آخر الأخبارتراند

” كورونا ,” غضبة إلهية أم حرب بيولوجية ؟

من روائع الأديب والكاتب الكبير

السعيد الخميسى

* وكأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة , فمعظم دول العالم تهرول خائفة مذعورة خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ,  مرتجفين مسرعين وكأنهم إلى نصب يوفضون . أغلقت المطارات , ألغيت المباريات , أخليت الشوارع والطرقات , تكدست المستوصفات والمستشفيات , الموظفون تركوا أعمالهم  وقد منحوا الأجازات , أغلقت الحدود بين الدول ونسوا ما بينهم من معاهدات وصداقات . تبادل الجميع الاتهامات , الناس يتساقطون مصابون وموتى ويدفنون فى مقابر جماعية بليل بعيدا عن أعين الناس وبعلم من السلطات . توقفت عجلة الحياة تماما وكأن العالم تحول إلى مقابر يسكنه الأموات . ماذا حدث ؟ وماذا سوف يحدث ؟إن الخطب جليل والحدث عظيم والداء كبير. إنه فيروس ” كورونا “ الذى داهم العالم على حين غفلة , فأظهر ضعفهم وهوانهم وقلة حيلتهم أمام قدرة الله . أين الجبابرة ؟أين الأكاسرة ؟ أين الذين اخترعوا القنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات , أين الأبحاث العلمية والمعامل الطبية والخبراء والأطباء والسفن الحاملة للطائرات ؟ هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ..!

*  ربما يكون وباء أحل بالمجتمع بفعل فاعل وكنوع من الكيد السياسى والحرب البيولوجية بين الدول . وربما يكون ابتلاء من الله لكثرة ذنوبهم وظلمهم . عن عبد الله بن عمر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس فمر بهذه الآية : ” وَمَا قَدَرُوا اللَّه حَقّ قَدْره وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبْضَته يَوْم الْقِيَامَةفقال رسول الله صلى الله عله وسلم : “ يأخذ الله السموات والأرضين السبع فيجعلها فى كفة ثم يقول بهما كما يقول الغلام بالكرة ” أَنَا اللَّه الْوَاحِد , أَنَا اللَّه الْعَزِيزحتى رأينا المنبر وإنه ليكاد أن يسقط به . ” وعن عبد الله بن مسعود قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم  حين جاءه حبر من أحبار اليهود فجلس إليه, فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : ” حدثنا ” , قال : إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة  جعل السموات السبع على أصبع , والأراضين السبع على أصبع , والجبال على أصبع , والماء والشجر على أصبع , وجميع الخلائق على أصبع ثم يهزهن ثم يقول : أنا الملك , قال : فضحك النبى صلى الله عله وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لما قال ثم قرأ الآية : ” وَمَا قدروا لله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ” أما قوله تعالى ” حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها… الآية ” فيقول المفسرون فى تفسيرها : : فكذلك يأتي الفناء على ما تتباهون به من دنياكم وزخارفها ، فيفنيها ويهلكها كما أهلك أمرنا وقضاؤنا نبات هذه الأرض بعد حسنها وبهجتها ، حتى صارت كأن لم تغن بالأمس ، كأن لم تكن قبل ذلك نباتا على ظهرها ” فغضب الله وارد ولا يمكن تجاهله أو نسيانه  أو التهوين من شأنه .

* أما إذا انتقلنا إلى الجانب الآخر وهى الحرب البيولوجية بين أمريكا والصين فهو أمر وارد وبنسبة كبيرة وضخمة . فلقد اتهم المتحدث باسم الخارجية الصينية الجيش الأمريكي باحتمال إدخال فيروس الكورونا إلى مدينة “ووهان “ التي كانت الأكثر تضررا بتفشى المرض وهذا اتهام خطير وهام لأمريكا بارتكاب جرائم ضِد الإنسانية . وقد تساءل المتحدث الصينى ساخرا : متى ظهر هذا المرض في الولايات المتحدة؟ وكم عدد الناس الذين أُصيبوا؟ وما هي أسماء المستشفيات التي يتعالج فيها المصابون ؟ . إن الرئيس ترامب يرى في الصين عدوا رئيسيا وأعلن حربا تجاريةً ضدها لتدمير اقتصادها، وأجداده نشروا مرض الطاعون بالطّريقة نفسها، وأبادوا عشرات الملايين من الهنود الحمر. إن الاقتصاد الصيني سيحتل المرتبة الأولى عالميا ويطيح بالولايات المتحدة عن عرشها الذى تربعت عليه منذ الحرب العالمية الثانية. إن تاريخ أمريكا ملطخ بالدماء فهى الوحيدة في تاريخ البشريّة التي استخدمت القنابل النووية ضد اليابان، ومن غير المستبعد أن تكون هى  الأولى عالميا فى استخدام قنبلة كورونا . فهي تقف وراء كل كارثة . لقد صدق الشاعر الكبير المرحوم محمود درويش ساعة قال : أمريكا هي الطاعون، والطاعون هو أمريكا .

* ولا يمكن استبعاد  الرأى الذى يقول بأن التفشي الحالي للوباء يمكن أن يكون سلاحا بيولوجيا محتملا وراءه قوى عظمى تريد الدمار والخراب لدول أخرى , ولا سيما وأن تاريخ البشرية ممتلئ بمثل هذه الحروب . وكل عصر حسب تقدمه ووسائله .وتعود محاولات استخدام أدوات الحرب البيولوجية إلى العصور القديمة  . وفي الأدب الفارسي واليوناني والروماني حوالي 300 قبل الميلاد  تم استخدام الحيوانات الميتة لتلويث الآبار وغيرها من مصادر المياه أو إطلاق السفن الترابية المليئة بالثعابين السامة في سفن العدو لكسب المعارك منذ العصور القديمة.أما في العصر الحديث فقد تطورت الحرب البيولوجية خلال الحرب العالمية الأولى حيث طور الجيش الألماني الجمرة الخبيثة والكوليرا وفطريات القمح خصيصا لاستخدامها كأسلحة بيولوجية.  وأثناء الحرب العالمية الثانية قامت القوات اليابانية ببناء منشأة أبحاث سرية للحرب البيولوجية  وتجريبها على السجناء و كشفت عن أكثر من 3000 ضحية للطاعون والجمرة الخبيثة والزهري وغيرها من العوامل في محاولة لتطوير المرض ومراقبته.

حتى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1942 أنجزت تجارب مخبرية لخدمة أبحاث حربية للتحقيق في الجمرة الخبيثة وتوكسين البوتولينوم لاستخدامها كأسلحة وتم تخزين كميات كافية من توكسين البوتولينوم والجمرة الخبيثة بحلول يونيو 1944للانتقام من القوات الألمانية .

*  و إذا عدنا مرة أخرى للإجابة على عنوان المقال  , كورونا غضبة إلهية أم حرب بيولوجية ؟ فأكاد أجزم بأن  غضب الله قد نزل فعلا بهذا العالم بما فيه الأمة العربية والإسلامية. فقد سألت السيدة عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم :أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم , إذا كثر الخبث . وهل هناك خبث  أكثر مما نحن فيه . ظلم وطغيان من الأقوياء للضعفاء , ومن الأغنياء للفقراء , ومن الأصحاء للمرضى وأصحاب الداء , وبمن بيدهم القوة والسلطة والمال فى العالم كله لمن لا بملك شيئا مذكورا , ومن الدول العظمى للدول الضعيفة  , ومن الأغلبية المتحكمة القوية للأقلية المستضعفة , ومن إراقة الدماء وقتل الأبرياء فى هذا العالم دون ذنب يذكر ولا حتى يوجد من يشجب ويستنكر . لقد ظن أهلها أنهم قادرون عليها فأتاهم أمر الله بياتا وهم نائمون أو ضحى وهم يلعبون . أفلا يستجلب كل ذلك وأكثر غضب الله تعالى ؟ وعلى الجانب الآخر , لا ننفى أن هناك حربا بيولوجية لضرب الدول التى تريد أن تنافس أمريكا اقتصاديا وعسكريا . فالحرب البيولوجية قديمة قدم الإنسانية , وهى أقل كلفة من الحرب التقليدية التي تتطلب نقل جنود ومعدات وأسلحة وكل ذلك لم يعد مقبولا أو محتملا . إن غضب الله والحرب البيولوجية الكيدية يسيران فى خطين متوازيين كقضبان القطار . ولا يمكن أن نثبت إحداهما وننفى الآخر . فتلك قضية لا يختلف عليها اثنان ولا يتناطح فيها عنزان ولا يتعب فى فهمها  أى إنسان .

اللهم سلم بلاد العرب والمسلمين من كل مكروه وسوء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى