آخر الأخبار

واشنطن بوست تزعم : 3 قادة موالين لإيران حشدوا لاقتحام سفارة أمريكا في بغداد

في الوقت الذي اقتحم فيه أنصار إحدى الميليشيات المدعومة من إيران السفارة الأمريكية في بغداد، الثلاثاء 31 ديسمبر/كانون الأول 2019، كان هناك ثلاثة رجال من أصحاب النفوذ ضمن هذا الحشد. وهم يتزعمون جماعات تعتبر من أقوى حلفاء إيران في العراق، وحاولوا زعزعة العلاقات الأمريكية العراقية عدة مرات من قبل. وإليكم ما تحتاجون معرفته عن هؤلاء القادة الثلاثة.، وفق ما سردت صحيفة The Washington Post الأمريكية.

أسّس جمال جعفر الإبراهيمي، الملقب أبو مهدي المهندس، الميليشيا الشيعية التي هي محور الموقف الحالي «كتائب حزب الله». وكان هو من هدد القوات الأمريكية بأنه سيردّ على الضربة الأمريكية على كتيبته يوم الأحد، 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

لكن المهندس يشغل الآن منصب نائب رئيس قوات الحشد الشعبي، وهي هيئة جامعة توحّدت تحت مظلتها القوات شبه النظامية الشيعية المدعومة من إيران. تأسست قوات الحشد الشعبي عام 2014، بعد أن دعا رجل الدين الشيعي البارز آية الله السيستاني الجماعات العراقية لمساعدة الحكومة العراقية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

لكن بعد التخلص من تنظيم داعش، وثّقت تقارير إعلامية وجماعات حقوقية انتهاكات مزعومة ارتكبتها قوات الحشد الشعبي في القرى والأحياء السنية المحررة حديثاً. وقالت مزاعم إن أعمال العنف الانتقامية شملت نهب المنازل واختفاء السكان الذكور. وحذّر خبراء من أن هذه الأنواع من الجرائم الطائفية يمكن أن تغذي الاستياء الذي سيساعد على عودة تنظيم داعش.

دمجت الحكومة العراقية قوات الحشد الشعبي في القوات المسلحة العراقية رسمياً عام 2019. لكنها لا تخضع للرقابة، لأنها تقدّم تقاريرها إلى الرئيس العراقي وليس وزارة الدفاع. ولدى حوالي الـ50 جماعة شبه النظامية التي تضمها هذه القوة مصالح وتحالفات سياسية متعارضة أيضاً.

The attack today was orchestrated by terrorists – Abu Mahdi al Muhandis and Qays al-Khazali – and abetted by Iranian proxies – Hadi al Amari and Faleh al-Fayyad. All are pictured below outside our embassy. pic.twitter.com/2QfGGrfmDd

يقول فيليب عطا الله، من معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا: «حتى تقع الهزيمة الإقليمية لداعش كانت الحكومة العراقية بحاجة إلى قوات الحشد الشعبي، وسمحت باستقلال إدارتها. والآن، ومع غياب عدو مشترك، ليس لهذه الميليشيات غرض صريح، لكن معظمها يرفض نزع السلاح والتخلي عن السيطرة على المناطق الخاضعة لهم. ومستقبل هذه الميليشيات غير واضح، والحكومة العراقية بحاجة إلى السيطرة عليها، أو أنها ستخاطر بفقدان سلطتها لصالح قادة هذه الميليشيات الذين يعملون وكلاء لإيران وأمراء حرب إقليميين لديهم جيوشهم الخاصة».

وأنصار الحشد الشعبي هم من شاركوا في احتجاجات الثلاثاء. وهو حشد مختلف تماماً عن المحتجين الشباب المناهضين لإيران، والحكومة العراقية والنظام بالكامل الذين كانوا يتظاهرون في بغداد وفي مختلف أنحاء العراق، منذ أكتوبر/تشرين الأول. وقد سئمت هذه المجموعة الثانية من المحتجين من النظام السياسي الطائفي الذي أقيم في العراق بعد عام 2003، والذي تفيد منه الميليشيات.

أما جماعة حزب الله فهي واحدة من أصغر الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق، لكنها أيضاً واحدة من أقواها، وفي حين أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران تتمتع بدرجات متفاوتة من القرب من طهران، إلا أن تقارير أفادت أن كتائب حزب الله شديدة القرب منها.

شكّل المهندس، الذي كان والده عراقياً ووالدته إيرانية، هذه الجماعة عام 2003 في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وكان بعض أعضاء الجماعة الذين يقدر عددهم بـ 5000 عضو من أوائل من ذهبوا إلى سوريا للقتال مع  حليف إيران، الرئيس السوري بشار الأسد. ثم شاركوا في المعركة ضد تنظيم داعش، ووضعوا جماعتهم لفترة وجيزة في جانب عدوتها السابقة، الولايات المتحدة. وفي إطار الاستعداد للقتال قالت تقارير إن كتائب حزب الله تلقت تدريبات ميدانية من حزب الله، الميليشيا اللبنانية الرئيسية المدعومة من إيران.

لدى المهندس أيضاً سجلّ إجرامي ضخم، إذ اتُّهم بالمساعدة في تنظيم تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في الكويت عام 1983، فضلاً عن أربعة مواقع أخرى. وقد لقي خمسة أشخاص حتفهم في انفجار السفارة الأمريكية. وفي عام 2007، حكمت محكمة كويتية على المهندس بالإعدام غيابياً. وفي العام نفسه وصمته الولايات المتحدة بالإرهابي.

إلا أن ذلك لم يردعه، إذ يعمل المهندس الآن مستشاراً لأحد أقوى رجال إيران: قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وهو فرع خاص للحرس الثوري الإيراني يُشرف على وكلاء إيران في الخارج، من بين مهام أخرى.

كان هادي العامري من بين المشاركين في حشد الثلاثاء، وهو وزير النقل العراقي السابق، ويعتبر رجل طهران في بغداد. ويرأس العامري منظمة بدر، وهي واحدة من أكبر الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وجزء من قوات الحشد الشعبي. وقد تأسست في الأصل في ثمانينيات القرن الماضي، للقتال مع إيران ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين إبان الحرب العراقية الإيرانية.

وقاتلت منظمة بدر القوات الأمريكية بعد غزو العراق عام 2003، وفي الحرب الطائفية الوحشية والدموية التي أعقبته. كما ذهب أعضاء منها إلى سوريا أيضاً للقتال إلى جانب الأسد. وفضلاً عن ذلك، تعد هذه المنظمة جزءاً لا يتجزأ من السياسة العراقية، إذ إن منظمة بدر هي الجناح العسكري لائتلاف فتح في البرلمان العراقي.

في ديسمبر/كانون الأول، أدرجت الولايات المتحدة زعماء الميليشيات الثلاث في العراق في القائمة السوداء، واتهمتهم بفتح النار على المتظاهرين السلميين المناهضين للحكومة وقتلهم. وكان من بينهم قيس الخزعلي، الذي يرأس ميليشيات عصائب أهل الحق، وهي واحدة من أسوأ الميليشيات العراقية الموالية لإيران سمعة، وشنّت العديد من الهجمات ضد القوات الأمريكية والعراقية منذ تأسيسها عام 2006.

وقد اعتقلت القوات الأمريكية الخزعلي وسجنته عام 2007، لدوره المزعوم في هجوم أسفر عن مقتل خمسة جنود أمريكيين. وقد أُطلق سراحه عام 2010، في إطار عملية تبادل للأسرى. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى