لايف ستايل

لماذا قد تصاب بالصداع عند ارتداء النظارات الجديدة؟

في كل مرة يتغير فيها قياس النظر، يصحب ذلك الشعور بالقليل من عدم
الارتياح لأيام قليلة وصداع وشد في عضلات العين. نعم، إنه شيء عظيم أن ترى بوضوح
أكثر، لكن الأمر يحتاج بعض الوقت.

الصداع المبدئي من النظارات الجديدة يمكن أن يكون عادياً للغاية، وليس علامة على أنك لا يجب أن ترتدي النظارات.

وبحسب ما نشر موقع Self، يشرح الخبراء لماذا تتمرد أعيننا ورأسنا أحياناً عندما نرتدي
نظارات جديدة، ومتى يكون الأمر طبيعياً ومتى لا يكون كذلك.

معظم من يرتدون نظارات طبية لا يفعلون ذلك لكي يبدوا أذكى، بل
تعويضاً عن ما يسميه خبراء العيون عيوباً انكسارية، وهي عيوب في شكل العين مما
يؤثر على قوة تركيز الضوء.

على سبيل المثال، وفقاً لموقع Mayo Clinic الأمريكي، يحدث قصر
النظر عادة عندما يكون محجر العين أطول من اللازم أو عندما تكون القرنية (الطبقة
الخارجية من أعلى العين) محدبة بشد على نحو غير طبيعي.

في كلتا الحالتين تعجز عيناك عن كسر الضوء بطريقة صحيحة، مما يصعب
من رؤية الأشياء بوضوح على مسافة بعيدة.

ويقول المعهد القومي الأمريكي للعيون إن طول النظر يحدث عندما
يصعب عليك رؤية الأشياء القريبة بسبب مشكلات مثل أن محجر العين أقصر من اللازم أو
أن القرنية مشوهة.

هناك أنواع من العيوب الانكسارية التي يمكنها العبث برؤيتك، لكن
المقصود هو أن العدسات التصحيحية مثل النظارات يمكنها مساعدتك في حل هذه
المشكلات.

بالطريقة نفسها التي يساعد فيها حول العينين عادة على زيادة قوة
التركيز وبالتالي يمكنك أن ترى أفضل، تغير النظارات قوة التركيز لديك حتى يمكنك أن
ترى أفضل من السابق.

من الطبيعي أن تعتقد أن عينيك، بالقياسات السليمة، سترتاح على الفور في الحياة الجديدة ورفاهية الرؤية الجيدة.

عادة إذا كنت ترتدي نظارات طبية بالفعل وقياساتك الجديدة لم تتغير
كثيراً فإن عينيك ستتأقلمان بسهولة فعلاً.

لكن إذا كنت ترتدي نظارات للمرة الأولى أو كان التغير كبيراً،
تقول  لورا دي ميغليو، طبيبة تصحيح البصر
وأستاذة الرمد بجامعة جون هوبكنز، إن عينيك عليهما أن تنسيا أياً كان ما تعلمتاه
من استراتيجيات كانتا تتبعانها لتريا العالم بأفضل وضوح ممكن.

وتقول: «عندما ترتدي نظارات جديدة.. تتعلم عيناك الآن تعويض
طلبات الرؤية المتغيرة هذه التي لم تعتد عليها»، مضيفة: «أعيننا مكونة
من كل هذه العضلات الصغيرة وأنظمة التركيز والآن مضطرة لإعادة الضبط».

ولأن هذه العضلات وأنظمة التركيز مضطرة للعمل بطريقة مختلفة فجأة،
فربما تصاب بصداع أو تشعر فقط بأن هناك شيئاً في عينيك في العموم ليس في
مكانه.

يمكن أن يحدث هذا أيضاً مع العدسات اللاصقة الجديدة أو ذات
القياسات المختلفة كلياً.

بدوره يقول بريان أدير، طبيب العيون وتصحيح البصر والمدرس السريري في
قسم الرمد في مركز لانغون هيلث التابع لجامعة نيويورك: «الصداع الذي يصاحب
النظارات الجديدة وينقضي بعد أيامك الأولى القليلة قد يكون طبيعياً للغاية، لكن
إذا كان لديك صداع مستمر أو ألم في عينيك.. هذا ليس طبيعياً على
الإطلاق».

وأضاف دي ميغلو أي شيء يزيد عن أسبوع أو نحوه من عدم الارتياح في
العين بعد النظارات الجديدة أو في أي مرحلة، هو سبب كاف لتتابع مع طبيبك، خاصة إذا
كنت تشعر بأعراض أخرى مثل الدوخة.

يقول أدير إن هناك أسباباً قليلة تجعل النظارات الجديدة تزيد من
فترة عدم الراحة التي تستغرقها العين عادة للتأقلم، على سبيل المثال إذا كان
الإطار لا يناسب وجهك مثلما يجب.

فمثلاً إذا كانت نظاراتك تضغط بشدة على أنفك أو على المساحة
الموجودة خلف أذنيك، فربما تشعر بالصداع لهذا السبب.

إحدى المشكلات المنتشرة الأخرى أنه ربما يكون لديك قياس نظر أقوى
أو أضعف من المطلوب.

تقول إيلينا بيث روث، الطبيبة الحاصلة على درجة
الدكتوراه، والأستاذة المساعدة في قسم الرمد السريري في معهد باسكوم بالمر للعيون
في ميامي، «من الأسباب الأخرى، أثناء اختبار العين، ربما يكون الطبيب أخطأ في
قياس المسافة بين بؤبؤ العين. يمكن لهذا أن يؤدي أيضاً إلى إجهاد العين لأن
المسافة السليمة بين البؤبؤين مهمة للغاية للوصول إلى قياس نظارات سليم».

يمكن أن تكون القياسات الخاطئة سبباً كبيراً لصداعك إذا كنت ترتدي
نظارات متخصصة مثل العدسات التقدمية.

وتوضح روث إن العدسات التقدمية التي يكون نصفها العلوي عدساتك
الطبية، والنصف السفلي عدسات قراءة، تتطلب قياسات دقيقة حتى تتناسب الأجزاء
المختلفة من العدسة مع المكان الذي تدرب عينيك عليه. وأضافت: «قد تكون هذه
مشكلة كبرى».

لا، لا يمكنك أن تخلع نظارتك وتضعها في الدرج وحسب، وتتظاهر بأنك
لست بحاجة لها. لكن ما يمكنك فعله هو الاستراحة من ارتداء النظارات الجديدة طول
الوقت.

يقول أدير: «أوصي بارتداء النظارة لمدة 3 أو 4 ساعات ثم
الاستراحة منها، على مدار يومين أو نحو ذلك». هذا يمنح عينيك الوقت لتتكيف.

إذا كنت تمر بصداع بسبب النظارات الجديدة فهذا مزعج فعلاً، فكر في
التحدث مع طبيبك حتى إذا لو لم يمر على ذلك سوى أيام قليلة. ربما يكون قادراً على
إعطائك رأياً ما بخصوص سبب شعورك بانعدام الراحة، على سبيل المثال قد يكون الإطار
غير ملائم.

الفكرة الرئيسية هنا تنقسم إلى شقين، أولهما أن صداع التأقلم مع
النظارات الجديدة لا يطول، وليس عذراً لتمتنع عن ارتداء نظارتك.

تقول دي ميغليو: «الأمر أشبه بارتداء حذاء جديد»، مضيفة:
«ترتديه ولا يكون مريحاً كلياً، لكن هذا لا يعني ألا ترتديه، لأنه بمجرد أن
تعتاد عليه، ستشعر بارتياح كبير».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى