تكنولوجيا

5 أشياء لا تعرفها عن تكنولوجيا البلوكتشين

جاءت تكنولوجيا البلوكتشين إلى العالم في الوقت الذي نحتاج إليها فيه بشدة. فالقدرة على صنع سجلٍ إلكتروني موزع، وقابل للتحقق، ولا يمكن التلاعب به يمنح الشركات أداة تجعل القرارات القائمة على الثقة أسهل بكثير.

كيف تعمل البلوكتشين؟ ببساطة، البلوكتشين سلسلة من المعلومات الرقمية الفريدة المخزنة على شبكة من الحواسيب. وفي كل مرة تحدث فيها معاملة موثقة، يتم إضافة بلوك جديد يحوي هذه المعلومات الرقمية الفريدة، وتحديث البلوكتشين في جميع أنحاء الشبكة الموزعة. نظرياً، يجعل هذا البلوكتشين غير قابلة للاختراق.

إليكم خمس طرق انتقلت بها البلوكتشين من حيز النظرية إلى التطبيق.

في أغسطس/آب 2018، تعاون بنك الكومنولث مع البنك الدولي لإصدار سند bond-i، أداة الدين الجديد القائمة على البلوكتشين. إنه أول سند نشأ، ووزع، ونُقل وأدير باستعمال تكنولوجيا السجلات الموزعة. وقد جمعت السندات التي مدتها عامين 110 ملايين دولار. وفي مايو/أيار 2019، أتيحت سوق ثانوية للسند لتسمح بتداول الأوراق المالية.

كانت الأعوام الأولى للبلوكتشين تركز على العملات المشفرة، وتعتمد قيمتها المالية على اهتمام محبيها والمستثمرين فيها بالمضاربة عليها. لكن بعض المبادرات تسعى إلى ربط العملات المشفرة باحتياطي سلع حقيقية.

هذا ما فعلته شركة Perth Mint، بالتعاون مع معهد Rozetta، إذ أصدرت مؤخراً توكن البيرث مينت الذهبي (PMGT) ليصبح وسيلة لتداول احتياطي الذهب الخاص بالشركة على شبكة تعمل بالإعتماد علي تكنولوجيا البلوكتشين. وكل توكن من توكنات البيرث مينت مدعوم بوحدة من الذهب في مخازن الشركة. بل ويمكن أن يصرف المشتري توكناته ويحصل على الذهب.

إنها ليست عملة مشفرة كالبتكوين، بل هي أقرب إلى منصة تداول عقود آمنة تسمح للمستثمرين بتداول الذهب الحقيقي دون الحاجة إلى حيازته أو تأمينه أو نقله. وقد دعا صندوق النقد الدولي البنوك المركزية إلى دراسة إصدار عملات مشفرة مدعومة بالاحتياطي.

وهناك شراكة أخرى بين بنك الكومنولوث وشركتي ANZ وIBM في مشروع تجريبي مع شركة Scentre Group المشغلة لمراكز تسوق Westfield، من أجل إصدار ضمانات استئجار لبائعي التجزئة. يحتاج بائعي التجزئة إلى هذه الضمانات من البنوك للحصول على عقد تأجير. ومنصة Lygon، التي تُدار عبر تكنولوجيا البلوكتشين من IBM، جربها المشروع في منتصف 2019. وإلى جانب تقليل فرص الاحتيال، أدى استعمال البلوكتشين إلى تقليص مدى استكمال الأوراق، التي كانت تصل إلى شهر، إلى يومٍ أو نحو ذلك.

في 2018، أعلنت بورصة الأوراق المالية الأسترالية (ASX) أنها ستنقل عملية مخالصة المعاملات بعد التداول إلى تكنولوجيا بلوكتشين معدلة، تستبدل بها نظام CHESS الحالي.

ستبدأ الاختبارات النهائية في منتصف 2020، ومن المتوقع أن يحدث الانتقال بالكامل إلى نظام السجلات الموزعة الجديد في أواخر 2020 أو أوائل 2021. وهذا النظام الجديد يم اختباره من أجل إدارة 10 ملايين عملة في اليوم، ما سيكون أكثر من كافٍ لإدارة معاملات ASX الحالية البالغة 5 أو 6 ملايين.

حين يتبنى مجالاً بأكمله البلوكتشين باعتبارها سجلاً موثوقاً به غير قابل للتعديل يحوي كل المعاملات، يمكن أن يساعد هذا في محاربة الإرهاب. ففي العام الماضي، قال المدير التنفيذي لشركة برمجيات التصميمات الصناعية Autodesk، أندرو أناغنوست، إن تكنولوجيا البلوكتشين يمكنها تقليل نسب الفساد في مجال البناء.

وقال أناغنوست: “إنهم لا يريدون سجلاً واضحاً يحوي من فعل ماذا، ومتى وكيف. سيتطلب الأمر الكثير من الجهد لفرض هذه التكنولوجيا وجعلها ليست اختيارية، لتبع من فعل ماذا ومتى”.

وفي مجالات مثل التعدين، يمكن أن تُساعد البلوكتشين في تقليل العبودية. إذ تستهدف شركتي التطوير التكنولوجي Everledger وProvenance الماس ومعادن أخرى لتحسن قابلية تتبع سلاسل التوريد. وإن كانت العملية تتطلب من الوسطاء تأدية المعاملات على سجلٍ موزع، سيسهل هذا معرفة مصدر المعادن. ويمكن أن يجعل هذا أخلاقيات المنجم الأصلي عاملاً معروفاً للمصنعين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى