آخر الأخبار

صور أقمار اصطناعية تظهر “نشاطاً غريباً” في مقبرة بمدينة قم بؤرة تفشي كورونا في إيران

عقب يومين من إعلان إيران أول حالة إصابة فيها بفيروس كورونا المستجد
-فيما أصبح بعدها أكبر بؤرة تفشٍّ للمرض خارج الصين- ظهرت أدلة عن نشاط غريب في
مقبرة بالقرب من موقع رصد الإصابات، وفق تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية.

التقرير الذي نشر، الخميس 12 مارس/آذار 2020، قال إن صوراً التُقِطَت
بالقمر الصناعي أوضحت بدء أعمال حفر جزء جديد في مقبرة بهشت معصومه في مدينة قُم،
التي تبعد نحو 80 كيلومتراً عن جنوب طهران، اعتباراً من 21 فبراير/شباط، ثم توسعت
حفر الدفن هذه مع انتشار الفيروس. 

بنهاية ذلك الشهر، أصبح بالإمكان رؤية خندقين هائلين، بإجمالي أطوال
100 ياردة (91.4 متر) في ذات الموقع من الفضاء الخارجي. ووفقاً لمحللين خبراء،
وبيانات رسمية وشهادات مصورة، حُفِرَت المقابر لتورية جثامين العدد المتزايد من
ضحايا الفيروس في مدينة قُم.    

في مدينة قُم، المركز الروحي لرجال الدين الشيعة الحاكمين في إيران،
يقول مسؤولون إنَّ أكثر من 846 شخصاً أصيبوا بالفيروس. لكن لم تعلن الحكومة
الإيرانية عن عدد القتلى الرسمي في المدينة، حيث يعيش نحو 1.2 مليون شخص. 

مع ذلك، تشير مقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية وبيانات أخرى عامة عن المقبرة -وهي مجمع ضخم يقع على بعد 6 أميال شمال وسط المدينة- إلى أنَّ عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس هناك أعلى بكثير من الرقم الرسمي.

قال أحد كبار محللي الصور في شركة Maxar Technologies
-ومقرها ولاية كولورادو الأمريكية- إنَّ حجم الخنادق والسرعة التي حُفِرَت بها
يمثلان معاً خروجاً واضحاً عن ممارسات الدفن السابقة التي تنطوي على مساحات فردية
أو عائلية في الموقع. 

بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، تُظهِر مقاطع فيديو منشورة على
مواقع التواصل الاجتماعي صفوفاً طويلة من القبور في مقبرة بهشت ​​معصومه، وتقول
إنها مخصصة لضحايا فيروس كورونا المستجد.

كما أشار محلل الصور، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية عمله، إلى صورة لما يبدو أنها كومة بيضاء كبيرة من الجير، الذي يمكن استخدامه للتحكم في التآكل والرائحة في المقابر الجماعية. وكان مسؤولو الصحة الإيرانيون قد أكدوا في الأسابيع الأخيرة استخدام الجير عند دفن ضحايا فيروس كورونا المستجد.

♦️ #Iran ♦️#Qom ville d’Iran la plus touchée par le #Covid_19
Cette vidéo montre de nombreux cadavres,morts du #Coronavirus rien ne le prouve,j’ai dénombré près de 60 sacs mortuaires
l’Iran annonce 2336 cas et 77 morts
Mensonge d’Etat comme pour #Wuhan pic.twitter.com/2ZGRThM4V4

في الفيديو التالي، الذي نشرته خدمة BBC
باللغة الفارسية في 3 مارس/آذار، يصف المُعلِّق المشهد في مقبرة بهشت معصومه،
بينما يحمل الرجال نعشاً نحو خندق حيث توجد مقابر متعددة. وتعاني مدينة قُم، على
غرار مناطق أخرى في إيران، من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أصاب آلاف الأشخاص
وأربك البنية التحتية الصحية للدولة.

يقول المُعلِّق في الفيديو: “هذا هو الجزء الخاص بضحايا فيروس
كورونا المستجد”، بينما يُمرِر الكاميرا على جزء صغير من الخندق، الذي ظهرت
فيه تلال من الأوساخ وعلامات صغيرة وبسيطة. وظهر أيضاً في الفيديو أشخاص يرتدون
سترات واقية زرقاء، واقفين بالقرب من الخندق. ويضيف المُعلِّق: “دُفِن أكثر
من 80 (شخصاً) في هذا القسم حتى الآن، ويقولون 34 حالة وفاة فقط”، في إشارة
إلى حصيلة القتلى الرسمية التي أعلنتها طهران في 28 فبراير/شباط.

من جانبه، قال فابيان هينز، من معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذي
راجع الفيديو السابق والفيديو التالي، إنَّ العلامات الجغرافية الفريدة في مقاطع
الفيديو تتطابق مع المعالم الموجودة بالقرب من المقبرة.

في مقطع الفيديو التالي، قال مُعلِّق آخر إنه في مقبرة بهشت ​​معصومه، في 3 مارس/آذار، أي بعد نحو أسبوعين من إعلان إيران عن أول حالات إصابة بالفيروس فيها. 

When the Iranian people are burying their coronavirus victims in such conditions, rest assured all foreign aid is being either hoarded or exported abroad by regime insiders.

The regime cares nothing about the innocent people of #Iran.#coronaviruspic.twitter.com/F1RprPkXZ3

بحلول ذلك الوقت، قتل الفيروس ما لا يقل عن 77 شخصاً، وأصاب أكثر من
2000 شخص، وفقاً للأرقام الرسمية. ومع ذلك تشير المعلومات الواردة من مستشفيات
طهران، التي اطلعت عليها صحيفة The Washington Post الأمريكية، بقوة إلى أنَّ حصيلة تفشي المرض
أكبر بكثير.

جاء في التعليق على الفيديو: “قال لي عامل: لا بد أنهم دفنوا
أكثر من 250 ضحية لفيروس كورونا المستجد حتى الآن”. وبينما يسير المُعلِّق
عبر المقبرة، وجه الكاميرا لأسفل لتسليط الضوء على ما يقوله إنها حُفَر دفن
جديدة. 

عند لحظة ما، يقول المُعلِّق “هذه كلها مقابر حُفَرَت
حديثاً” بينما يشير بإصبع السبابة من يده التي غطاها بقفاز، لتوجيه المشاهد
إلى مساحات الدفن التي تلوح في الأفق. ويضيف: “هذه كلها تعود للأيام القليلة
الماضية. وكما ترون، تمتد حتى النهاية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى