منوعات

مجندون مزوَّدون بأجنحة وحرافيش.. حيوانات استُخدمت للتجسس براً وبحراً وجواً

لا تجب الاستهانة بقدرات الحيوانات، فخلف منظرها الجميل أو ظُرفها، تخبئ قدراتٍ مبهرة على نقل معلومات حساسة والتجسس لصالح دول عظمى وربما تحديد مصير العالم!

عالِم البيئة البحرية
بجامعة دالهاوسي، بوريس فورم، أدرك أهمية الدور الذي تؤديه هذه الحيوانات، فجنّد
عدداً من الطيور لمسح المياه الأسترالية بحثاً عن سفن الصيد غير الشرعية في عام
2019.

وفي دراسة استمرت 6 أشهر،
قدَّر الباحثون أن أكثر من ثلث السفن في جنوبي المحيط الهندي تُبحِر مُتخفية، وهو
ما أكد المخاوف بشأن الصيد غير المشروع أو غير المُبلَّغ عنه.

وقال فورم عن تلك الطيور
إنها «رجال شرطة البحر»، وتوقَّع في المستقبل أن تساعد دوريات طائر
البحر في الكشف عن مناطق الصيد التي يجب أن تستهدفها السلطات لمنع صيد الحيتان على
سبيل المثال.

وطيور القطرس جواسيس
رائعة، إذ تستطيع رصد سفينة الصيد على بُعدٍ يصل إلى 30 كيلومتراً، بحثاً عن
طعامها. وتطير بعض الأنواع لمئات أو آلاف الكيلومترات بحثاً عن الطعام.

من أجل الحصول على
معلومات استخباراتية شبه فورية من تلك الطيور؛ قضى هنري ويمرسكيرش، عالِم البيئة
في مركز Centre of Biological
Studies Chizé،
وزملاؤه ثلاث سنوات في تطوير أجهزة تسجيل بيانات تستطيع رصد إشارات الرادار من
القوارب وبثّ موقعها سريعاً عبر الأقمار الصناعية. 

وتستطيع الطيور المزودة
بأجهزة تسجيل بيانات بوزن 65 غراماً فقط، أن تلتقط الإشارات من السفن التي كان
يستعصي رصدها في السابق، لأنّ تلك السفن من المستبعد أن تُغلق رادارها
البحري. 

لكن طيور البحر ليست
الطيور الوحيدة التي تم تجنيدها لأهداف علمية أو حتى تجسسية.

فيما يلي، لائحة بطيور
وحيوانات تركت بصمتها في عالم التجسس.

في يناير/كانون الثاني 2016، تم القبض على نسر هائل (كان طول جناحيه 6 أقدام و 5 بوصات!).

كان يحلّق في سماء جنوبي لبنان، ولكنه أثار الشكوك؛ لظهور مجسَّم أو
مُتتبِّع على ذيله. 

استولى القرويون اللبنانيون الجنوبيون على الطائر، واتهموا إسرائيل
بتدريبه كجاسوس. 

وزعمت إسرائيل أن الطائر كان جزءاً من مشروع تابع لجامعة تل أبيب
يهدف إلى إعادة إدخال الطيور الجارحة إلى الشرق الأوسط، وأعادت الدولة اللبنانية
الطير لإسرائيل بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

أثار صقر ميت عُثر عليه بالمنطقة الحدودية بين الهند وباكستان في عام 2013، الشكوك بعد اكتشاف كاميرا صغيرة على جسده. 

استولت الهند على
البقايا، وتوقعت أن يكون الصقر قد تدرب على التجسس على الجيش الهندي، الذي كان
ينفذ مناورات حربية في المنطقة. 

ولكن سرعان ما أصبح من الواضح أن الكاميرا لم تكن متطورة بما يكفي لزراعتها من قِبل وكالة استخبارات، وبدلاً من ذلك تبين أن صيادين باكستانيين كانوا يستخدمونها.

ووفقاً لتقرير نشرته BBc، فإن
استخدام الحيوانات أهدافاً تجسسية يعود لعام 1908، عندما زود الألمان الحمام بكاميرات
للحصول على صور من الجو.

في المقابل فشل مشروع
تجسس أعدته الاستخبارات الأمريكية للتجسس على السفارة السوفييتية في واشنطن.

إذ نفذت الوكالة مشروع Operation Acoustic Kitty في ستينيات القرن الماضي، والذي تضمَّن تزويد قطة بأجهزة تنصُّت وإطلاقها داخل السفارة، لكن القطة تعرضت للدهس من قِبل سيارة تاكسي، بعدما أطلقها عملاء الوكالة في الحديقة العامة؛ للتجسس على رجلين جالسين على مقعد بالحديقة.

تكلف المشروع الفاشل نحو 14 مليون دولار.

ربما كان أنجح المجندين من عالم الحيوانات هي الدلافين. وأكدت الولايات المتحدة وروسيا وجود برامج تدريب للثدييات البحرية، حيث يتم تدريب الدلافين وحيوان الفقمة لتحديد الألغام تحت الماء وتعطيل السباحين الأعداء.

والأمر لا ينحصر بأمريكا
وروسيا، إذ ألقت «حماس» القبض على دولفين مقابل شواطئ غزة في أغسطس/آب
عام 2015.

وتبين أن إسرائيل زودت
الحيوان البحري بأجهزة تجسس وتعقُّب.

لكن الدلافين، كما بعض
المجندين غير المنضبطين، تختفي أحياناً عن قياداتها فجأة ومن دون سابق إنذار، ولكن
بحثاً عن شريكة أو شريك، خصوصاً في موسم التزاوج!

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى