آخر الأخبار

تعتمد تطبيقاً يجمع معلومات عن مئات الآلاف من العملاء.. أشهر طائرة مسيّرة تهدد بأزمة بين الصين وأمريكا

كشف باحثون متخصصون في الأمن السيبراني، الخميس 23 يوليو/تموز 2020، عن أوجه قصور مكتشفة حديثاً في تطبيق يتحكم في أشهر الطائرات المسيرة التجارية في العالم، ما يهدد بزيادة حدة التوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة.

حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، فقد ادّعى الباحثون في تقريرين أن تطبيقاً على نظام تشغيل أندرويد تابع لجوجل ويشغل الطائرات المسيرة التي تصنعها شركة Da Jiang Innovations، أو (DJI)، المستقرة في الصين، يجمع كمية كبيرة من المعلومات الشخصية التي يمكن استغلالها عن طريق حكومة بكين. 

كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مئات الآلاف من العملاء حول العالم يستخدمون هذا التطبيق للتحكم في الطائرة المثبت بها كاميرا، التي تعمل بالأجنحة الدوارة.

ما الذي يخيف أمريكا؟ وجدت أكبر شركة لتصنيع الطائرات المسيرة التجارية في العالم DJI، نفسها في مرمى نيران حكومة الولايات المتحدة مثلما حدث مع شركات صينية ناجحة أخرى. 

منعت وزارة الخارجية (البنتاغون) استخدام طائراتها المسيرة، وقررت وزارة الأمن الداخلي في يناير/كانون الثاني استمرار تأريض أسطول الشركة من الطائرات المسيرة بسبب مخاوف أمنية. وقالت شركة DJI إن القرار مرتبط بالسياسة، وليس بأوجه القصور في البرمجيات.

على مدى أشهر، كثف المسؤولون الحكوميون الأمريكيون تحذيراتهم بشأن احتمالية استغلال الحكومة الصينية أوجه الضعف في منتجات التقنية من أجل إجبار الشركات هناك على إعطائها معلومات متعلقة بالمستخدمين الأمريكيين. وقال مسؤولون أمريكيون إن الشركات الصينية يتوجب عليها الامتثال لأي طلب حكومي بإعطاء البيانات.

قال وليام إيفانينا، مدير المركز القومي الأمريكي لمكافحة التجسس وشؤون الأمن: “يُطلب من كل شركة تكنولوجية صينية بموجب القانون الصيني أن تقدم المعلومات التي تحصل عليها، أو المعلومات التي تخزنها على شبكاتها، إلى السلطات الصينية إذا طُلب منها ذلك. يجب أن يكون جميع الأمريكيين قلقين لأن صورهم وقياساتهم الحيوية ومواقعهم والبيانات الأخرى المُخزنة على التطبيقات الصينية، تُسلم إلى الأجهزة الأمنية الحكومية في الصين”.

قال مسؤولون أمريكيون إن أوجه الضعف في الطائرات المسيرة هي من نوعية الثغرات الأمنية التي تُقلق واشنطن.

بيانات شخصية: وجدت شركتا البحوث الأمنية التي وثقت الأمر، وهما Synacktiv المستقرة في فرنسا و GRIMM المستقرة خارج واشنطن، أن التطبيق ليس فقط يجمع المعلومات من الهواتف، بل وأن شركة DJI تستطيع تحديثه بدون مراجعة جوجل للتغيرات التي تطرأ قبل تمريرها إلى المستهلكين. يمكن لذلك أن ينتهك شروط الخدمة الخاصة بمطور نظام تشغيل أندرويد التابع لجوجل.

كما أوضح الباحثون أن هذه التغيرات يصعب كذلك مراجعتها من جانب المستخدمين، بل واكتشفوا أنه حتى عندما يبدو أن التطبيقات قد أُغلقت، فإنها تنتظر تلقي تعليمات من طرف بعيد.

قالت تيفان روماند-لاتابي، إحدى مهندسات شركة Synacktiv: “لدى الهاتف قدرة على الوصول إلى كل شيء تفعله الطائرة، لكن المعلومات التي نتحدث عنها هي معلومات الهاتف. لا نرى السبب الذي يجعل DJI في حاجة إلى تلك البيانات”.

مبررات الشركة الصينية: فيما قالت شركة DJI إن تطبيقها يلزم المستخدمين بالتحديث لمنع الهواة الذين يحاولون اختراق التطبيق للتحايل على القيود التي تفرضها الحكومة على أماكن طيران الطائرات المسيرة ومدى ارتفاعاتها.

بينما قال متحدث باسم شركة جوجل إن الشركة كانت تفحص هذه الادعاءات في التقريرين الجديدين. ولم تجد شركة Synacktiv نفس أوجه القصور في تطبيق آيفون للطائرات المسيرة. وتجدر الإشارة إلى أن  آب ستور، متجر التطبيقات الخاص بشركة أبل، متاح في الصين.

فيما قال كريستوفر كريبس، مدير وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية: “يعد هذا البحث تذكيراً جيداً بأن المنظمات تحتاج أن تولي عناية إلى المخاطر المرتبطة بصور التكنولوجيا المختلفة التي تستخدمها للعمليات”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى