بقلم المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الجزائرى
رضا بودراع
عضو مؤسس فى منظمة “اعلاميون حول العالم”
مقال حصري لقراءنا الكرام حول احداث الشام
بعد #استشراف في 2018
———
هل تنج تركيا من الغدر الروسي ؟؟
الغدر الذي اتوقعه سيكون بصيغة معقدة حسب رأيي
الذي يحكم سوريا الان في الصراع المعادلة التالية
دولتان راعيتان للحل روسيا وامريكا
وثلاث دول ضامنة للحل ايضا روسيا ..ايران وتركيا
إذن لماذا روسيا راعية وضامنة في وقت واحد .؟؟؟!! وليست دولة حدودية ؟؟
هنا اللعبة
فى إعتقادى كمحلل سياسى للوضع أنهم يعيدوا سيناريو مصر في حرب النكسة واستلمت الدولة اليهودية المنطقة
الان المفروض انه لكل دوره
فالراعي للحل ..له دور كقوة كبرى ..
والضامن.. له دور كقوة اقليمية ..فأين الدولة اليهودية كقوة اقليمية وهي حدودية جغرافيا ومؤثرة ؟؟؟؟؟!!!!
اظن ان السيناريو
ان روسيا تفاوض تركيا باسمها كقوة كبرى لصالح الدولة اليهودية
وتركيا تحت الحصار ستقبل ببعض الشروط المجحفة امام الثقل الروسي الايراني …
وعند انتهاء اللعبة الدول الراعية موسكو وواشنطن يدفعان الدولة اليهودية لملء فراغ صفة الدولة الضامنة التي تركتها روسيا لصالح اليهود ..مع ان تبقى روسيا دولة راعية
وتتمتع بذلك الدولة اليهودية بكل امتيازات التفاوض السابق ..وتكون لها الافضلية دون ان تنفق دولارا واحدا ولم يخدش جنديا واحدا.
وتكون المعادلة الجديدة
دولتان راعيتان روسيا امريكا
دولتان ضامنتان ايران تركيا والتكلفة عليهما
ودولة ضابطة تتمتع بامتيازات دولة راعية التي تركتها روسيا الحليفة التاريخية
وهنا تستلم الدولة اليهودية المنطقة من النيل للفرات عمليا ..وتحقق حلم اسرائيل الكبرى
لكن ذاك سيدفع تركيا للحركة ولن تسكت ..وستضطر لخوض حرب وجود..تتداعى لها باقي مكونات الامة ..
و #الان ما اتوقعه
ستحاول كل من روسيا وامريكا معاقبة تركيا لكونها لعبت على الحبلين باقتناءها s 400 وسعيها لفرض معادلة جديدة في البحر المتوسط باتفاقها الثنائي مع حكومة الوفاق بليبيا
الاتراك لعبوا بذكاء
لكن الروس كانوا خبثاء لانهم استطاعوا ادارة المشهد من منطلق راعي في سوريا مع امريكا وضامن مع تركيا وايران في وقت واحد كما اشرت اعلاه
ثم كانت الخطة تحييد جدوائية حلف انقرة مع الناتو والذي كان يحد من المناورات الروسية على مستوى مجلس الامن
والمدخل كان بعقد صفقة منظومة الصواريخ s 400 فمن جهة يوترون علاقة الاتراك بامريكا والناتو المتوترة اصلا
وقد تجلت بتعطيل صفقتي منظومة باتريوت المضادة للصواريخ والتي تخشاها روسيا وايضا صفقة طائرات الF 35 التي تستطيع التغلب على احدث طائرات سوخوي الروسية .
ومن جهة اخرى يستطيعون التحكم في صفقة ال s 400 بل حتى في فعالياتها وجدواها العسكرية فهي منتوجهم ويملكون شفراتها
فسلموا تركيا s 400 ولا يستطيعون استعمالها او نشرها في سوريا !!
لايمكن الوثوق بالناتو :
مشروع اقامة الدولة الكردية كاف لسحب الثقة
كما ان استياء امريكا و الناتو سيترجم بتراخي وتوريط تركيا اكثر في العمليات البرية بسوريا دون توفير الغطاء الفضائي و الجوي او ما يحيده لانه من وظيفة روسيا باتفاق دولي اي بين الدول الراعية كما اسلفنا اعلاه
روسيا اذا استطاعت تحديد دعم الناتو لتركيا بصفقة s 400
فما هي البدائل لتركيا !!؟؟
البدائل:
ابتداء يجب التركيز ان المشكلة ليست في البدائل ولكن الى اي مدى ستكون انقرة مستعدة لتبعاتها واللعب على تعقيدات المشهد و دقة المسارات الرفيعة جدا في المناورة ؟؟
١- الحشد العسكري لافشال الخطة الروسية !
لاشك انه من يملك الميدان يملك مفاتيح الحل او التسوية لكن الحرب ليست تقليدية ولا يمكن الحسم على الارض فقط
فمعضلة الجو التي طالما أرقت ثوار سوريا تبين انها ايضا معضلة للقوات التركية ، فتقنيا الطائرات التركية لا تستطيع التحليق في الاجواء فوق ادلب لتزاحم الطيران الاجنبي ولطبيعة الادوار المسندة لمل قوة من طرف مجلس الامن والدول الراعية اعني روسيا وامريكا
وهذا ما صرح به الرئيس اردوغان نفسه وقال (المشكلة اننا لا نستطيع التحليق في ادلب وسنجد البدائل؟
فالحشد العسكري التركي تكمن اهميته في تعقيد المناورات الروسية الايرانية وخلق توازنات جديدة في الميدان
كما ان الحشد مسند بالاتفاقات والتفاهمات البينية والدولية
و ايضا من شأنه ان يفشل الخطة الروسية بنقل خط النار على التماس بالحدود التركية وابعاده على المناطق الحيوية للوجود الروسي واقصد طريق استراد دمشق العاصمة و طريق الساحل اين توجد قاعدتي طرطوس وحميميم الروسيتين .
(وهذا بالضبط ما توقعته في 2015 في محاضرتي بمركز انسان متوفر على اليوتيوب)
اذا الحشد العسكري سيدفع للحفاظ على ان يبقى خط النار عند حدود خط منكقة خفض التصعيد المحادي لقوات الروس وحلفاءهم
٢- الهجرة
تركيا تريد ان تضغط على اعضاء الناتو الاوربيين بملف الهجرة وبدورهم يضغط الاوربيون على امريكا ..
لكن اظن ان فاعليته سيكون هذه المرة محدودا وليس مثل 2015 فاوروبا لم تكن جاهزة ..الان تملك بدائل اهمها دعم اليونان على غلق الحدود عوض تركيا
(وبعد ان كتبت المقال قرأت خبر ان بلغاريا سترسل 1000 جندي، للمساعدة في ضبط الحدود التركية- اليونانية) واتوقع ان هناك اكثر من خطة عند الاوربيين لاحتواء ذلك باسناد خط اليونان عوض خط الاتراك الذي فتحته انقرة
ومع ذلك سيحدث ذلك ضغطا لابأس به الان مادامت المحادثات جارية ونحن في بدايات التصعيد .
على ماذا يكون الرهان ؟
الحقيقة الاتراك في ورطة ولا ادري على ماذا سيراهنون
هناك رهان واحد مجدي يجعل الجميع يراجع حساباته
و هو اطلاق عنان الفصائل السورية بدعم غير محدود
و العمل على تغيير مسارات الهجرة عوض ان تكون لأوروبا فقط فالهجرة العكسية ستكون لها جدوائية حربية وانسانية اكثر فعالية
ان تفعيل الكتلة المُهجّرة السورية وتشجيعها على العودة لتحرير الارض ستفجر الخزان الاستراتيجي للثورة السورية
و ليكن ايضا هناك تحريك الجنوب ولتكن هجرات بشرية مكثفة مهولة نحو الحدود السورية الاسرائيلية
لاشك ان ذلك سيخلط كل الاوراق ويعطي نفسا جديدا لاهل الارض والاتراك معا
لكن هذا خط احمر عند مجلس الامن والاوربيين ايضا وقد يقلّب ويؤلب عليهم العالم
لكن ألا يرى الاتراك ان العالم ينقلب عليهم الان ويحاصرهم بعدما انقلبوا وحاصروا ثورة الشعب السوري !!؟؟
لقد كتبت في مقال سابق في 2015 ان تركيا ستكون في حلقة النار وقدمت فيه بعض النصائح الاستراتيجية التي تساعد لتخطي هذه المرحلة ويمكن مراجعتها على الرابط في التعليق
لكن الان الوضع اعقد لكن الحل بين ايدي اصحاب الارض والتحرير سيكون بيدهم اذا توفر لهم الدعم او فتحت كل الطرق ليصلهم دعم الامة الاسلامية واحرار الارض
وذلك لاشك سيؤرخ لمرحلة جديدة من عمر امة الاسلام بل وتاريخ البشرية اجمع .
