تقارير وملفات إضافية

هل تقدِم إسرائيل على عمل عسكري ضد الأردن فعلاً؟ لا يمكن استبعاد أي سيناريو في ظل موقف نتنياهو

العلاقات الأردنية الإسرائيلية لم تكن يوماً أسوأ مما هي عليه الآن منذ توقيع اتفاقية السلام بينهما قبل ربع قرن، لكن هل يمكن أن تُقدِم تل أبيب على تحرك عسكري مفاجئ ضد عمّان؟ وما المؤشرات على احتمال وجود مثل هذا السيناريو؟

صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت تقريراً بعنوان: «لماذا أجرى الأردن تدريباتٍ عسكرية كبرى تحسُّباً لغزوٍ إسرائيلي؟»، تناولت فيه القصة من الجانبين الإسرائيلي والأردني.

تدريب عسكري على صد الغزو

أجرى الجيش الأردني في الأسبوع الماضي مناورةً تدريبية كبرى تناول جزءٌ منها التعامل مع سيناريو تعرُّض البلاد لغزوٍ من الغرب، وإحباطه بنسف جسور نهر الأردن، وشاهد ممثلو القصر الملكي المناورة التدريبية، التي أذيعت كذلك عبر شاشات التلفزيون.

تتماشى هذه المناورة التدريبية مع الخطاب المعادي لإسرائيل بوضوح الذي يُسمَع مؤخراً في الإعلام الأردني، فالملك الأردني عبدالله غاضب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أن أعلن الأخير خطة إسرائيل لضم وادي الأردن قبل الانتخابات التي أجريت في سبتمبر/أيلول الماضي.

وبعث الأردنيون كذلك بالرسالة المعادية لإسرائيل بالإصرار على استعادة أراضي الباقورة والغمر الواقعة في أرافا، بعد 25 عاماً من توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل.

هذا وتُبذَل جهودٌ لمحاولة الحد من هذا التوتر، من بينها الحديث عن زيارة محتملة قد يجريها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى الأردن.

لكنَّ هذه التوترات لها أسبابٌ داخلية كذلك، إذ يواجه عبدالله ضغوطاً يكاد يكون من المستحيل طمسها: فالأردن ما زال يستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، ولا يتلقى سوى مساعدة مالية ضئيلة من المملكة العربية السعودية أو دول الخليج، فضلاً عن أنَّ نظام بشار الأسد في سوريا لا يُحقِّق رغبة الأردن في تجديد الطريق التجاري الذي يربط بينها وبين تركيا عبر الأراضي السورية.

وكذلك اضطَّر عبدالله إلى التراجع عن بعض قراراته بعد المظاهرات الجماهيرية في الأردن ضد الزيادات الضريبية وإضراب المعلمين الطويل.

لذا فرفع درجة التوتر مع إسرائيل يُعد بمثابة عظمةٍ يُلقيها إلى المعارضة. وقد تلقَّت إسرائيل بالفعل رسائل بهذا المعنى من القصر الملكي الأردني مفادها: غضبنا معكم حقيقي، لكنَّ بعض الخطوات العلنية التي نتخذها نابعةٌ من قيود محلية.

تقرير هآرتس لم يتطرق للوضع الداخلي في إسرائيل والموقف المستحيل الذي يواجهه نتنياهو، حيث فشل مرتين هذا العام في تأمين بقائه رئيساً للوزراء تفادياً لمحاكمته بتهم الفساد وتلقي الرشوة، ولجوئه لشن هجوم مدمر على قطاع غزة، وبالتالي لا يمكن استبعاد إقدامه على تحرك عسكري آخر، خصوصاً أن إصرار الأردن على استعادة الباقورة والغمر اعتبره معارضو نتنياهو فشلاً آخر يحسب عليه.

صحيح أن سيناريو تصعيد عسكري من جانب تل أبيب ضد الأردن لا توجد له أسباب ولا مبررات، خصوصاً في ظل معاهدة السلام الموقعة بين الطرفين عام 1994، والتعاون الأمني والاقتصادي المستمر بين الجانبين، لكن الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة التي تعصف بالمشهد السياسي في إسرائيل وإصرار نتنياهو على البقاء في منصبه أو بمعنى أدق بعيداً عن أسوار السجن تجعل الباب مفتوحاً على كل السيناريوهات، وربما هذا ما يفسر التدريبات العسكرية الأردنية التي شهدها الملك وبثها التلفزيون الرسمي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى