آخر الأخبار

كنيسة بها 15 مليون عضو تريد التوسع في الصين! تسعى لإنشاء معبد لمريديها وتترقب قرار بكين

في الوقت الذي تزيد فيه الحكومة الصينية القوانين المفروضة على العبادات الدينية وتشن حملات قمعية ضد الكنائس السرية وتلك التي تخدم الأجانب، أعلنت كنيسة المورمون الأمريكية المهتمة بتوسيع نشاطها أنها تُخطّط لبناء معبد في شانغهاي، الأول من نوعه في الصين، ما اعتبره البعض أمراً جريئاً.

يذكر أن هناك خمسة جمعيات دينية مُعتمدة فقط داخل الصين، وتخضع جميعاً لرقابةٍ شديدة من الحزب الشيوعي. في حين تسير بقية الأديان على خيطٍ قانوني دقيق، وسط تهديدٍ دائم بالقمع الذي يحوم فوق رؤوسهم. وفي حين تتساهل الحكومة مع ممارسة الأجانب لأديانهم وإحياء الشعائر الدينية معاً، لكنّها تتّخذ موقفاً متشدّداً ضد أي أعمال دعاية دينية أو تبشيرية، وهذا هو المحظور الذي تتعاطى معه كنيسة المورمون بجديةٍ شديدة، وفق تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية الأحد 7 يونيو/حزيران 2020.

جدير بالذكر أن كنيسة المورمون لها أكثر من 3100 مجمع ديني حول العالم، وبها ما يزيد على 15 مليون عضو منتشرين حول العالم.

افتتاح الكنيسة: وتزعم الكنيسة أنّها لن تُغيّر شيئاً، لكن فكرة افتتاح كنيسة أمريكية مُهتمة بالتوسّع لمعبد رسمي داخل الصين ستكون مثيرةً للجدل على الأرجح -وربما لا تسمح بها بكين. إذ ألمحت سلطات شانغهاي بالفعل إلى أنّ الإعلان جاء دون موافقةٍ مُسبقة، رغم أنّ الخبراء قالوا إنّ الكنيسة لن تكشف عن خططها على الأرجح دون موافقةٍ واضحة.

في حين رفضت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة مُختلف طلبات إجراء مقابلة من أجل هذا الخبر، وطلبت من شبكة CNN الأمريكية الاطلاع على موقع عملياتها في الصين وبيان الرئيس راسل نيلسون في الخامس من أبريل/نيسان 2020.

في البدايات: ورغم أنّ الحجم الحقيقي لكنيسة المورمون لا يزال محل جدل، لكن المؤكّد هو أنّ النمو الهائل للكنيسة تحقّق من خلال عمل آلاف الإرساليات التبشيرية.

وهكذا وصلت الكنيسة إلى الصين قبل أكثر من قرن ونصف القرن.

لكنّها انتظرت حتى عام 1949 لتأسيس أول وجود دائم لها داخل هونغ كونغ، مع نيةٍ لاستخدام المدينة بوصفها قاعدةً لدخول الصين.

وبدءاً من عام 1980، بدأت قيادة الكنيسة في التواصل مع السلطات الصينية بغرض محاولة الحصول على تصريح بالعمل داخل البلاد. وفي عام 1986 صارت فروع الكنيسة الصغيرة -دور الصلاة- منظمةً في بكين وشيان، رغم عدم السماح بدخول أيّ شخص لا يحمل جواز سفر أجنبياً. 

بحسب الكنيسة، تُوجد نحو 10 دور صلاة في جميع أنحاء البر الرئيسي للصين. وبالمقارنة، نجد أنّ هونغ كونغ وحدها تحوي نفس العدد من دور الصلاة، في حين يُوجد أكثر من 50 دار صلاة داخل تايوان ذاتية الحكم -حيث تزعم الكنيسة أنّ لديها أكثر من 61 ألف عضو.

بناء الثقة: ولطالما كان الحزب الشيوعي الصيني يتمتّع بعلاقةٍ مُضطّربة مع الدين. إذ إنّ الدولة مُلحدةٌ رسمياً، كما يُحظر على عشرات الملايين من أعضاء الحزب الشيوعي اعتناق أي معتقدات دينية.

ورغم الالتزام الدستوري بحرية الأديان، لكن لا يُسمح سوى لحفنةٍ صغير من الأديان بالعمل داخل البلاد، وجميعها تكون تحت مظلة منظمات لها روابط قوية بالحزب الشيوعي.

هذا يعني من الناحية العملية أن تدين تلك الكيانات الدينية بالولاء للحزب الشيوعي أولاً، وليس قيادة الكنيسة الأجنبية. وتسبّبت هذه النقطة في شقاقٍ طويل الأمد مع الفاتيكان منذ إنشاء الجمهورية الشعبية، كما يعمل الكاثوليك الصينيون منفصلين عن الكنيسة العالمية، رغم إحراز بعض التقدّم في اتّجاه التقارب خلال السنوات الأخيرة.

ممارسة الأديان: إذ تشهد ممارسة الأديان ارتفاعاً رغم كل ذلك. لكن هذا النمو في الاعتقاد صاحبته شكوكٌ متزايدة في الأديان “الأجنبية”، وخاصةً الإسلام والمسيحية (رغم تاريخهما الطويل في الصين).

ولا عجب في أنّه إبان إعلان نيلسون عن المعبد الجديد، قالت منظمة International Christian Concern الحقوقية الأمريكية إنّ السلطات داهمت منازل المؤمنين الذين يعقدون قداديس عيد الفصح عبر الإنترنت.

لكن منظمة هيومن رايتس ووتش أوضحت أنّ كنيسة إيرلي رين كونفينينت (عهد المطر المُبكّر) التي نظّمت القداس تُعتبر “سرية” أو غير مرخصة وأُمِرَت في السابق بوقف أنشطتها.

وعلى الورق، لن يُمثّل المعبد مسألةً يصعب على السلطات الصينية التساهل معها.

كما أوضحت الكنيسة في وصفها للمعبد المقترح بشانغهاي إنّه لا يُمثّل أيّ تحوّل بارز، فضلاً عن أنّ المعبد الصيني لن يُشبه على الإطلاق أياً من المباني الحجرية البيضاء الضخمة التي تُزيّن العديد من المدن الأمريكية.

تغيير الصين: في المقابل قال إلدر دالين أوكس، أحد كبار قادة الكنيسة، رداً على سؤاله عام 1991 حول التوقيت الذي ستفتح فيه الصين أبوابها أمام المُبشّرين: “أُؤكّد على اعتقادي بأنّ الصين مفتوحةٌ بالفعل -لكن أبوابنا نحن هي المغلقة.. يجب علينا أن نفهم طريقة تفكيرهم.. ونراقب قوانينهم، ونسير على نموذج الصبر الخاص بهم”.

في حين قال جوش شتيمل، المورموني الذي يعيش في شنجن منذ عامين: “لا يحدث التقدّم الكبير في خطٍ مستقيم عادةً. ورغم عمليات القمع على الدين في الصين، لكن الأبواب ستُفتح في النهاية بفضل طاعة أعضائنا والصداقة والثقة التي بنتها قيادة الكنيسة عن طريق العمل بانفتاح مع الحكومة الصينية منذ سنوات”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى