لايف ستايل

تسبب القيء عدة أيام وربما مرات خلال اليوم.. تعرّف على متلازمة القيء الدوري وأسبابها

هل تُعاني أحياناً نوبات من القيء المُتكرر التي لا تعرف لها سبباً؟ هل يظل القيء خلال هذه النوبات مُستمراً لمُدة عدة ساعات، ورُبما عدة أيام؟ إذا كانت إجاباتك بـ”نعم”، فسيكون من المُفيد التعرّف على مُتلازمة القيء الدوري، وكيف يُمكنك التعامل معها، وهو ما ستجده خلال السطور التالية.

مُتلازمة القيء الدوري (CVS) هي حالة يعاني فيها الشخص من نوبات مُفاجئة مُتكررة من الغثيان الشديد والقيء والإرهاق، هذه الأعراض تأتي من غير أي سبب واضح، ويمكن أن تستمر كل نوبة من عدّة ساعات إلى أيام، قد تكون الهجمات شديدة لدرجة أن يُصبح المريض طريح الفراش أو تضطره إلى الذهاب إلى المستشفى.

في كثير من الأحيان، بعد مرور النوبة، يكون المريض خالياً من الأعراض ويعود إلى حالته الصحية الطبيعية، قد تُصيب هذه المُتلازمة  كلاً من الذكور والإناث من أي عمر، لكنها أكثر شيوعاً عند الأطفال، وقد تستمر المُتلازمة عدة أشهر أو سنوات أو عقود، ومع ذلك، فإن الأعراض لا تتكرر كل يوم، قد تتكرر النوبات بمُعدل يتراوح ما بين عدّة مرات في السنة إلى عدّة مرات في الشهر، وإذا كان المريض يُعاني من أعراض يومية لعدة أسابيع أو شهر، فإن ذلك قد لا يرجع سببه إلى متلازمة القيء الدوري.

عادةً ما تكون الأعراض والوقت الذي تحدث فيه النوبات من اليوم وتكرار النوبات وشدّتها وطولها هي نفسها في كل مرة من مرات تكرارها بالنسبة للشخص، لكنها قد تختلف من مريض لآخر.

كما سبق الذكر، فإن مُتلازمة القيء الدوري أكثر شيوعاً لدى الأطفال من البالغين، وتبدأ المُتلازمة في الحدوث ما بين 3 و7 سنوات، ومع ذلك، يمكن أن يبدأ الاضطراب في أي عمر بدءاً من الطفولة ووصولاً إلى الشيخوخة.

غالباً ما تبدأ أعراض متلازمة القيء الدوري في الصباح، وتتضمن علاماتها ما يلي:

قلّة الشهية، حساسية للضوء، ألم في البطن، مظهر شاحب للجلد، الشعور بالتعب الشديد، صداع شديد، عدم الرغبة في التحدث، الشعور بالعطش الشديد، حمى تصل إلى 101 درجة فهرنهايت، إسهال.

لا يوجد سبب معروف وراء حدوث مُتلازمة القيء الدوري، لكن تشمل بعض الأسباب المحتملة العوامل الوراثية، وصعوبات الهضم، ومشاكل الجهاز العصبي، والاختلالات الهرمونية، ومن العناصر التي يمكن أن تلعب دوراً أيضاً في حدوث المُتلازمة:

– الصداع النصفي، والذي يظهر في ما يصل إلى 80٪ من الأطفال و25٪ من البالغين الذين يعانون من مُتلازمة القيء الدوري.

– مشاكل في كيفية انتقال الطعام عبر الجهاز الهضمي.

– مشاكل في المخ أو الحبل الشوكي أو الجهاز العصبي تتحكم في استجابات الجهاز الهضمي في الجسم.

– الاختلالات الهرمونية.

– التهابات الجهاز التنفسي أو الجيوب الأنفية أو الإنفلونزا.

– ردود الفعل على بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة أو الجبن أو الكافيين.

– تغيير المواسم المناخية (الأعراض أكثر شيوعاً في الخريف والشتاء).

– فترات الحيض.

– الإصابة بدوار الحركة.

–  الإفراط في تناول الطعام أو الصوم أو الأكل مباشرة قبل النوم.

–  الإرهاق البدني.

– الضغط العاطفي أو الحماس الزائد، لا سيما لدى الأطفال، ونوبات القلق أو الهلع، لا سيما لدى البالغين.

هناك بعض المُضاعفات التي يمكن أن تحدث بسبب مُتلازمة القيء الدوري، ومنها:

– الجفاف: يحدث الجفاف عندما لا يتم تعويض السوائل المفقودة بسبب القيء والإسهال، القيء المتزايد يتسبب في خسارة الجسم المياه بسرعة، وقد تحتاج حالات الجفاف الشديدة أن تُعالج في المستشفى.

– التهاب المريء: المريء هو الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة، ويمكن أن تتسبب أحماض المعدة المُصاحبة للقيء في تلف هذا الأنبوب، فيُصبح المريء أحياناً مُتهيجاً للغاية وقد يؤدي الأمر إلى حدوث النزيف.

–  تسوّس الأسنان: يمكن أن يضر الحمض في القيء مينا الأسنان مُسبباً تسوّسها.

قد يكون من الصعب تشخيص متلازمة القيء الدوري، ولا يوجد اختبار محدد لتأكيد التشخيص، لأن القيء يُعدّ واحداً من أعراض الكثير من الأمراض التي يجب استبعادها أولاً، سيبدأ الطبيب بطرح أسئلة حول التاريخ المرضي لك أو لطفلك وإجراء فحص بدني، وسيرغب في معرفة نمط الأعراض المُصاحبة للقيء.

– فحوصات التصوير بالأشعة: مثل التنظير أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي، للتحقق من وجود انسداد في الجهاز الهضمي أو علامات على وجود أمراض أخرى بالجهاز الهضمي.

–  فحوصات لاختبار ومُراقبة حركة الطعام أثناء مروره في الجهاز الهضمي وللتحقق من اضطرابات الجهاز الهضمي.

 –  الاختبارات المعملية للتحقق من وجود مشكلات في الغدة الدرقية والأمراض الأخرى المتعلقة بالأيض.

لا يوجد علاج لمتلازمة القيء الدوري ذاتها، بالإضافة إلى كون هذه النوبات تتوقف لدى العديد من الأطفال عندما يبلغون سن الرشد، وبالنسبة للمصابين بمتلازمة القيء الدوري، يُركز العلاج على التحكم في العلامات والأعراض، ومن الأدوية التي قد يصفها الطبيب: الأدوية المضادة للغثيان، أدوية مسكنة للألم، أدوية تعمل على تثبيط حمض المعدة، مضادات الاكتئاب، الأدوية المضادة للتشنج.

في بعض الأحيان، يمكن أن تساعد أنواع الأدوية المستخدمة في علاج الصداع النصفي على وقف نوبات القيء الدوري أو حتى منعها، قد يوصى بهذه الأدوية لمن لديهم تاريخ عائلي من الصداع النصفي.

من الممكن أن يستلزم الأمر استخدام سوائل الحقن من خلال الوريد لمنع الجفاف، وفقاً لحالة الشخص واستناداً على شدّة الأعراض التي لديه ومدتها وكذلك أي مضاعفات موجودة.

هناك بعض الإجراءات البسيطة التي يُمكن اتخاذها للوقاية من حدوث المُتلازمة، ومنها:

– تجنب المُثيرات المعروفة مثل بعض الأطعمة أو المضافات الغذائية والتي يمكن أن تُسبب نوبات القيء.

– الحصول على القدر المناسب من النوم.

– علاج مشاكل الجيوب الأنفية والحساسية على الفور.

– تقليل التوتر والقلق.

– بالنسبة للأطفال، التقليل من أهمية الأحداث القادمة، لأن الإثارة قد تكون مُحفزاً.

– تناول وجبات صغيرة وخفيفة قليلة الدسم يومياً في أوقات منتظمة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى