دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، 12 يناير/كانون الثاني،
قادة إيران لعدم قتل المحتجين وإعادة تشغيل خدمة الإنترنت.
تأتي نداءات ترامب وسط احتجاجات غاضبة تشهدها مدن إيرانية مطالبة
باستقالة المرشد علي خامنئي، ومنددة بالحرس الثوري، بعد اعتراف طهران بإسقاط
الطائرة الأوكرانية «عن طريق الخطأ» حينما كانت تشن قصفاً جوياً ضد قواعد
أمريكية بالعراق.
حيث قال ترامب في تغريدة: «لكل زعماء إيران.. لا تقتلوا
متظاهريكم. قد تم بالفعل قتل وسجن الآلاف من قبلكم».
مضيفاً: «العالم يراقب، والأهم من ذلك أن الولايات المتحدة
تراقب.. أعيدوا خدمة الإنترنت واتركوا المراسلين يعملون بحرية! أوقفوا قتل الشعب
الإيراني العظيم».
في نفس الوقت شهدت جامعات إيرانية، الأحد، مظاهرات مستنكرة بما
اعتبروه «إهمالاً» من السلطات تسبب في حادث إسقاط طائرة الركاب
الأوكرانية، الأسبوع الماضي، الذي كان من بين ضحاياه عدد من الطلاب.
في العاصمة طهران، نظمت في جامعتي «الشهيد بهشتي»
و»العلامة طباطبائي» مراسم تأبين لضحايا الطائرة الأوكرانية، وفق ما
نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا».
وفق ما تداولته حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، هتف مئات الطلبة
في حرم جامعة الشهيد بهتشي ضد ما اعتبروه «إهمالاً» من النظام تسبب في
إسقاط الطائرة الأوكرانية.
رفع الطلاب هتافات من قبيل «الطلاب لا يريدون (علي) خامنئي
(المرشد الإيراني الأعلى)»، فيما صدح آخرون في جامعة طباطبائي بـ»سأنتقم
لأخي»، وفق الفيديوهات المتداولة.
بينما هتف الطلاب بشعارات مناهضة للنظام الإيراني في جامعتي أصفهان
وآراك، أشعل آخرون الشموع في جامعات مدن كرمان، ولورستان ومازندران، تعبيراً عن
أسفهم لقتلى الطائرة، وخاصة زملاءهم من الطلاب.
يشار إلى أن مدناً إيرانية كشيراز ورشت وهمدان والعاصمة طهران شهدت،
السبت، مظاهرات غاضبة لإسقاط الطائرة الأوكرانية.
حيث أقدمت السلطات الإيرانية على اعتقال السفير البريطاني روب ماكير
لديها في طهران بدعوى دعم المتظاهرين، ثم أطلقت سراحه بعد ساعات ما دفع السفير إلى
نفي الاتهامات بالمشاركة في احتجاجات بطهران السبت، وذلك تعليقاً على احتجازه ثم
إطلاق سراحه لاحقاً من قبل السلطات الإيرانية.
حيث قال روب ماكاير، في تغريدات بالإنجليزية والفارسية عبر تويتر:
«شكراً على العديد من رسائل النوايا الحسنة (التضامن)».
أضاف: «أؤكد أنني لم أشارك في أي مظاهرات.. ذهبت إلى فعالية
أُعلن أنها مراسم لتأبين ضحايا مأساة (الرحلة) PS752. من الطبيعي أن نرغب في
تقديم واجب العزاء، لأن بعض الضحايا كانوا بريطانيين. غادرت بعد 5 دقائق، عندما
بدأ البعض بالهتاف».
تابع: «احتجزت نصف ساعة بعد مغادرة المنطقة». مشدداً على أن
«اعتقال الدبلوماسيين أمر غير قانوني بالطبع في جميع البلدان».
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، السبت، إن احتجاز
سفير لندن لدى طهران روب ماكير «انتهاك صارخ للقانون الدولي».
حيث أعلنت هيئة الأركان الإيرانية، في بيان، أن منظومة دفاع جوي تابعة
لها أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية؛ إثر «خطأ بشري» لحظة مرورها فوق
«منطقة عسكرية حساسة».
بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني، في وقت لاحق من نفس اليوم، على
لسان قائد القوة الجوفضائية التابعة له، العميد أمير علي حاجي زادة، تحمله
المسؤولية عن إسقاط الطائرة.
كانت طهران أنكرت في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها
تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار.
في 8 يناير/كانون الثاني الجاري، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز
«بوينغ 737″؛ ما أسفر عن مصرع 176 شخصاً، هم 82 إيرانياً و57 كندياً و11
أوكرانياً و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين.
