آخر الأخبار

لا يزيد المبنى عن 500 متر، ووقف تقليد التصميمات الغربية.. الصين تعتمد قرارات جديدة بخصوص منشآتها

أصدرت الحكومة الصينية، إرشادات جديدة، للمهندسين المعمارين والمطورين العقاريين ومخططي العمران الحضري، تتضمن إنهاء ممارسات “تقليد” تصميمات المباني، ومنع زيادة طول ناطحات السحاب عن 500 متر (1640 قدماً) في إشارة إلى عصر جديد للمدن الصينية تنوي السلطات الانطلاق فيه.

كانت وزارة الإسكان الصينية واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح قد أصدرت منشوراً دورياً في وقتٍ مبكر من 2020 تضمن كافة التفاصيل الخاصة بذلك ويقترح المنشور أيضاً إجراءات جذرية لضمان “تجسيد المباني لروح” البيئة المحيطة بها، و”تسليط الضوء على خصائص الثقافة الصينية”، وفق تقرير  شبكة CNN الأمريكية.

قيود مفروضة: ومع القيود المفروضة بالفعل على ارتفاعات المباني في مدن مثل بكين، والقرار الإداري الحكومي لوقف تشييد المباني “الغريبة، والمبالغ في حجمها، والتي تقلد تصميمات ثقافات أخرى”، يبدو أن الإرشادات الجديدة تضفي طابعاً رسمياً على تغييرات تحدث بالفعل. 

لكن وفقاً لخبراء الهندسة المعمارية الصينية، فإن بعض الاقتراحات الأقل بروزاً في منشور الإرشادات -مثل المطالبة بحماية التراث، وتوفير نظام ائتماني للمصممين، وتعيين رئيس المهندسين المعماريين- قد تشير إلى تطور خفي في الطريقة التي تُصمم بها المدن الصينية. 

حيث قال لي شيكياو، أستاذ الهندسة المعمارية الآسيوية في جامعة فرجينيا، في حوار هاتفي: “لا تتعلق الوثيقة فقط بارتفاعات المباني. فهي تتعلق بالثقافة الصينية، والمحيط الحضري، وروح المدينة، ومظهر الحداثة”.

مباني الصين: من بين الـ10 مبان المكتمل بناؤها حول العالم والتي يتجاوز طولها 500 متر، يقع نصف هذه المباني في الصين. 

في حين وصفت فاي تشين، أستاذة الهندسة المعمارية لدى جامعة ليفربول في بريطانيا، قرار وضع حد لارتفاع المباني عند 500 متر بـ”الاعتباطي إلى حد كبير”، مضيفة أن ناطحات السحاب التي يبلغ طولها 499 متراً لا تزال “طويلة للغاية”، لكنها قالت إن الوثيقة الجديدة تؤكد عدم التهاون مع المباني “المُبالغ في حجمها أو غير المتناسقة مع محيطها”.

كما أشارت تشين أيضاً إلى القلق الرسمي المتعلق بالاستخدام “المتهور” للمباني الطويلة، حيث تستخدم الشركات العقارية الأبراج باهظة الثمن غير المربحة للترويج لمشروعاتها العقارية، أو تستخدمها الحكومات المحلية لوضع اسم مدينتهم على الخريطة. 

فوائد اقتصادية: ولهذا فإن القيود الجديدة لها فوائد اقتصادية بقدر فوائد التخطيط والتصميم. فبعد ارتفاع معين تتضاعف تكلفة بناء ناطحات السحاب مع إضافة كل طابق جديد. وتنتشر الأبراج غير المكتملة بناءها في أرجاء سماء الصين بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي ومواجهة المطورين العقاريين ضائقة مالية. 

وفقاً لبيانات مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية توقف بناء حوالي 70 مبنى صينياً، كان من المخطط أن يتجاوز ارتفاعها 200 متر بعد بدء تشييدها بالفعل، وكان من المتوقع أن يتجاوز ارتفاع ثلاثة منها 500 متر، بما فيها مبنى Tianjin’s soaring Goldin Finance 117، الذي بدأ تشييده منذ عقد تقريباً.

بخلاف هذا يحتوي المنشور الدوري أيضاً على عدد من الإجراءات الأخرى، من بينها حظر “تقليد” تصميمات الثقافات الأخرى. ولعل برج إيفل الصيني ومدينة التايمز الواقعة خارج مدينة شنغهاي المستوحاة من معمار لندن من أكثر النماذج الصارخة والمثيرة للسخرية، بشأن انتشار الممارسات التي تحاكي معمار الثقافات الأخرى خلال عقد الألفينات.

تحوُّل رسمي: وقد يعكس هذا التحول الرسمي ببساطة تغيّر ثقافة التصميم في الصين، لكن تشين تقول إن الحظر الواضح المفروض على تقليد تصميمات الثقافات الأخرى قد يكون مفيداً في بلدٍ “معايير الجودة فيه متفاوتة للغاية”.

لكن أحد الإرشادات الحكومية الجديدة يقترح شيئاً جديداً تماماً في الصين، وهو أن يكون لكل مدينة رئيس للمهندسين المعماريين. يُذكر أن موسكو وبرشلونة من بين المدن التي تُعيّن موظفاً للموافقة على طلبات البناء الجديدة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى