لايف ستايل

أعراضه تُشبه انسحاب المُخدر من الجسم.. تعرَّف على إدمان الحب وكيف يمكن التعامل معه

يذهب بعض الباحثين إلى أن الحب هو أحد أشكال الإدمان، فالحب من الأشياء التي تُنشط مسارات في الدماغ، هي نفسها التي يتم تنشيطها من خلال تعاطي المخدرات، فاعتبروا إدمان الحب أحد أشكال الإدمان الفعلي من حيث أنماط سلوكه وآلياته الدماغية.

يُظهر الرجال والنساء الواقعون في الحب جميع الأعراض الأساسية للإدمان، فالمُحب يُركز بكامل طاقته مع الشخص الذي اختاره، يفكر فيه، وفي الاقتراب منه، بقلق شديد من عدم تحقق هذا.

غالباً وبشكل قسري يسعى إلى التواصل الدائم معه، يحب أن يراه ويُطيل النظر إليه، يحب أن يتحدث إليه، وفي حال عدم وجوده فهو يُلح في الاتصال به تليفونياً، والتواصل معه صوتياً أو حتى عن طريق كتابة الرسائل النصية، المهم أن يكون الحبيب موجوداً بأي صورة من الصور، وهذا ما يُشبه تعامل المُتعاطي مع المُخدر إلى حدٍّ كبير، هنا يمكن التعرف أكثر على إدمان الحب، وكيف يُمكنك التعامل معه.

إدمان الحب هو شعور الحب الذي يُكنّه شخص لشخص آخر، والذي يصل إلى حدّ الهوس، ولا يصب في مصلحة أي من الطرفين، إدمان الحب هو اضطراب مؤلم وقهري، ولا يؤثر سلباً على المدمن فحسب، بل على الطرف الآخر في هذه العلاقة، والذي قد لا يبادل الشخص الشعور نفسه من الأساس.

يحدث إدمان الحب لأن الشعور بالحب يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالنشوة، فعندما تكون في علاقة ناشئة غالباً ما يبدو العالم مكاناً أكثر إشراقاً وأسعد، يكون الاهتمام في ذروته، وتختفي المسؤوليات في المقعد الخلفي، مُفسحة المجال قدر المُستطاع لتجربة ممتعة.

 قد تكون «مرحلة شهر العسل» هذه بسبب المواد الكيميائية الطبيعية التي يُنتجها الجسم في هذه الحالة، فينشط الحب والرومانسية مناطق الدماغ التي تتحكم جزئياً في إطلاق الدوبامين، وهو ناقل عصبي له تأثير على الشعور بالرضا والسعادة، ترتبط هذه المناطق في الدماغ أيضاً بإدمان المخدرات.

قد يكون المدمنون على الحب مدمنين على المشاعر المرتبطة بمستويات أعلى من الدوبامين، يُشبه تأثير الافتتان تأثير نسبة مُرتفعة من الكوكايين، حسب هيلين فيشر، الأستاذة التي درست كيمياء الحب، ويمكن أن يؤثر الانسحاب من العلاقة أيضاً إلى أعراض تُشبه أعراض انسحاب المُخدر من الجسم.

يتضمن الإدمان غالباً سلوكيات غير صحية وأنماط تفكير محزنة، قد يكون لدى بعض الأشخاص علاقات غير صحية في كثير من الأحيان دون اعتبارهم مدمنين، لكن هناك بعض العلامات التي تُشير إلى أنك مُدمن للحب، وتشمل هذه العلامات ما يلي:

1- هاجس مُرتبط بشخص ما لدرجة أنه يتداخل مع الحياة اليومية، أو يؤثر سلباً على التصرف بطريقة لائقة.

2- النظر إلى الشريك المحتمل على أنه شخص «مثالي»، أو أنه الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكون الشريك «المناسب» على الإطلاق.

3- الكذب أو التلاعب بشخص ما بالإغواء أو الوعود الفارغة أو العنف أو أي وسيلة أخرى للسيطرة على الشخص أو إقناعه بالبقاء في العلاقة.

4- يُعاني الشخص الذي يقع في إدمان الحب من مشاعر عدم القيمة أو الضيق عندما يكون بمُفرده.

5- التقلبات المزاجية الحادة بين السعادة الشديدة والإحباط والاكتئاب على حسب حالة العلاقة.

6- يميل بعض مدمني الحب أيضاً إلى البحث عن شركاء سيئين لهم بطريقة أو بأخرى، مثل الأشخاص الذين لا يُبادلونهم المشاعر ذاتها، أو الأشخاص المُرتبطين بشخص آخر.

قد تتمثل جذور أسباب إدمان الحب في صدمة حدثت أثناء الطفولة، والأفراد الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس أو الذين لديهم طفولة لم تتمتع بالحب والدفء الكافيين قد يكبرون وهم يبحثون عن الاطمئنان المستمر من الآخرين.

أما عن نتائج هذا الإدمان، فيميل مدمنو الحب إلى تركيز قدر هائل من الطاقة على علاقاتهم الرومانسية، سواء كانوا مُرتبطين بعلاقة بالفعل أو يبحثون عن واحدة، إنهم يميلون إلى المشاركة في علاقات رومانسية قصيرة ومكثفة.

إذا كان مُدمنو الحب متورطين في علاقة طويلة الأجل، وتتميز بالعديد من الارتفاعات والانخفاضات في درجة المشاعر وحدّتها، فإنهم ينسحبون تماماً من العلاقة الرومانسية أو الجنسية لتجنب مشاعر الضعف التي يشعرون أنها تُسيطر عليهم.

هناك بعض النصائح والخطوات التي يمكن القيام بها للتعامل بإيجابية مع إدمان الحب، وفقاً لموقع psychologytoday ومنها:

1- توقَّف عمَّا تفعله، وخذ خطوة واحدة للوراء من أجل مُراقبة سلوكك الخاص، اعترف لنفسك بنمط ضعفك في علاقاتك الحالية والسابقة، اكتبه، وحاول أن تكون صريحاً دون لومِ أيِّ شخص آخر على اختياراتك.

ما لم تكن مُلتزماً بعلاقة بالفعل، حاوِل ألا تشارك في أي تفاعلات يحتمل أن تكون رومانسية لمدة ستة أشهر على الأقل، لا تقم بإرسال أي رسائل نصية أو رسائل عبر البريد الإلكتروني أو مواقع المواعدة عبر الإنترنت، توقف أيضاً عن قبول اقتراحات الأصدقاء والعائلة ذوي النوايا الحسنة حول الارتباط، فقط لمُدة 6 أشهر، وستشعر أن الأمور تعود لنطاق سيطرتك.

2- أثناء الاعتراف بنمط علاقاتك وكتابته، ابحث عن السمات الشائعة في علاقاتك، هل يبدو أن هناك تشابهاً بين تجارب طفولتك وخياراتك كشخص بالغ؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أن هذا ليس من قبيل الصدفة.

3- إذا لم تكن في علاقة الآن فكر في الحصول على مساعدة احترافية في التقييم الذاتي قبل البدء في البحث مرة أخرى عن علاقة، إذا كنت في علاقة، ما لم تتعرض خلالها للإيذاء، فلا تتخذ أي قرارات أو مطالب حتى تنظر إلى نفسك بأمانة وصراحة.

4- اسأل نفسَك كيف ستكون الحياة إذا كنت تتحمل مسؤولية سعادتك، ونجاحاتك، وإخفاقاتك، بمفردك، عليك أن تتمرّن على حب نفسك أثناء وحدتك ووجودك مُنفرداً دون أن تكون طرفاً في علاقة بالطريقة نفسها التي تريد أن تكون محبوباً بها عندما تصبح في علاقة.

5- ضَع خطة متابعة يومية، ستكون وحيداً وحزيناً ومحبطاً في بعض الأحيان، ولكن في النهاية، ستكون لديك الهدية الأكثر قيمة بالنسبة للجميع، وهي معرفة نفسك والقدرة على حبها، عندها فقط يمكنك أن تختار بشكل جيد، وأن تكون لديك علاقة حقيقية، وإن كانت تفتقر إلى كمال الروايات الخيالي المُغرق في الرومانسية.

6- بعد كل ما سبق، وعند الدخول في علاقة اقبل نفسك والشخص الذي تحبه كما هو، فالتقبل هو الشيء الذي يحتاجه الجميع من شركائهم بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى