قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن البيت الأبيض بدا الأربعاء، 6 مايو/أيَّار 2020، في حالةٍ جديدةٍ من الفوضى، إذ أصرَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن يبقى فريق عمل مكافحة فيروس كورونا المُستجَد كما هو، بعد أقل من 24 ساعة من اقتراح حلِّ الفريق.
الرئيس الأمريكي عكس الاتجاه في أعقاب انتقاداتٍ لاذعة ضد خطوات إنهاء عمل الفريق، في الوقت الذي تُسجِّل فيه الولايات المتحدة 30 ألف إصابة جديدة في اليوم الواحد، وتجاوَزَت حصيلة الوفيات 70 ألفاً، وهي الحصيلة الأعلى عالمياً.
التركيز على النشاط الاقتصادي: لكن ترامب أكد تحويل التركيز إلى إنعاش الاقتصاد الأمريكي المُدمَّر، ما أجَّجَ مخاوف بأنه أجرى حساباتٍ سياسية باردة لمنح الأولوية لفرص إعادة انتخابه على إنقاذ الأرواح.
إذ كان فريق عمل مكافحة كوفيد-19، الذي يتألَّف من 22 عضواً، قد أُنشِئ في أواخر يناير/كانون الثاني، وعُيِّنَ مايك بنس رئيساً له. وعَقَدَ الفريق اجتماعاتٍ منتظمة لبحث سُبُل مواجهة الجائحة، وأوضح عمله في مؤتمرات الإحاطة الإعلامية المسائية. لكن هذه المؤتمرات، التي استمرَّ بعضها أكثر من ساعتين، وقعت تحت هيمنة ترامب، الذي كثيراً ما كان يهاجم الإعلام، ويُشتِّت المواضيع، ويدلي بمعلوماتٍ مُضلِّلة.
وفي سلسلةٍ من التغريدات التي نشرها ترامب على منصة تويتر أمس الأربعاء، قال الرئيس إنه بسبب النجاح الذي حقَّقه فريق العمل “سيواصل الفريق العمل إلى أجلٍ غير مُسمَّى مع تركيزه على السلامة وفتح بلدنا مرةً أخرى. قد نضيف بعض الأشخاص إلى الفريق أو نُخرجهم منه، حسبما تقتضي الحاجة. وسيركِّز فريق العمل بشدة أيضاً على اللقاحات والعلاجات”.
حل فريق عمل أزمة كورونا: أثار هذا التعهُّد ارتباكاً بعدما أشار كلٌّ من ترامب وبنس، أول من أمس الثلاثاء 5 مايو/أيَّار، إلى أن فريق العمل، الذي بدأ يجتمع بصورةٍ أقل انتظاماً ولم يعقد أيَّ مؤتمرٍ صحفي طيلة أسبوع، سوف يُحَل.
إذ أخبر ترامب الصحفيين قائلاً: “نبحث الآن في شكلٍ مختلفٍ قليلاً، وهذا الشكل هو السلامة والانفتاح. وسوف تكون لدينا على الأرجح مجموعةٌ مختلفة من أجل ذلك”.
وفقاً لتقريرٍ مُجمَّع، أضاف لاحقاً: “أعتقد أن بإمكاننا إنهاء عمل الفريق قريباً. لكن لم تكن لديّ أيُّ فكرة عن شعبية فريق العمل حتى يوم أمس عندما بدأت أتحدَّث عن إنهاء عمله. إنه في موضع تقديرٍ لدى العامة”.
فيما قال بنس: “إننا نجري محادثاتٍ عن ذلك، وعن الوقت المناسب لفريق العمل كي يكمِل عمله، وللجهود المتواصلة أن تجري على مستوى كلِّ وكالةٍ على حدة”.
هذه التصريحات المُفاجِئة أثارت مقارباتٍ مع لافتة “تمَّت المهمة بنجاح” غير الناضجة، التي عُلِّقَت على حاملة طائرات، أثناء الخطاب الذي وجَّهَه جورج دبليو بوش للقوات الأمريكية خلال المراحل الأولى من حرب العراق. وولَّدَت كذلك مخاوف من أن ترامب، الذي يضع انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني نُصب عينيه، قد تخلَّى عن الاحتياجات الصحية لصالح الضرورات الاقتصادية.
