تقارير وملفات إضافية

روسيا تسوّق لرحيل الأسد “خشية انهيار الدولة”.. ما الذي يدفعها للتخلي عنه الآن؟

أصدر “المجلس الروسي للشؤون الدولية” تحليلاً عن السيناريو المستقبلي للأوضاع في سوريا، تنبأ فيه بتوافق تركي أمريكي روسي على تنحية بشار الأسد ووقف إطلاق النار، مقابل تشكيل حكومة انتقالية تشمل المعارضة والنظام و”قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

منظمة روسية تطلق على نفسها اسم “صندوق حماية القيم الوطنية” مقربة من الأجهزة الأمنية ومكتب الرئيس فلاديمير بوتين، تجري استطلاعاً للرأي العام في سوريا. وبغض النظر عن مطابقة الاستطلاع للمعايير المهنية من عدمه، فإن الرسالة السياسية من إعلانه، التي تضمنتها نتائجه، كانت غاية في الوضوح: الشعب السوري لا يريد الأسد.

حرصت موسكو، منذ بداية تدخلها العسكري في سوريا، على الابتعاد عن تصوير نفسها مدافعة عن مصير الأسد، تارة من خلال إعلانها أن هدف تدخلها إنما جاء لإنقاذ مؤسسات الدولة السورية، وتارة أخرى من خلال تصريحات مسؤولين روس كانوا على الدوام حريصين في المؤتمرات الدولية الخاصة بسوريا، جنيف وأستانا وغيرهما، على القول إن “الشعب السوري هو من سيقرر بقاء الأسد من عدمه”.

وقال أربعة أشخاص مطلعين على مداولات الكرملين، لوكالة بلومبيرغ الأمريكية مؤخراً، إن انشغال بوتين في روسيا بالصدمة المزدوجة المتمثلة في انهيار أسعار النفط ووباء فيروس كورونا، وحرصه على إنهاء مغامرته العسكرية السورية بإعلان النصر، يجعلانه مُصرّاً على أن يبدي الأسد المزيد من المرونة في محادثاته مع المعارضة السورية بشأن تسوية سياسية لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة عقد من الزمان.

إذ أثار رفض الأسد التنازل عن أي سلطة مقابل اعتراف دولي أكبر وربما مليارات الدولارات من مساعدات إعادة الإعمار انتقادات علنية نادراً ما تحدث للرئيس السوري هذا الشهر في منافذ إعلامية روسية مرتبطة ببوتين.

 تحول النظام من مؤسسات دولة تتبع لجهاز مركزي، إلى مؤسسات مرتبطة بميليشيات تديرها دول وقوى خارجية، ولا تتلقى أوامرها حتى من بشار الأسد نفسه الذي بات خاضعاً في قراراته لابتزاز تلك الميليشيات.

1- أن تقبل القوى الموجودة على الساحة السورية بمناطق نفوذ بعضها البعض، وتبقى سوريا منقسمة على هذا الأساس إلى ثلاث مناطق للنفوذ والسيطرة، الأولى تحت حماية طهران وموسكو، والثانية منطقة سيطرة المعارضة السورية بدعم من أنقرة، والثالثة منطقة شرق الفرات التي تقع تحت سيطرة واشنطن وميليشيات “قسد”.

2- السيناريو أو الخيار الثاني، فيقضي بانسحاب كامل لجميع القوات الأجنبية، وتوحيد البلاد بعد تحقيق تحول سياسي يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ما يعني تنحي الأسد ووقف إطلاق النار بشكل تام على مستوى سوريا.

– لا شك أن هذا الخيار أقل تكلفة لجميع الأطراف، فهو يقوم وفق الرؤية الروسية على حلول وسط للهدف المشترك وهو وحدة أراضي سوريا، على عكس الخيار الأول “المحفوف بالمخاطر”. كما أنه يحقق رغبة الجانب الأمريكي الذي يريد فترة استقرار في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة له، ويخدم هدفه الأساسي المتمثل في إبعاد إيران، وإبقاء الوضع على ما كان عليه قبل عام 2011.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى