لايف ستايل

يمكن أن تكون جدتك.. كيف تساعد كبار السن في التعامل مع وباء كورونا؟

ليس
مشهداً جميلاً أن ترى كبار السن الذين تعرفهم، الذين اعتادوا على الخروج واللعب
بالورق ومساعدة الصغار على تعلُّم القراءة وحضور الحفلات الموسيقية، وإذ بهم فجأة
يجلسون وحيدين في غرفة نومٍ أو مطبخ، يتساءلون عمّا إذا كان الطعام لديهم سوف
يدوم، تشغلهم الكثير من التساؤلات مع عدم وجود أحدٍ بقربهم ليجيب عليها، وتنقصهم
مهارات استخدام الكمبيوتر للعثور على المعلومات المهمة، وربما تنفذ لديهم الأدوية،
ولا يستطيعون الاتصال بمقدمي خدماتهم الصحية، وربما يشتبهون في إصابتهم بفيروس
كوفيد-19.

يوصي
خبراء الصحة خلال هذه الجائحة بأن يتبع البالغون الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً
قواعد “التباعد الاجتماعي” -أي الابتعاد عن مجموعات تضم أكثر من 10
أشخاص والابتعاد بمسافة 6 أقدام (180 سم تقريباً) عن أي شخص- وذلك لتجنب الإصابة
بالمرض. يوم الأحد، 15 مارس/آذار، عبّر حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، عن
ذلك بقوة أكبر. ذكر نيوسوم (لكنه لم يصدر أمراً) أن يطبق جميع الأشخاص الذين تزيد
أعمارهم عن 65 عاماً عزلاً ذاتياً على أنفسهم في المنزل. إذا اتبع كبار السن هذه
النصيحة -وينبغي لهم اتباعها- قد تكون هذه العزلة مؤذية للعديد منهم ممن يعيشون
وحدهم. أظهرت الأبحاث أن هذا قد يسبب لهم الأمراض بل وربما يقتلهم بمرور الوقت.

تحذر
إدارة الموارد والخدمات الصحية في الولايات المتحدة من أن الوحدة قد تكون ضارة
بالصحة مثل تدخين 15 سيجارة في اليوم. ووفقاً لمقالٍ نُشر حديثاً في صحيفة The
New York Times، يمكن أن تزيد مشاعر العزلة والوحدة من
احتمالية الإصابة بالاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والوفاة بسبب أمراض القلب. يمكن أن
تؤثر هذه المشاعر كذلك على قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى- وهي حقيقة ذات
أهمية خاصة في أوقات تفشي الجائحات.

ولكن
لحسن الحظ، هناك أشياء يمكننا أن نفعلها لتقديم المساعدة. يعمل مركز Ashby
Village
الاجتماعي في خليج سان فرانسيسكو منذ عشر
سنوات. تُعدُّ المنظمات مثل مؤسستنا -هناك مئات “القرى” في جميع أرجاء
البلاد- في وضعٍ فريد يتيح لها عمل ما يلزم خلال هذه الأوقات الاستثنائية. لا
يمكنك بالطبع تشكيل منظمة قبل يوم واحد من اكتشاف أنك بحاجة إلى واحدة. لحسن الحظ،
هذه الشبكات المترابطة من كبار السن، الذين يبقون في المناطق التي يعرفونها
ويحبونها، يدعمهم ويساندهم متطوعون مدربون جيداً، استغرقت سنواتٍ لبناء مجتمع
افتراضي متماسك -ليس مجتمعاً معنياً بـ “أين نعيش” بل بـ “كيف نعيش”-
ومُستعدٍ بقوة في حالات الأزمات.

أُنشئت
قرى مثل Ashby Village لمساعدة
كبار السن على البقاء في منازلهم والازدهار في هذه الأثناء. يخضع متطوعونا لتدريبٍ
مكثف لتوفير وسائل النقل للذهاب إلى المواعيد الطبية وشراء أغراض البقالة،
والمساعدة في الأعمال المنزلية والإصلاحات الخفيفة وتقديم الدعم التكنولوجي
للمسنين والقراءة بصوت عال، وأحياناً، الأهم من ذلك كله، تقديم الرفقة والتفاعل
الاجتماعي.

أثناء
الجائحة، سوف تشكّل تلبية هذه الاحتياجات تحدياً، ونحن نعمل على التأكد من أن يشعر
كل عضو من أعضائنا أن لديهم مكاناً يلجأون إليه للحصول على المواساة والدعم، مع
حماية صحتهم وصحة المتطوعين في الوقت نفسه.

فيما
يلي بعض الأشياء التي يمكننا جميعاً أن نفكر بفعلها للمساعدة:

اطمئن
على كبار السن في منطقتك. اسألهم إذا كانوا بحاجة إلى أغراض البقالة أو الأدوية أو
غير ذلك من المستلزمات. حتى مكالمة هاتفية قصيرة فقط لقول “مرحباً”
يمكنها أن تصنع فارقاً.

اسألهم
عما إذا كانت لديهم أسئلة لم يتمكنوا من الحصول على إجابات لها واعرض عليهم أن
تقرأ لهم (عبر الهاتف) المعلومات التي نشرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها
وإدارة الصحة المحلية لديك.

تأكد
مما إذا كانوا يجدون صعوبة في الوصول إلى مقدمي خدماتهم الطبية. تحقق مما إذا كان
بإمكانك المساعدة من خلال تعليمهم كيفية استخدام الموقع الإلكتروني لطبيبٍ عام أو
طبيب أسنان.

سجِّل
مع المتطوعين في إحدى مراكز خدمة كبار السن بالقرب منك أو إحدى المؤسسات الأخرى
لدعم الكبار للمساعدة خلال هذا الوقت، وذلك من خلال وسائل مثل أن تعرض عليهم بعض
التمشية، بعد التأكد من قدرتهم على ذلك، لقضاء وقتٍ في الهواء الطلق مع أشخاص
آخرين، وعلى بُعد مسافة آمنة.

تطوع
لتقديم معلومات حول الخدمات التي تقدم خدمة توصيل البقالة والأدوية ومستلزمات
الحيوانات الأليفة وغيرها من السلع. لدينا معلومات على موقعنا (ashbyvillage.org) عن بعض هذه الجهات.

أولاً
وقبل كل شيء، تذكر أن الدعم في حالة تفشي جائحة ما ليس من طرف واحد. إذ إنهم نظراً
إلى أنهم من كبار السن، لدى العديد من أعضائنا -من المهنيين الطبيين المتقاعدين
إلى أمناء المكتبات المتقاعدين- مجموعة مهارات ذات أهمية كبيرة في الأزمات. إلى
جانب أننا كبار في السن وحكماء بما يكفي لمعرفة كيفية استخدام الذكاء الجمعي
لتقوية المجتمع. تعرّض بعضنا سابقاً لهذا النوع من التجارب. في أوقات كتلك، يجعلنا
ذلك مهيئين بشكل فريد لإشراك الجميع للتعاون في حالات الطوارئ.

أندي غينز هو المدير التنفيذي لمركز Ashby Village (قرية أشبي) وأندرا ليشتنشتاين هي رئيسة مجلس الإدارة.

– هذا
الموضوع مترجم عن موقع
Berkeleyside الأمريكي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى