آخر الأخبار

وزير الداخلية الليبي يدعو أمريكا لإنشاء قاعدة عسكرية في بلاده لمواجهة نفوذ روسيا الداعمة لحفتر

دعا وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق الوطني السبت 22 فبراير/شباط 2020، الولايات المتحدة إلى إنشاء قاعدةٍ عسكرية في الدولة الشمال إفريقية، من أجل التصدّي لتوسُّع النفوذ الروسي داخل إفريقيا.

وقال الوزير فتحي باشاغا لوكالة Bloomberg الأمريكية إنّ حكومته طلبت استضافة قاعدة بعد أن وضع وزير الدفاع مارك إسبر خططه لتقليص التواجد العسكري الأمريكي في القارة -وإعادة نشر القوات حول العالم لمواجهة روسيا والصين. 

 تأتي دعوة الوزير بينما تواجه قوات حكومة الوفاق الوطني قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يدعمه مرتزقة روس إلى جانب مصر وأبوظبي.

يقول باشاغا في المقابلة التي أجراها عبر الهاتف مع وكالة Bloomberg الأمريكية: “ليست خطة إعادة نشر القوات واضحةً لنا. ولكنّنا نأمل أن تشمل خطة إعادة النشر ليبيا، حتى لا تترك فراغاً يُمكن أن تستغله روسيا”.

أَضاف: “الروس ليسوا في ليبيا من أجل دعم حفتر فقط. بل لديهم استراتيجيةٌ كبيرة في ليبيا، وداخل إفريقيا عموماً وليبيا دولةٌ مُهمة على حوض المتوسط: إذ تمتلك ثروةً نفطية، وساحلاً بطول 1900 كم، وموانئ تسمح لروسيا باعتبارها بوابتها نحو إفريقيا. وإذا طلبت الولايات المتحدة إنشاء قاعدة؛ فلن تُمانع الحكومة الليبية -من أجل مُكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وإبعاد الدول الأجنبية التي تُحاول التدخُّل. وستُؤدي القاعدة الأمريكية إلى إحلال الاستقرار”.

الدولة الغنية بالنفط، على شاطئ المتوسط المُقابل لأوروبا، واحدةً من المراكز الرئيسية لزيادة النفوذ الروسي خلال العام الماضي، إذ جرى نشر أكثر من ألف جندي من المرتزقة الروس لدعم هجوم حفتر للاستيلاء على العاصمة من الحكومة المُعترف بها دولياً.

نقاش حول خطة أمريكا، أثارت خطة إسبر لسحب القوات من إفريقيا انتقادات واسعة داخل الكونغرس. إذ أشار 11 مُشرّعاً، برئاسة نائب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النُوّاب أنثوني براون (الديمقراطي)، في رسالةٍ الشهر الماضي إلى استثمار روسيا والصين في القارة لتعزيز نفوذهما. وكان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام -أكبر حلفاء الرئيس دونالد ترامب- من بين المجموعة المُكوّنة من نُوّاب الحزبين، التي تشكّلت لمواجهة إسبر على هامش مؤتمرٍ أمني في ميونيخ. وقال غراهام حينها إنّهم لن يدعموا الخطة، بحسب تقرير شبكة NBC الأمريكية يوم الثلاثاء 18 فبراير/شباط.

 في أواخر يناير/كانون الثاني، قال إسبر إنّ الولايات المتحدة لن تسحب كامل قواتها من إفريقيا، لكنّه أقرّ بأنّ المراجعة جارية لوضع استراتيجيةٍ جديدة تجعل مُواجهة روسيا والصين هي الأولوية. وتمتلك الولايات المتحدة حالياً قرابة الستة آلاف جندي في إفريقيا، من بينهم القوات المسؤولة عن حماية المنشآت الدبلوماسية، بحسب مسؤولٍ في وزارة الدفاع.

هجوم بنغازي، لا تمتلك الولايات المتحدة أيّ قوات في ليبيا منذ أبريل/نيسان الماضي، حين سحبت جنودها بالتزامن مع هجوم قوات حفتر على العاصمة. وغرقت البلاد في الاضطرابات منذ إطاحة الانتفاضة، المدعومة من الولايات المتحدة وحلف الناتو، بمُعمّر القذافي في عام 2011. وفي العام التالي، هاجمت مجموعةٌ القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الشرقية، وقتلت السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز. وقال الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما إنّ الفشل في التخطيط لمرحلة ما بعد الإطاحة بمعمر القذافي هو أسوأ أخطاء فترة رئاسته، وذلك في مقابلةٍ أجراها عام 2016.

حول حادثة السفارة قال باشاغا: “نأمل أن تتجاوز الولايات المتحدة هذه الواقعة المُؤسفة. إذ يشعر الشعب الليبي بالندم عليها. ومن فعلوا ذلك ليسوا من الشعب الليبي، بل هم مجموعةٌ صغيرة من المُجرمين”.

انقسمت السيطرة على البلاد منذ أبريل/نيسان بين قوات حفتر، المُدعومة من مصر والإمارات، وبين الحكومة المُعترف بها من قبل الأمم المتحدة. ودفعت الحرب بالولايات المتحدة إلى سحب وحدة مُكافحة الإرهاب من طرابلس، والتي كانت تُساعد في القتال ضد مُسلّحيذ (داعش) في أفريقيا.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى