كشفت منصة حقوقية سعودية، الإثنين، 8 يونيو/حزيران 2020، عن منع سلطات المملكة الداعية الموقوف، سلمان العودة (63 عاماً)، من الاتصال بعائلته، وذلك خلافاً لما يروج له مؤيدون للسلطة من تمتعه بحقوقه داخل محبسه.
حيث ذكر حساب “معتقلي الرأي”، وهو معني بالمعارضين الموقوفين في المملكة، عبر “تويتر”: “تأكد لنا أن الشيخ سلمان العودة موجود حالياً بسجن الحائر في الرياض”.
ممنوع من التواصل: وشدد حساب “معتقلي الرأي” على أنه “لا يزال ممنوعاً تماماً من الاتصال بالعائلة منذ انتشار مقطع اتصاله الأخير منتصف مايو/أيار الماضي”. وأردف: “نطالب السلطات بإنهاء اعتقاله التعسفي، والإفراج عنه فوراً من دون قيد أو شرط مسبق”.
وسبق أن بث حساب “معتقلي الرأي”، منتصف مايو/أيار 2020، ما قال إنه تسجيل مصور لمكالمة هاتفية تجمع سلمان العودة وهو “مرهق”، من داخل أحد سجون المملكة، مع والدته وابنته، في أول تسجيل صوتي له من داخل محبسه.
وآنذاك رأى مؤيدوين للسلطة، عبر “تويتر”، أن مكالمة سلمان العودة تفند مزاعم تعرضه لسوء معاملة في السجن أو تعرض صحته لخطر، في مقابل تأكيد آخرين أن قِصر مدة المكالمة وسرعتها تدلان على معاناته.
غير أن تغريدة “معتقلي الرأي” أيدت صحة ما ذهب إليه الفريق الثاني من أن العودة يعاني من عدم تمكنه من إجراء اتصال بأسرته.
تعذيب بالسجن: وفي نهاية 2019، قال عبدالله، نجل الداعية السعودي: “والدي يتعرض لمعاملة في السجن تُصنف دولياً على أنها تعذيب”.
أضاف: “والدي كان يُحرم من النوم عدة أيام، ويُترك مقيداً في العزل الانفرادي، ويتم تقديم الطعام له في كيس صغير يُرمى له وهو مقيد، فيضطر إلى فتح الكيس بفمه”.
فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الرياض، غير أنها عادة ما تشدد على استقلال قضائها ونزاهته، وحسن معاملة سجنائها.
اعتقال العودة: وأوقفت جهات أمنية العودة من منزله بالرياض، في 9 سبتمبر/أيلول 2017، ضمن حملة اعتقالات شملت رموزاً في “تيار الصحوة”، أكبر التيارات الدينية بالمملكة.
وبعدها بعام خضع العودة لمحاكمة لم تنته بعد.
في حين طالبت النيابة العامة بإعدامه بتهم ينفيها، منها: الانتماء لمنظمة محظورة (تقصد رابطة العلماء المسلمين)، و”عدم الدعاء لولي الأمر”، و”السعي للإفساد في الأرض”.
? عاجل
مكالمة بالصوت للشيخ د. #سلمان_العودة من داخل سجنه مع والدته وابنته غادة.#ليلة_القدر pic.twitter.com/nqcqBpXR5L
الله يبارك اللهم احفظ الشيخ وارجعه الى اهله سالما غانما وجميع معتقلي السجون الاحرار والشيوخ الافاضل
اللافت أنه قبل اعتقال “العودة”، سبق أن اتصل الملك سلمان به لتعزيته في وفاة زوجته وابنه في حادث سيارة.
من هو “العودة”؟ يوصف الشيخ سلمان العودة بأنه من أبرز وجوه تيار “الصحوة” بالسعودية، إذ ذاع صيته في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، قبل أن يتم اعتقاله عدة مرات، كان آخرها في سبتمبر/أيلول 2017، حيث يواجه حكماً بالإعدام.
كانت المحكمة الجزائية المتخصصة السعودية أعلنت عن تأجيل موعد النطق بالحكم على الشيخ #سلمان_العودة أكثر من مرة، بحسب ما نشره حساب معتقلي الرأي في موقع تويتر، الذي ينقل أخبار المعتقلين في السعودية.
جلسات المحاكمة: وكان عبدالله، نجل الشيخ سلمان العودة، قد قال في وقت سابق، إن والده حضر آخر جلسات المحاكمة، بالمحكمة المتخصصة في الرياض، وعلَّق عبدالله العودة في تغريدته على الخبر، قائلاً: “أسأل الله رب العزة والجلال أن يفرج عنه والبقية”.
حيث قال عبدالله، في وقت سابق، إن عائلته فوجئت باتصال من إدارة السجن الذي يُحتجز فيه والدهم، لتخبرهم بأنه نُقل على عَجَل إلى الرياض.
