبل من لا يعرف عن الإسلام إلا إسمه ورسمه الذي يرسمه لهم جهلاء به أو غيورون من عدله وصفائه أو حاقدون من عظمته وكبريائه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى