مقالات إضافية

إعلام فرنسا يشن حربًا ثانية على ثورة الجزائر الثانية

بادية شكاط كاتبة في الفكر،السياسةوحقوق الإنسان

بادية شكاط 

رئيسة فرع إعلاميون حول العالم في الجزائر

عضو مؤسس

“الجزائر حبيبتي”هو وثائقي عن الحراك الشعبي الجزائري،الذي أطاح بالرئيس بوتفليقة،بثته قناة “فرانس 5”،حيث وصفت هذه القناة الفرنسية الشعب الجزائري الذي خرج لإستكمال الحرية،بأنه شعب مكبوت،وخرج كمن يخرج من بطن الحوت،ليحتسي من الشراب الذي يُذهب العقول،بعد الذي أصابه من ذهول،وأنه أبدًا لم يخرج ضد نظام عقيدته الفساد،وعُقدته الإستبداد.

ولا غرابة أن يكون هذا ظن إعلام فرنسي،يقتات من مغرفة نظام،لاتملؤها إلا الجزائر بالطعام،ولا عجب إن كان ذاك من نظام نهب الجغرافيا،ثم أراد أن يسرق التاريخ،فيزيّف حقيقة لها كل العالم يشهد،أن الجزائريين قاموا بأعظم حراك سلمي،وثورة حضارية،بعد ثورتهم التحريرية،وأنهم إجتمعوا على كلمة سواء“الجيش والشعب خاوة خاوة”،فقدّموا الورد لقوات الأمن،كما قدّموا لهم الأمن،ورفعوا شعارات الحرية،رافضين أن تتحول الجزائر إلى سجن من التبعية،كما حملوا صور مؤسس الدولة الجزائرية “الأمير عبد القادر”،الذي أرادت فرنسا قبل سنوات أن تطلق إسمه على مدينة “بو”،التي وصفها محمد بوطالب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر،بأنها مكان سئ،وبها شارع مظلم ودون مخرج لايليق بمقام الأمير.

يافرنسا قد ضللتِ الطريق،وتاهت بك السبل،فليست الجزائر التي لاتجد مخرجًا،وليست الجزائر التي يطمس نورها،وليست الجزائر التي تستبدل الهلال بالصليب،والإنسانية بالحيوانية،وليست هي التي تنسى الماضي ثم تمضي.

فنحن أحفاد ابن باديس الذي قال:“فإننا والحمد لله نربي تلاميذنا على القرآن الكريم من أول يوم،ونوجّه نفوسهم إلى القرآن الكريم في كل يوم،وغايتنا التي ستتحقق أن يكوّن القرآن العظيم منهم رجالاً،كرجال سلفهم”.

وإننا نعلم أنه منذ بدء الحراك الشعبي بالجزائر في 22 فبراير/شباط الماضي،أبدى سياسيون وإعلاميون فرنسيون تخوفهم من بروز الإسلاميين كقوة تقود المسار السياسي،وما المقال الذي نشرته “صحيفة ليبراسيون الفرنسية” مع بداية الحراك إلا دليل صغير عن هوس كبير .

فكل بصير قد لمح أن فرنسا كانت أول المتأوهين من حالها ومآلها بعد أن خرج الشعب الجزائري في بداية الحراك يطالب بتطبيق المادة 102 من الدستور،واعتبرت ذلك انقلاب على الشرعية،في حين هو تصريح من يخشى أن تذهب بالبقرة الحلوب السيادة الجزائرية،فتصبح فرنسا بعد أن دنت من غايتها تتدنى إلى نهايتها،كما أننا لانوافق من يرون أن هذه الزوابع الإعلامية التي تثيرها فرنسا مجرد زوبعة في فنجان،يتحالف من خلالها أصحاب القرار في الجزائر مع فرنسا لإلهاء الشعب الجزائري عن قانون المالية،ففرنسا خائفة أن تكون قد إستُبعدت من كل حساب وأُوصدت دونها جميع الأبواب،فنثمن بشدة الموقف الجزائري بإستدعاء السفير الجزائري في فرنسا،وإن كنا نريد خطوات أخرى أكثر حزمًا،تؤدب من خلالها الجزائر فرنسا،وتثبت لها أن الجزائر مصممة أن يكون لها مع كل الدول مصالح متابدلة،لا أن تكون فرنسا الدولة التي دومًا تُؤْثر مصالحها وإن تأثّرت مصالحنا،فتبني صرح قصورها على رفات قبورنا،كما أننا نعلم نوايا فرنسا الخبيثة في تقسيم الجزائر،ولانستبعد أنها تريد أيضًا تشويه الجالية الجزائرية في فرنسا لخلق الفتنة بيننا،لهذا نحن نهيب بأبناء الجزائر الشرفاء في فرنسا،أن يزلزلوا فرنسا بمظاهراتهم السلمية أمام السفارة الجزائرية في باريس،حتى تعرف فرنسا أن الجزائريين يد واحدة وقلوب متحدة،تسكنهم الجزائر وإن لم يسكنوها.

ونردف لفرنسا مُطَمئنين،بأنّ الجزائريين بمختلف إيديولوجياتهم،ولغتهم وعرقهم،سيبقون محمّديين ومتحدين،فإن كنتِ مازلتِ في حلمك القديم،فإنّ الجزائريين مازالوا مستيقظين،وأنهم لن يقبلوا إلا أن يكونوا أصحاب القرار على مصيرهم،وأصحاب الذاكرة لتاريخهم،وأصحاب السيادة على أرضهم،رفعت الأقلام وجفت الصحف.

تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار 

 

 

بادية شكاط كاتبة في الفكر،السياسة وحقوق الإنسان

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى