آخر الأخبار

الصين تعتقل مواطنَيْن نشرا مقاطع فيديو تظهر الوضع المأساوي بسبب «كورونا»

اعتاد أحد المواطنين الصينيين التقاط مقاطع فيديو مهتزة غير معدلة بهاتفه المحمول من داخل ووهان، المدينة الأكثر تضرراً من فيروس كورونا، وذلك إيماناً منه بدوره في نشر ما تتعرض له مدينته بسبب هذا الفيروس القاتل، لكن هذا الإيمان سبب له المشاكل، إذ اعتقلته السلطات الصينية، كما فعلت مع مواطن صحفي آخر كان ينشر مقاطع فيديو عن حالة المدن الصينية بعد فرض الحجر الصحي.

في أحد مقاطع الفيديو يقف هذا المواطن الذي يُدعى فانغ بن وهو يعد الجثث داخل شاحنة صغيرة متوقفة خارج مستشفى ووهان: “واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، ثمانية”. ثم انتقلت الكاميرا إلى شخصين يرتديان ملابس واقية يقفان بالقرب من مريض متصل بجسده جهاز في منطقة مطوقة داخل المستشفى. ولم تكن الستائر مسدلة، فيما قال أحدهما: “لا مزيد من علامات على الحياة. شخص آخر انتهى أمره”.

هذه المقاطع وما شابهها تعد موازناً بسيطاً للتغطية الرسمية لتفشي الفيروس التي تركز بدرجة أكبر على تمجيد الرئيس شي، لذلك أصبح فانغ واحداً من اثنين من المواطنين الصحفيين  اللذين احتلا مكانة بارزة بفضل تقاريرهما المباشرة، التي يشاركانها على تويتر ويوتيوب لتجنب رقابة بكين. يُشار إلى أنه من الممكن دخول كلا الموقعين من الصين عبر أدوات برمجية مثل الشبكات الخاصة الافتراضية لتفادي الرقابة.

اعتُقل مواطن صحفي آخر يدعى فانغ وتشن كيوشي، لنفس السبب، وهو بث مشاهد من ووهان، وهو أمر يبدو أن السلطات لا تحب أن يراه الناس.

عندما تسبب تفشي فيروس كورونا في عزل ووهان في 23 يناير/كانون الثاني، سافر تشن إلى هناك بالقطار. وقال: “من واجبي أن أكون صحفياً مواطناً. أي نوع من الصحفيين أنا إذا لم أجرؤ على التوجه إلى الجبهة الأمامية أثناء الكوارث؟”.

كما زار تشن قبل اعتقاله مركزاً للمؤتمرات أثناء تجهيزه ليصبح موقعاً للحجر الصحي. وقال: “يبدو وكأنه ملجأ مؤقت بعد الزلازل. إنه غير مناسب للمرضى المصابين بمرض معدٍ، وثمة احتمال لانتشار العدوى”.

تشن، المحامي البالغ من العمر 34 عاماً، سافر أيضاً في وقتٍ سابق إلى هونغ كونغ، وقدم تقارير عن الاحتجاجات هناك، لذلك حظرته المواقع الصينية فاتجه إلى تويتر ويوتيوب. وقال في أحد مقاطعه المنشورة على موقع يوتيوب: “آمل أن يتمكن مواطنو بلدي من التعبير بحرية عن آرائهم السياسية دون الخوف من تداعيات ذلك”.

قمع الحريات في الصين

يأتي خبر اعتقال المواطنين الصحفيين في وقتٍ يطالب فيه المواطنون بمزيدٍ من الحريات بعد الضجة التي أثارتها وفاة الطبيب لي وين ليانغ، الأسبوع الماضي، بعدما حاول التحذير من الفيروس في ديسمبر/كانون الأول، لكن الشرطة أسكتته، وفق صحيفة The Times البريطانية.

وبالنظر إلى تاريخ الصين مع حريات الصحافة، نجد أنها تدهورت منذ تولي شي السلطة عام 2013. إذ احتلت الصين المرتبة 177 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي السنوي الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود”. 

يُذكر أن بكين فرضت الحجر الصحي الذاتي لمدة أسبوعين، مساء أمس، على الأشخاص العائدين إلى المدينة من العطلات، لمنع انتشار فيروس كورونا. وعوقب أولئك الذين لم يمتثلوا للقواعد. 

إذ قال الإشعار: “من الآن فصاعداً، يتعين على جميع الذين عادوا إلى بكين البقاء في منازلهم أو الخضوع للفحص الجماعي لمدة 14 يوماً”. 

بالتزامن مع هذا، أبلغت السلطات الصينية عن 5,090 حالة جديدة، الجمعة، منها أكثر من 120 حالة وفاة، ليصل العدد الرسمي للحالات المصابة بالفيروس إلى 6,3851 وإجمالي عدد الوفيات إلى 1,380 حالة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى