رياضة

سبقوهم بـ300 عام.. سكان باراغواي هم من اخترعوا كرة القدم وليس الإنجليز

رغم تواضع تاريخهم على مستوى البطولات في كرة القدم، لا يزال الإنجليزيون يحتفظون بكبريائهم الرياضي باعتبار أن أجدادهم هم من اخترعوا اللعبة، لكن حتى هذا الشرف يبدو أنه سيسحب منهم.

فقد أشارت كتابات الآباء اليسوعيين إلى أنه في القرن السادس عشر، بعد انتهاء قداس يوم الأحد، كان السكان الأصليون في باراغواي يمارسون لعبة كانوا يطلقون عليها «مانغا نييمبوراساي»، التي تعني «لعبة الكرة بالقدمين» في اللغة الغوارانية.

الحكاية كما يذكر موقع «letemps» السويسري تعود إلى عام 1580، ففي ذلك العام طلب ملك إسبانيا فيليب الثاني، من جمعية «The Company of Jesus» الذهاب إلى الشعب الغواراني وإنشاء إصلاحيات من أجل تنصير السكان الأصليين، وأيضاً لتحقيق الاستقرار على الحدود التي تشهد مشكلات بسبب الـ»بانديرانتيس» وهم المستوطنون البرتغاليون. 

بناءً على هذا الأمر الملكي، ظهرت ثلاثون مستوطنة في حوض «ريو دي لا بلاتا» خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، سبع منها ظهرت في باراغواي والباقي في الأراضي الحالية في الأرجنتين والبرازيل.

يقول كريستيان أريفالوس، وهو مؤرخ من باراغواي متخصص في دراسة أطلال من مستوطنة «جيزو دو تافارانغ» في إيتابوا (وهي مستوطنة أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي للإنسانية منذ عام 1993) إن «مانغا نييمبوساراي» تعني لعب الكرة بالقدمين في لغة الغواراني».

حتى إذا اعتبر العالم أن كرة القدم الحديثة ظهرت في بريطانيا العظمى، فإن بداياتها ظهرت بالفعل في «أرض بلا شر»، كما يصف الكاتب المعاصر الشهير أوغستو روا باستوس بلاده باراغواي. وأضاف أريفالوس أن تعبير «مانغا نييمبوساراي» ظهر في  قاموس اللغة الغوارانية الذي كتبه أحد الآباء اليسوعيين في عام 1639، وهو أنطونيو رويز دي مونتويا، قبل أكثر من مائتي عام على اختراع الإنجليز لكرة القدم. وتابع أن الكرة صُنعت من نسغ الأشجار الموجودة في القرية، ثم صارت فيما بعد تُصنَّع من المطاط. وهكذا، كانت الكرة تتميز بالخفة وسرعة الارتداد على الأرض.

مع ذلك، كانت القواعد مختلفة للغاية عن تلك التي تحكم عالم كرة القدم اليوم. لم يكن هناك أهداف أو حدود للملعب، ويقول المؤرخ: «كان الأمر مختلفاً تماماً». وحتى لو كان لدينا فريقان منفصلان، فإن هدف اللعبة كان الحفاظ على الكرة لأطول فترة ممكنة حتى يتركها أحد الفريقين من التعب. لذلك تطلب الأمر مهارة وقوة جسدية كبيرة لأن المباراة يمكن أن تدوم لساعات. ومن ثم أخذت اللعبة في الانتشار في مستوطنات اليسوعيين المختلفة.

من جهته، أكد أستاذ التاريخ المُكلَّف بإدارة متحف الفن اليسوعي إيسابلينو مارتينيز: «الدليل الذي لا يمكن دحضه على أن الغوارانيين كانوا أول من مارس تلك اللعبة جاء من البرازيل بعد اكتشاف قبيلة مارست الـ»مانغا نييمبوساراي» بالطريقة نفسها تماماً، ولم تكن تلك القبيلة أيضاً على اتصال مع الحضارات الأخرى.. وتوجد أيضاً نظرية مفادها أن الإنجليز اخترعوا لعبة كرة القدم بعدما شاهدوا الغوارانيين يلعبون «مانغا نييمبوساراي» في إسبانيا، بعد توقيع معاهدة الحدود».

كذلك نشرت صحيفة L ‘Osservatore Romano، وهي الصحيفة الرسمية للفاتيكان، مقالة في عام 2010 جاء فيها أن «الشهادات اليسوعية المختلفة التي كُتبت في باراغواي بدقة منذ عدة قرون أكدت أن الغوارنيين لعبوا بمهارة الكرة وأنهم الأجداد الفعليون لمخترعي كرة القدم الحالية».

ويأمل الآن أبناء باراغواي، وخاصة سكان سان إغناسيو غوازو، أن يعي العالم حقيقة هذا الأمر. حتى لو كانوا يلعبون كرة القدم وفقاً لقواعد «مانغا نييمبوراساي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى