مقالات إضافية
أخر الأخبار

متى ننتصر لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام وننصر المسلمين في الهند؟

بادية شكاط كاتبة في قضايا الفكر،السياسة،وحقوق الإنسان

 

الإعلامية بادية شكاط

رئيسة فرع منظمة إعلاميون حول العالم في الجزائر

عضو مؤسس

غلبت علينا شقوتنا يارسول الله،وهاهو المسلم يُصفَّد قبل الشيطان ليستقبل رمضان.

فبعد أن تفرقَت صفوف المسلمين في نصرة المستضعفين،وإعلاء كلمة هذا الدين،نزل جندي من جنود الله لايُرى،ليجعل كل العالم يَرى،أن الوباء لم يجعل من المسلمين إستثناء،وفرّق صفوفهم في الصلاة،وأخبرهم أن أسباب السماء لاتبلغ بتسوية صفوف في بيوت الله،ثم تتجافى في سبيل الله.

فالضعيف صار مستضعَف مسكين،والمُتمكّن طغى بالظالمين،واستغنى عن المستضعفين،فلم تَقهره دموع اليتامى الذين اجتمعوا على مائدة افطار بلاطعام،ولم تهزّه رعشة قلوب أطفال اليمن وسوريا،وعليهم السماء تمطر بالقنابل كلما رفع الآذان،ولم تحبس أنفاسهم الأسئلحة الكيماوية التي خنقت فلذات أكبادهم،ولاثاروا لنصرة معتقلين،ولا لأحرار مستضعفين،لكنهم راحوا إلى بيت الله ملبين:” لبيك اللهم لبيك”ومسلموا الهند،والصين بهم يستغيثون،ولو أغاثوهم للبّوا نداء السماء.

وإنها لتَذهل القلوب كما العقول لهذا الصمت المهين،أمام المجازر الوحشية التي تنتهك ضد المسلمين،كتلك التي تمارسها منظمة “راشتريا سوايامسيراك سانغ” “آر.إس.إس” المسلحة ضد مسلمي الهند،هذه العصابة الهندوسية التي تستهدف قتلهم،أو إجبارهم على الرحيل إلى باكستان،حتى تبقى الهند للهندوس،فزعيمها “هيداجوار” يؤمن بأن المسلمين أعداء لوحدة الهند والمجتمع،وينبغي لأجل ذلك رفضهم،ناهيك عن الحركة القومية الهندوسية هندوتفا لإقليم كشمير،بقيادة نارندار مودي،والتي ظاهرها خير كثير،وباطنها شر مستطير،ففي ظاهرها تمجد أفكار الزعيم غاندي،و تزعم حرية التعبير،والتعدد الثقافي والمساواة،في حين هي حركة تُضمر موت الضمير،ولاتقبل إلا أن تكون الهند للهندوس،تمامًا كما كانت النازية لاتقبل أن تكون ألمانيا إلا للألمانيين،وأما شرط بقاء المسلمين في الهند فهو اعتناقهم للهندوسية،حتى لا يُنفون كما نُفي من قبل أجدادهم المسلمين في الأندلس.

ويصرح دعاة هندوتفا بأن الناس لايمكن أن يكونوا سواسية،وهذا انتهاك صارخ للمادة 14 من الدستور الهندي،وكأنّ القوانين بالنسبة إليهم،لاتكاد تساوي الحبر الذي كتبت به،والتلاعب بها لأجل غايات عنصرية بات لعبة مسلية،كإلغاء المادة 370 من الدستور،والموافقة على قانون المواطنة التمييزي الذي تم تعديله  لمنح الهند جنسيتها إلى ست مجموعات دينية من باكستان وأفغانستان وبنغلاديش،باستثناء المهاجرين المسلمين.

يقول النائب في حزب بهاراتيا،سوبرامان:”إن المسلمين في الهند لايستحقون نفس الحقوق،التي يتمتع بها أي شخص آخر يعيش في البلاد”.

وهكذا فإن ماتمارسه عصابة منظمة “آر.إس.إس” أو “RSS

وكذلك حركة هندوقيا ضد المسلمين في الهند هو عنصرية مقيتة تمارس ضد الكثير من الأقليات المسلمة في العالم،والذي لايعدو أن يكون :”عدوان المفترس أو التسلط النرجسي”  كما أسماه البروفيسور سيمون

فأين المسلمون في العالم من معاناة وبؤس إخوانهم في الهند؟

أليست هاته الأمة هي التي أنجبت من صمدوا أمام محن الأعداء؟ وأَجلوهم من أرض الإسلام،بل ودكّوا حصونهم في عقر دراهم؟

أليست هي الأمة التي حكمها حكام يثارون عند انتهاك حرمة المسلمين؟

ألم يكتب ابو تمام أبياته المشهورة  في الخليفة العباسي المعتصم الذي سيّر جيشًا ضخمًا إلى أنقرة عندما استغاثه من ظلموا؟

السيف أصدق أنباء من الكتب

في حدّه الحد بين الجد واللعب

ألم تسجل صفحات التاريخ بحبر من ذهب مآثر نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي،في وقف الزحف الصليبي الى الديار الإسلامية؟

ألم ينتصر صلاح الدين الأيوبي لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام،وفتح بيت المقدس قائلا :”ها أنا أنتصر لمحمد” مؤدبًا ذاك الذي أغار على قوافل المسلمين وقال :”دعوا محمدًا ينصركم” ؟

ألم يقف السلطان العثماني عبد الحميد،موقف الذي لايبيع الدين بحطام الدنيا،حين عرض عليه اليهودي هرتزل الأموال مقابل استيطان اليهود،فقال:”إنّ أرضنا لاتباع بالدراهم،إننا حصلنا على كل شبر منها ببذل أكثر مما بذلوا من دماء في سبيلها” ؟

فأين نحن من تلك الومضات التاريخية والفيوضات الإيمانية؟

أين الأمة التي تتقد همة،وعن دينها لاتَرض،وعَجِلَت إلى ربها لترضى؟

هل بلّغناهم أن ديننا قد أغلق أمام الإرهاب كل باب،وأن رب العالمين قد أنزل وحيه ورسالته مخاطبًا رسوله محمد عليه الصلاة والسلام بقوله جل وعز :”وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”…سورة الأنبياء الآية 107

هل سمعوا الحديث القدسي الذي رواه نبينا عليه الصلاة والسلام عن ربه سبحانه وتعالى:

“إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي” ؟

هل عرفوا أن محمدًا عليه الصلاة والسلام قد قال عن نفسه:”إنما أنا رحمة مهداة” ؟

وأنه قال: “إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” ؟

إننا من خلال هذا المنبر ندعو  منظمة  الأمم المتحدة إلى فتح تحقيقات في جميع تلك الإنتهاكات،التي تُمارس بكل فظاعة ووحشية ضد المسلمين في الهند،سواء من طرف رئيس وزراء الهند المتطرف “مودي” أو من طرف عصابة منظمة  “آر.إس.إس”  أوغيرهما.

كما  نتوجه بخطابنا للحكام المسلمين متسائلين:

متى تكون لكم مواقفكم المنصفة؟

متى تكفّون عن الإكتفاء بشعاراتكم الجوفاء،التي تردّدونها على موائد مؤتمراتكم المصفصفة،تحت قِبب غرفكم المكيفة؟

ألم يَئن لقلوبكم أن تَئن؟ ولأمجاد هذه الأمة أن تَحن؟

ثم خطابي أوجهه للمسلمين

بأن يعرّفوا بهذا الدين الحنيف للعالمين،فيكونوا للضعفاء مغيثين،وللمحتاجين ملبّين،ويجعلوا من هذا الوباء بوابة للخروج من درن الغثاء،ويجعلوا من شهر رمضان الكريم، فرصة لإطعام المساكين،إن كانوا مسلمين أو غير مسلمين،ويمدوا يد العون لهم عند الحاجة،وإن جعلوا هُم في أعياد الميلاد  بابا نويل أو “سانتا كلوز”،فلنجعل نحن في أعيادنا هدايا لأطفالهم،نكتب عليها اسم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام،ليعرف أطفال العالم أن رسالة  محمد ليست لقتلهم،بل للرفق بهم.

فهو الذي كان عليه الصلاة والسلام يغدق الكثير من العطف على الأطفال،وخير صورة لذلك ومثال،معاملته لحفيديه الحسن والحسين،إذ كان يرفق بهما،يقبلهما ويدعو لهما،قال أبو هريرة رضي الله عنه:قبَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحسنَ بنَ عليٍّ،وعِندَه الأقرَعُ بنُ حابسٍ التميميُّ جالساً،فقال الأقرَعُ: إن لي عشَرةً من الولَدِ ما قبَّلتُ منهم أحداً، فنظَر إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،ثمّ قال: مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ

فمتى نتحول لأجل رسولنا عليه الصلاة والسلام،مِن أمة القول إلى أمة الصَّوْل؟ ومن أمة تفتقد إلى الرجال إلى أمة رسيخةٍ كالجبال؟

                                                                                 بادية شكاط كاتبة في قضايا الفكر،السياسة وحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى