ثقافة وادب

هل أنت متأكد من جميع معلوماتك حول الحرب العالمية الأولى؟ إليك 10 حقائق ستفاجئك

كانت الحرب العالمية الأولى، المعروفة أيضاً باسم “الحرب العظمى”، واحدة من أعنف النزاعات في التاريخ، ودار القتال فيها بين مجموعتين بالأساس: مجموعة الحلف الثلاثي (التي ضمت: الإمبراطورية الألمانية، والإمبراطورية الهنغارية-النمساوية، وإيطاليا)، ومجموعة الوفاق الثلاثي (التي ضمت: بريطانيا العظمى، وفرنسا، والإمبراطورية الروسية).

وبدأت الحرب في 28 يوليو/تموز 1914، بعد اغتيال العاهل النمساوي فرانز فرديناند بنحو شهر، وانتهت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918، بالتوقيع على وقف لإطلاق النار، أو “هدنة كومبين” بين الحلفاء والإمبراطورية الألمانية.

إنها أحد أكثر الصراعات توثيقاً في التاريخ، لكن هل أنت واثق من أنك تعرف جميع تفاصيلها؟ إليك 10 حقائق مفاجئة عن الحرب العظمى قد تكون تسمع بها للمرة الأولى وفق موقع History Extra البريطاني.

يفترض كثير من الناس أن الحرب كانت نتيجة مباشرة لهيكلية التحالف التي ربطت جميع القوى العظمى الأوروبية معاً قبل عام 1914.

فقد كانت ألمانيا متحالفةً مع النمسا والمجر وإيطاليا. وكانت روسيا، على الجهة الأخرى، متحالفة مع فرنسا، وكان لكلا البلدين وفاق (اتفاقية دبلوماسية) مع بريطانيا.

لا شك أن التحالفات أسهمت في تعزيز التوترات القائمة قبل الحرب بين القوى العظمى وبعضها، ولكن المدهش، ربما، أن أياً من هذه التحالفات لم ينجم عنه في الواقع إعلان أي من تلك القوى الحرب على قوة أخرى.

ففي يوليو/تموز 1914، قدمت ألمانيا إلى كل من النمسا والمجر ضمانات صريحة بالدعم المطلق غير المشروط، فيما عُرف باسم “شيك على بياض”، والذي تخطى بكثير بنود التحالف الرسمي بينهم.

ودخل الفرنسيون الحرب لأن ألمانيا شنّت ضربة استباقية ضدهم.

أما بريطانيا فأعلنت الحرب ليس بسبب الاتفاقات بينها وبين دول الوفاق، بل لأن الألمان غزوا بلجيكا، بينما على الجانب الآخر ظلت إيطاليا خارج الحرب في البداية، ثم خاضتها في مواجهة حلفائها بعد ذلك.

كان الحد الأدنى لمتطلبات الأطوال الخاصة بالجنود الملتحقين بالجيش البريطاني هو 1.60 متر، ومع ذلك فقد جُنّد عدد كبير من رجال أقل طولاً من ذلك، إضافة إلى من رغبوا في الانضمام منهم لغمار حملات التجنيد في أغسطس/آب 1914.

وبدلاً من استبعادهم، أنشأ الجيش البريطاني على مضض عدداً من “كتائب خاصة بقصار القامة”، وألحقها بأفواج عسكرية عادية.

كان عدد كبير من جنود تلك الكتائب من عمال مناجم الفحم، ومن ثم كان لأطوالهم القصيرة وخبرتهم دور كبير في أعمال الأنفاق والحفر التي استمرت لجزء طويل من الحرب على الجبهة الغربية.

ومع ذلك، لم يكن هؤلاء الجنود فاعلين في المعارك إلى حد كبير، وبحلول نهاية عام 2016 لم تعد اللياقة العامة لهؤلاء الجنود قصار القامة وحالة المتطوعين منهم تصلح للوفاء بمتطلبات القتال.

ومن ثم بات من الصعب الإبقاء على مستوى التجنيد في تلك الكتائب عند الحد المطلوب، واضطرت الكتائب التي تدعى “بانتام” إلى قبول رجال ذوي طول “طبيعي” على نحو متزايد.

ولم يعد ثمة معنى لكتيبة مخصصة لقصار القامة، وهي تتكون إلى حد كبير من رجال أطول، وبالتالي عندما أقرَّ البرلمان البريطاني التجنيدَ الإلزامي في عام 1916، أُسقطت فكرة الكتائب المخصصة لقصار القامة واستُبعدت في هدوء.

أوقفت رابطة كرة القدم الإنجليزية برنامجها بعد موسم 1914-1915 (على الرغم من استمرار الاتحاد الإنجليزي على سماحِه للأندية بتنظيم مسابقات إقليمية)، فقد كان من الصعب إدارة بطولات الهواة بالنظر إلى انضمام عدد كبير من الرجال في البلاد إلى الجيش، وبالتالي دخلت النساء إلى الساحة.

شكّل العاملات بمصانع الذخيرة أو “فتيات الذخيرة” munitionettes كما عُرفن، فرقاً لكرة القدم، ولعبن ضد المصانع المنافسة.

جذبت كرة القدم التي لعبتها فتيات الذخيرة عدداً كبيراً من المتابعين، ولُعبت العديد من المباريات في ملاعب تابعة لأنديةٍ محترفة.

ومع ذلك، فعندما حلَّ السلام كان على اللاعبات اعتزال اللعب والعودة إلى حياتهن العادية التي كن يعشنها قبل الحرب، لكن هذه الرياضة استمرت ناجحةً حتى مُنع النساء من اللعب في الملاعب التابعة للدوري في عام 1921.

كانت البرتغال، مثل عديد من الدول المحايدة، غاضبة من الهجمات التي أخذت غواصات “يو بوت” الألمانية تشنها على السفن التجارية.

كما خشي البرتغاليون من أن تنتقل الحملة العسكرية الألمانية في إفريقيا صوب مستعمراتهم في موزمبيق وأنغولا.

ثم أعلنت ألمانيا الحرب على البرتغال، في مارس/آذار 1916، فقررت البرتغال إطلاق دوريات بحرية في المحيطات، وعززت المراقبة على حدودها في إفريقيا، وأرسلت أيضاً قوة عسكرية تقاتل الألمان على الجبهة الغربية.

حاز البرتغاليون احترام حلفائهم مع اشتداد ضراوة المعارك، وخاضوا معارك حامية، خاصة في مواجهة “هجوم الربيع” الألماني الكبير في عام 1918.

كان شنُّ هجومٍ ناجح ضد خنادق العدو أحد أصعب المعضلات التي واجهت القادة العسكريين على كلا الجانبين، إذ منحت الأسلاك الشائكة والمدافع الرشاشة ميزة كبيرة للمُدافع وقدرة أكبر على صد الهجمات.

وحتى إن تمكن أحد المهاجمين من اختراق دفاع خصمه كانت القوة المهاجمة عادة ما تفقد زخمها بمجرد وصول تعزيزات جديدة إلى المدافعين.

كان الرجل الذي حل هذا اللغز هو الجنرال الروسي ألكسي بروسيلوف، وهو القائد ذاته الذي شنَّ في عام 1916 هجوماً هائلاً على القوات النمساوية بالتنسيق مع الهجوم البريطاني والفرنسي على القوات الألمانية.

أدرك بوسيلوف أن الهجمات على الجبهة الغربية كانت مركزة للغاية على محاولة “فتح ثغرة” في خطوط العدو عند نقطة معينة، ومن ثم كان يسهل على العدو تحديد النقطة التي يرسل إليها تعزيزاته.

لكن بروسيلوف، الذي عمد إلى شن هجماته على نقاط متعددة وعلى امتداد رقعة أكبر بكثير، تمكّن من خلال ذلك من إخفاء الوجهة الأساسية لهجومه عن النمساويين، ولذلك لم يتمكنوا قط من معرفة أي النقاط يجب تعزيزها وأيها يجب التخلي عنها.

وبالطبع، كانت منهجية بروسيلوف بحاجة إلى أعداد ضخمة من الجنود، وهي سمة حظي بها الجيش الروسي، ومع ذلك فبعد نجاحه الأول تراجعت الهجمات التي اتبعت طريقته، لأن نظام الإمداد بالطعام والذخيرة لم يتمكن من مواكبة خطته والوفاء باحتياجاتها.

في 22 مايو/أيار 1915، اصطدم قطار عسكري كان يحمل جنوداً من الحرس الملكي الاسكتلندي وكتيبة ليث الإقليمية في طريقها جنوباً للمشاركة في حملة غاليبولي بقطارٍ محلي كان متوقفاً، بالقرب من قرية غريتنا غرين باسكتلندا.

وبعدها بلحظات اصطدم قطار غلاسكو السريع بالحطام الناجم عن اصطدام القطارين، لتشتعل النيران بشكل كبير.

شهد الحادث مقتل نحو 226 شخصاً، كان 214 منهم جنوداً، وأُصيب 246 بجروح خطيرة، ويظل هذا الحادث الأفدح على مستوى الخسائر في الأرواح في تاريخ حوادث السكك الحديدية في بريطانيا.

وقع التصادم بإهمال من عاملَي الإشارة، اللذين أدينا بعد ذلك بتهمة الإهمال الجنائي وحُكم عليهما بالسجن.

كان الرجلان قد ربطا القطار المحلي إلى الخط الرئيسي بدلاً من إبعاده إلى خط جانبي، وانشغلا انشغالاً تاماً بحديثٍ بينهما عن الحرب وشؤونها، لينسيا تغيير الإشارات وتحذير قطار القوات المقترب.

كان الطلب على القطارات في زمن الحرب مرتفعاً بشدة، لدرجة أن القطارات كانت تستخدم عربات ذات إطارات خشبية قديمة، ومن ثم كانت النيران تشتعل فيها بسرعة مرعبة. وكان ذلك الحادث نتيجةً جانبية غير مرغوب فيها للحرب العالمية الأولى.

كان التحالف الرسمي الوحيد لبريطانيا قبل عام 1914 مع اليابان، وكان معدّاً لتخفيف بعض الأعباء عن البحرية الملكية فيما يتعلق بالدفاع عن المستعمرات البريطانية في آسيا، ولتمكين بريطانيا واليابان من تبادل الدعم والمساعدة لحماية مصالح كل منهما في الصين وكوريا.

وعندما اندلعت الحرب، هاجم اليابانيون ممتلكات الألمان في المحيط الهادي والصين، لكن في عام 1917 طلبت بريطانيا مساعدة يابانية في مهام الحراسة والتأمين في البحر الأبيض المتوسط.

فقد كانت تلك المنطقة حيوية فيما يتعلق بإمدادت جيوش الحلفاء في إيطاليا واليونان، وللحفاظ على الاتصالات مع إفريقيا، لكن القوات البحرية للحلفاء واجهت تهديدات كبيرة من الغواصات الألمانية والنمساوية.

قدّم اليابانيون، الذين تمركزت قواتهم في مالطا، قوات مرافقة للسفن التجارية والقوات المتحالفة معها، وخدمات البحث والإنقاذ لأطقم السفن المدمرة. وقد عزز الدور المهم لليابان في الحرب مطالباتها للأمريكيين والأوروبيين بقبولها دولةً عظمى كاملة الأركان.

من الذي اشتغل بتعبئة أكياس الرمل تلك التي نراها في صور الخنادق؟ ومن الذي حمل البنادق والذخيرة والمؤن ونقلها إلى الشاحنات والقطارات؟ ومن الذي أزال بقايا الحطام بعد خروج قطار عن مساره أو قصف لمنشأة؟

الإجابة هي “فيلق/تجميع العمال الصينيين”. وهؤلاء كانوا متطوعين من أرياف الصين أُرسلوا إلى أوروبا للاضطلاع بدورٍ حيوي في الحرب، ومع ذلك فقد جرى إغفال هذا الدور بالكامل تقريباً، رغم أهميته في جعل انتصار الحلفاء ممكناً.

تلقى هؤلاء العمال أجوراً زهيدة، وعادةً ما نظر إليهم البريطانيون والفرنسيون على أنهم “عمالة رديئة” قابلة للإهدار.

غالباً ما خدموا وراء الخطوط، وهو ما حدَّ من الخسائر الناجمة بينهم عن هجمات العدو، لكنهم ومع ذلك عانوا بشدة في أعقاب تفشي وباء الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918.

على الرغم من الاحتفال بيوم الهدنة، يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، نهايةً للحرب العالمية الأولى، فإن الحرب استمرت لأسبوعين آخرين في إفريقيا.

فقد صار القائد العسكري الألماني، بول فون ليتو فوربيك، بطلاً قومياً في ألمانيا في إثر حملاته الفدائية التي شنها على نمط حروب العصابات ضد القوات الإمبراطورية البريطانية في شرق إفريقيا، والتي أجبر الأفارقة على العمل حمّالين لصالحه خلالها، وأفضت إلى تدمير اقتصاد القرى المحلية تدميراً كبيراً.

كان فوربيك قد أُجبر على التراجع إلى موزمبيق التي كانت خاضعة للسيطرة البرتغالية بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 1918، ومع ذلك ظل لديه نحو 3000 جندي تحت قيادته، وكان لا يزال يشن غارات على رودسيا الجنوبية (الاسم الاستعماري الإنجليزي لما أصبح دولة زيمبابوي حالياً)، عندما وصلت إليه الأخبار عن الهدنة التي وقعتها الأطراف المتحاربة في أوروبا.

وعلى خلاف القوات الألمانية في أوروبا، أمكن لفوربيك أن يعتبر قواته الخاصة غير مهزومة، ليقرر إنهاء الحرب الإفريقية في وقتٍ من اختياره.

وهكذا استسلم رسمياً للبريطانيين في رودسيا الشمالية (زامبيا حالياً) في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أسبوعين من توقيع اتفاق الهدنة في أوروبا.

كان الكاتب الشهير الحائز جائزة نوبل، روديارد كيبلنغ، صاحب كلمات الرثاء التي تظهر على شواهد قبور الجنود المجهولين الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى، التي تقول “جندي مجهول من الحرب العظمى، لكنه معروف عند الرب”.

تزين تلك الكلمات الضريح التذكاري في “وايت هول” بوسط لندن، الذي شيده المعماري البريطاني السير إدوين لوتينز، وسمّاه ضريح “الموتى العظماء” تكريماً للجندي المجهول. اختار كيبلنغ تلك الكلمات، لكن هذا التكليف انطوى على مفارقة قاسية.

فقد اقتيد جون، ابن كيبلنغ نفسه، إلى الجيش، على الرغم من ضعف بارز في بصره، ليقتل بقذيفة ألمانية في عام 1915 في معركة لوس. ولم يُعثر على جثته قط، وبالتالي أصبح هو أيضاً، على حد قول والده “جندياً مجهولاً من الحرب العظمى، لكنه معروف عند الرب”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى