رياضة

هدف أشهر من صاحبه.. كرة غيوف هيرست الإنجليزي في مونديال 66 (فيديو)

عندما يأتي الحديث عن كأس العالم لابد وأن يذكر هدف إنجلترا الثالث في مرمى ألمانيا في نهائي مونديال 1966، الذي سجله المهاجم الإنجليزي غيوف هيرست.

الهدف الذي سجل في الوقت الإضافي حصل على شهرة تاريخية ليس فقط لكونه أمَّن لمنتخب الأسود الثلاثة أول وآخر لقب لهم في المونديال العالمي، وإنما لأن الكاميرات كشفت لاحقاً عدم شرعيته وأن الكرة لم تتجاوز خط المرمى.

لكن الطريف أن الهدف فاقت شهرته شهرة المهاجم غيوف هيرست الذي سجله ثم سجل بعده الهدف الثالث له والرابع لمنتخب بلاده، ورغم أنه اللاعب الوحيد في تاريخ المونديال الذي سجل “هاتريك” في مباراة نهائية لا يتذكر الكثيرون أي تفاصيل عن مهاجم وست هام السابق، الذي درب فريق الكويت في بداية الثمانينيات دون أن يحقق نجاحاً يذكر ليتجه بعد ذلك للعمل في مجال التأمين.

قصة الهدف الذي دخل التاريخ من بابه الخلفي بدأت بكرة عرضية من جهة اليمين رفعها آلان بول داخل منطقة جزاء الألمان في الدقيقة الأولى بعد المائة، أو الحادية عشرة من الشوط الأول الإضافي، لتجد هيرست الذي كان ظهره نحو المرمى، لكنه استطاع بمهارة أن يستقبل الكرة ولف جسده وسددها بقوة لتضرب العارضة وتسقط خلف الحارس الألماني قبل أن يبعدها المدافع برأسه إلى ركنية، في تلك اللحظة رفع مهاجم إنجلترا روغر هانت يده فرحاً وصرخ بأعلى صوته “هدف” وهو ما يبدو أنه أثر في الحكم السويسري جوتفريد دينست ومساعده السوفييتي توفيق باهراموف (وهو من دولة أذربيجان التي كانت وقتها إحدى الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد السوفييتي)، والذي جرى نحو خط المنتصف محتسباً الهدف.

الغريب والطريف في الأمر أن لاعبي المنتخب الألماني ومدافعيه الذين كان بينهم الشاب اليافع وقتها فرانز بكنباور الذي سيصبح لاحقاً قيصر الكرة الألمانية، لكنه آنذاك كان يسجل حضوره الأول في المونديال في عمر العشرين، لم يحاول أي واحد من لاعبي المنتخب الألماني الاعتراض على صحة الهدف، أو ذهب للحكم ليعترض على قراره باحتساب الكرة هدفاً.

وبقي الهدف الذي حاول هيرست الالتفاف حول تأكيد صحته من عدمها، بالقول عقب سنوات من تلك المباراة إنه لف بجسده وسدد الكرة نحو المرمى ثم سقط على الأرض، ولم ير سوى أن الحارس الألماني تصدى للكرة ثم أفلتت منه لتسقط خلفه في المرمى قبل أن يخرجها المدافع، وبالتالي لم يكن هو شخصياً في وضع يسمح له برؤية الكرة بشكل دقيق، لكنه يؤمن بأنها اجتازت خط المرمى!

وبصرف النظر عن الهدف غير الصحيح، إلا أنه لا يقلل من قيمة الإبداع الاستثنائي الذي قدمه هيرست في ذلك المونديال في عمر الـ24، واستحق عليه لقب سير من ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث التي التقت المنتخب الإنجليزي عقب الفوز بالمونديال، لكن الشيء المدهش أن أحداً من نجوم الكرة العالمية لم يستطع تكرار إنجاز المهاجم الإنجليزي وتسجيل هاتريك في نهائي المونديال، كما أن هيرست نفسه لم يستطع مواصلة تألقه في ملاعب الكرة، وسرعان ما خفت نجمه حتى اعتزل في صمت.

بدأ هيرست مسيرته الكروية مع نادي وست هام يونايتد، وقد ساعدهم على الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 1964، وقد ساعدهم مرة أخرى في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية في عام 1965 أمام نادي ميونخ 1860، وقد لعب 500 مباراة مع وست هام يونايتد وسجل 252 هدف، ثم انتقل إلى نادي ستوك سيتي، وبعدها انتقل إلى نادي وست بروميتش ألبيون، وفي عام 1976 وقع عقداً مع نادي سياتل سوندرز، وقد سجل 8 أهداف في 23 مباراة في الدوري الأمريكي، حتى اعتزاله عام 1976 في عمر الخامسة والثلاثين (مولود في 8 ديسمبر/كانون الأول من 1941).

في مجال التدريب لم يحقق نجاحاً يذكر في تجاربه الثلاث ولم يحقق أي لقب كمدرب، سواء مع فريق تيلفورد يونايتد المغمور بين عامي 1976 و1979، أو مع تشيلسي الإنجليزي بين عامي 1979 و1981 حين كان البلوز بين فرق الوسط المغمورة في الدوري الإنجليزي، وأخيراً مع فريق الكويت الكويتي بين عامي 1982 و1984.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى