صحة

هل يساعد النظام الغذائي الخالي من الغلوتين فعلاً على فقدان الوزن؟ إليك كل ما تريد معرفته

إذا كنت تريد التخلص من الوزن الزائد، وكنت تشعر بالضياع والتشتت بسبب كثرة النصائح المتضاربة المتعلقة بأنواع الحميات المختلفة، فلا بد أن أحدهم اقترح عليك تجربة نظام غذائي خال من الغلوتين.

 يعد النظام الغذائي الخالي من الغلوتين واحداً من أكثر الأنظمة الغذائية شيوعاً التي ينصَح بها لخسارة الوزن. فما هو الغلوتين؟ وهل يجب على الجميع اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين أم يقتصر ذلك على أناس يعانون من حالات صحية معينة؟ وهل التخلي عن الغلوتين يساعد حقاً في خسارة الوزن وتحسين المزاج والحصول على صحة أفضل كما هو شائع؟

إليكم كل ما تريدون معرفته:

يعتقد الكثيرون أن الغلوتين عبارة عن مركب واحد، إلا أنه في الحقيقة مصطلح يشير إلى عددٍ من أنواع البروتينات المسماة “برولامين”، وهي بروتينات موجودة في القمح والشعير والحليب، وفق ما ورد في موقع Health Line.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة، مثل أمراض المناعة الذاتية والاضطرابات الهضمية، فمن الضروري للغاية أن يمتنعوا عن تناول الغلوتين.

أما بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، فليس ذلك ضرورياً.

لكن من غير المؤذي عادة تجربة نظام غذائي خال من الغلوتين، طالما يمكنك تعويض المواد الغذائية التي ستنقصك من الأطعمة الأخرى.

تشكل الحبوب والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين جزءاً أساسياً من نظامنا الغذائي، إذ نتناول وسطياً حوالي 5-20 غراماً يومياً من الغلوتين من مصادر مختلفة.

ووفقاً لموقع Medical News Today، يتواجد الغلوتين في عدد من الأغذية، أبرزها القمح والذرة والشعير والخبز والمعكرونة والحبوب والكعك والمعجنات بأنواعها.

وفيما عدا الغلوتين الموجود في القمح، غالباً ما تتم إضافة كمية زائدة من الغلوتين إلى الخبز عن طريق مسحوق مسحوق يسمى غلوتين القمح الحيوي، وذلك لزيادة مدة صلاحية الخبز وإعطائه انتفاخاً أكبر.

كما تحتوي العديد من الأطعمة المصنعة على الغلوتين، لذلك إذا أردت تجنبه بشكل تام سيتوجب عليك قراءة ملصقات الأغذية المصنعة بعناية.

إذا أردت اتباع حمية خالية من الغلوتين سيتوجب عليك الانتباه إلى ملصقات جميع الأغذية التي تتناولها وقراءة مكوناتها بشكل جيد لتتأكد من خلوها من الغلوتين.

وفي حال قررت الاستغناء عن المغذيات الحاوية على الغلوتين، ينبغي عليك أن تحصل على المواد المغذية اللازمة لجسمك (مثل الكربوهيدرات) من مصادر أخرى لذلك يفضل استشارة أخصائي تغذية قبل اتخاذ هذه الخطوة.

على سبيل المثال، يوجد العديد من الحبوب الخالية من الغلوتين والحاوية على الكربوهيدرات مثل: الأرز والشوفان والكينوا والحنطة السوداء.

وعموماً يوجد العديد من الأطعمة الصحية الخالية من الغلوتين، مثل اللحوم والسمك والبيض ومنتجات الألبان والفواكه والخضراوات والبقوليات والمكسرات.

ويفضل اختيار الأطعمة الطبيعية بدلاً من المصنعة عند اعتماد نظام غذائي خال من الغلوتين لأن الأغذية المصنعة قد تحتوي على نسب عالية من السكر المضاف أو الحبوب المكررة.

هناك العديد من الأسباب التي تجعل معظم الناس يشعرون بتحسن في صحتهم عند اعتماد نظام غذائي خال من الغلوتين.

عندما نستغني عن الغلوتين فهذا يعني بالضرورة أننا نستغني عن مجموعة كبيرة من الأطعمة المعالجة، مثل الوجبات السريعة والمخبوزات، وهي أطعمة لا تحتوي على الغلوتين فحسب إنما تحتوي أيضاً على نسبة عالية من السعرات الحرارية والسكر والدهون غير الصحية.

لذلك فإن العديد من الناس الذين يلتزمون بنظام غذائي خال من الغلوتين يفقدون الوزن ويشعرون بصحة أفضل.

على سبيل المثال، تم ربط الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات والسكريات المكررة بزيادة الوزن والتعب وألم المفاصل والمزاج السيئ ومشاكل الجهاز الهضمي، والاستغناء عنها يعني بالضرورة صحة أفضل.

علاوة على ذلك، غالباً ما يتم استبدال الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين بخيارات صحية، مثل الخضار والفواكه والدهون الصحية والبروتينات والتي يمكن أن تعزز الصحة وتحسن الحالة النفسية عموماً.

لا يحبذ بعض المتخصصين في مجال الصحة اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين، لكن وفقاً لموقع Health Line، لن يؤثر الاستغناء عن القمح والحبوب أو المنتجات الأخرى المحتوية على الغلوتين سلباً على الصحة طالما يتم استبدال هذه المنتجات بأطعمة مغذية.

يمكن استبدال جميع العناصر الغذائية الموجودة في الحبوب المحتوية على الغلوتين، مثل فيتامينات ب، والألياف والزنك والحديد والبوتاسيوم  باتباع نظام غذائي متكامل يتكون من الخضار والفواكه والدهون الصحية، ومصادر البروتين المغذية.

من المهم أن نلاحظ أن المنتج الغذائي الخالي من الغلوتين لا يعني بالضرورة أنه منتج صحي.

إذ تقوم العديد من الشركات بتسويق منتجاتها من كعك ومخبوزات وغيرها على أنها صحية فقط لخلوها من الغلوتين، لكن في الحقيقة فإن غالبية هذه الأطعمة تكون معالجة بنسب عالية الأمر الذي لا يجعلها صحية أكثر من الخبز أو المعجنات الحاوي فعلاً على الغلوتين.

وعلى الرغم من أن المنتجات الخالية من الغلوتين أثبتت فائدتها لأولئك الذين يعانون من حالات صحية تمنعهم من تناول الغلوتين، إلا أنها ليست أكثر صحة من تلك التي تحتوي على الغلوتين.

يعاني بعض الأشخاص من ظروف صحية تخلق لديهم ما يسمى بـ”حساسية الغلوتين”، لذلك يتوجب على هؤلاء اتباع حمية تقتصر على المواد الغذائية الخالية تماماً من الغلوتين.

وتشمل الحالات الصحية المسببة لحساسية الغلوتين ما يلي:

مرض الاضطرابات الهضمية هو مرض مناعي تسببه عوامل وراثية وبيئية، وتشير التقديرات إلى أن 1% من سكان العالم يعانون من هذا المرض.

ويعتبر هذا المرض حالة مزمنة مرتبطة باستهلاك الحبوب المحتوية على الغلوتين ويسبب التهابات في الأمعاء الدقيقة.

وإذا استمر المصابون بهذا المرض في استهلاك الغلوتين قد ينتهي بهم الأمر إلى تلف الخلايا المعوية مما يؤدي تلف الأمعاء وسوء امتصاص المغذيات وأعراض مثل فقدان الوزن والإسهال.

تشمل الأعراض مرض الاضطرابات الهضمية، فقر الدم، وهشاشة العظام، والاضطرابات العصبية، والأمراض الجلدية مثل التهاب الجلد.

حساسية القمح أكثر شيوعاً لدى الأطفال ولكنها يمكن أن تؤثر على البالغين أيضاً.

أولئك الذين لديهم حساسية من القمح لديهم استجابة مناعية غير طبيعية لبروتينات معينة في القمح ومنتجاته، ومن الممكن أن تتراوح أعراض هذا المرض ما بين الغثيان الخفيف إلى الحساسية المفرطة والمهددة للحياة.

لذلك يتوجب على أولئك الذين يعانون من هذه الحساسية أن يتبعوا حمية خالية تماماً من الغلوتين.

أظهرت الأبحاث أن اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين فعال في الحد من الأعراض المرتبطة بالعديد من الحالات المرضية. وقد ربطه بعض الخبراء بالوقاية من بعض الأمراض أيضاً.

تظهر الأبحاث أن الغلوتين قد يسبب لدى البعض أمراض المناعة الذاتية، أو من الممكن أن يساهم في تفاقمها.

لذلك ينصح أولئك المصابون بهذه الأمراض بالتوقف عن تناول الأغذية الحاوية على الغلوتين، وتشمل تلك الأمراض التهاب الغدة الدرقية، والسكري من النوع الأول، ومرض غريفز، والتهاب المفاصل.

كما تم ربط الغلوتين بأمراض الأمعاء، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) ومرض الأمعاء الالتهاب (IBD) ، والتهاب القولون التقرحي.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية الخالية من الغلوتين تفيد الأشخاص الذين يعانون من حالات أخرى، مثل الألم العضلي الليفي، وبطانة الرحم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى