آخر الأخبار

الجنرال الأمريكي الذي قد يواجه طهران أصله إيراني وبيده أحد أقوى أسلحة الأرض

خلال طفولته، فرّ كافون حكيم زاده من الثورة الإسلامية في إيران مع عائلته، ووجد ملاذه داخل بلدةٍ صغيرة بولاية مسيسيبي الأمريكية، والآن عاد إلى منطقة الخليج بعد 40 عاماً، لكن بوصفه قائداً لحاملة الطائرات «هاري ترومان»، التي يُمكنها أن تؤدي دوراً في أيّ مواجهةٍ ضد وطنه الأم، بين إيران وأمريكا، في أعقاب مقتل اللواء قاسم سليماني.

صحيفة The New York Times قالت الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني 2020، إنه «بالنسبة لكثير من الأمريكيين-الإيرانيين، مثل القبطان حكيم زاده الذي يخدم في القوات المسلحة الأمريكية؛ فإنّ ظلم وفوضى الثورة الإيرانية جعلهم أكثر تقديراً للحرية التي يتعهّد جيش الولايات المتحدة بدعمها والدفاع عنها، وهو ما شجّع كثيرين على الانخراط في الجيش».

يقول القبطان حكيم زاده، خلال مقابلته مع صحيفة The Virginian-Pilot الأمريكية، إبان تولّيه القيادة في أغسطس/آب الماضي: «الأمر له علاقةٌ كبيرة على الأرجح بالسبب الذي دفعني إلى الرغبة في الخدمة، والانخراط في هذا النوع من العمل».

وُلِد القبطان حكيم زاده، في تكساس لأبٍ إيراني وأمٍ أمريكية، ثم انتقل إلى طهران بعد فترةٍ وجيزة، حيث عاش حتى بلغ الـ11 من عمره، وأجبرته ثورة عام 1979 على الفرار من البلاد مع عائلته.

انتهى بهم المطاف في بلدة هاتيسبورغ بولاية مسيسيبي، ثم انخرط في البحرية عام 1987، وحصل على منحة سلاح تدريب احتياطي ضباط البحرية، قبل أن يتخرّج في جامعة كارنيغي ميلون، ويصبح ضابط طيران على طائرة إي-2 هوك آي، وهي طائرة تحكُّم يصفها صانعها بأنّها «الظهير الربعي الرقمي» في العمليات القتالية.

تمتد الحياة المهنية للجنرال لـ33 عاماً، وقد أُرسِلَ إلى مناطق العمليات ثماني مرات على متن مُختلف حاملات الطائرات، وانطلق في مهمات فوق العراق وأفغانستان، وحصل على عديد من الميداليات، ومنها: وسام الاستحقاق الأمريكي والنجمة البرونزية.

أما الآن فهو قائد واحدةٍ من أقوى منصات الأسلحة على ظهر الكوكب، بطول 20 طابقاً، وتعمل بالطاقة النووية، وترفع عَلم المعارك الأحمر الذي يحمل شعار: «أذيقوهم الجحيم».

تستطيع الحاملة في وقتٍ قصير أن تُطلِق عشرات المقاتلات إلى السماء، وعلى متنها قنابل وصواريخ دقيقة التوجيه، كما أنها أشبه بمدينةٍ عائمة، يعيش داخلها طاقمٌ يتجاوز عدده خمسة آلاف فرد وعلى متنها صالونات حلاقة، وغرف تدريب، وقاعة طعامٍ تُقدّم التاكو المكسيكي يوم الثلاثاء.

قال القبطان حكيم زاده الذي يُشرف على كل ذلك، لصحيفة The Virginian-Pilot، إنّه يأمل أن يُؤكّد صعوده -من نجل مهاجرٍ مُجنّد إلى قائد حاملة طائرات- أنّ البحرية والشعب الأمريكي يكافئان على التفاني والعمل الجاد دون تحيُّز. وأضاف: «إنّ قدرة شخصٍ يُدعى كافون حكيم زاده على فعل ذلك هي شهادةٌ في حق الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد».

تشير صحيفة The New York Times إلى أن المهاجرين احتلوا منذ وقتٍ طويل، قطاعاً كبيراً داخل الجيش، وليس أقلهم من فرّوا من إيران في طفولتهم قبل أن ينخرطوا بالجيش الأمريكي بعد بلوغهم.

من جانبها، قالت عسل رافاندي، التي خدمت محللةً استخباراتية في الجيش بين عامي 2010 و2014، وأُرسِلَت إلى أفغانستان: «بسبب المكان الذي أتينا منه؛ نشعر بشغفٍ أكبر تجاه قضية الحرية، ونرغب في المساعدة بأي وسيلةٍ ممكنة».

كانت رافاندي قد تفاجأت أول الأمر للقاء عشرات الأمريكيين-الإيرانيين الذين يخدمون في الجيش الأمريكي، وأضافت أن «بعضهم يرغب في تعويض ما لم يستطع فعله من أجل الحرية على أرض الوطن. في حين يرغب آخرون في استخدام مهاراتهم اللغوية بوصفها سلاحاً لقتال الديكتاتورية، التي أجبرتنا على الفرار من أوطاننا».

الآن وبينما بتصاعد العنف بين الولايات المتحدة وإيران، قالت رافاندي إنّ قدامى المحاربين الإيرانيين أُصيبوا بالحيرة، إذ إنّ أجداد الكثيرين منهم ما يزالون داخل إيران، وهم لا يرغبون في مشاهدتهم يُعانون، لكن «في الوقت ذاته، يُعاني الكثيرون داخل إيران بالفعل نتيجة العقود التي قضوها تحت حكم الجمهورية الإسلامية القمعية»، على حدّ تعبيرها.

تُدير رافاندي الآن منظمةً صغيرة تُدير العلاقات العامة لقدامى المحاربين، وقالت «لا أحد يعلم ما الذي يجب فعله. ولكن إذا طلبت منّا بلادنا ذلك، فسوف نخدمها. ولا مانع لدي من الانخراط مجدداً في الجيش بدءاً من الغد».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى