آخر الأخبار

كان حكراً على الطبقة الأرستقراطية.. مغربيات على طريق احتراف “ركوب الأمواج” عالمياً

توسَّطت الشمس الدافئة سماء مدينة الرباط، قبل أن تلِج ليلى نادي “surfing” بشاطئ “الأوداية”، ألقت التحية سريعاً قبل أن تتوجه لمخدع صغير لتغيير ملابسها وارتداء بذلة داكنة من قطعة واحدة، حاملةً لوح التزلج الخاص بها.

منذ 5 سنوات دَأبَت ليلى مبتسم (35 سنة) على شقِّ التَّجمعات على الشاطئ، التي ألِفت تواجد شابات يمارسن “الرَّكمجة”، باحثة عن أمواج عالية لممارسة هوايتها المفضلة.

قبل سنوات قليلة، كانت “ركوب الأمواج” رياضة غير معروفة بين الأوساط الشعبية بالمغرب، مُقتصرة على أجانبَ وعسكريين وبعض أفراد الأسر الثَّرية ممن اتخذوا من الشواطئ الجنوبية للمملكة كمدينتي “أغادير” و”الداخلة”، مكاناً خاصاً لهم بعيداً عن أعين العامة.

يعود جلال المدكوري، رئيس “جمعية نادي عالم التزلج الخاصة بركوب الأمواج”، بذاكرته إلى بدايات رياضة “التزلج” في المغرب، موضحاً أنها كانت مقتصرة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم على قلة من المقتدرين مادياً، وأن الأجانب هم من أدخلوا هذه الرياضة للمغرب، ممن كانوا يسافرون من أجل الاستمتاع بأمواج الشواطئ المغربية وأشعة الشمس.

لم يجد المغاربة بُدّاً من التعلق بركوب الأمواج؛ إذ استحوذت عليهم الرغبة لتعلمها، بعدما انتشرت الجمعيات والنوادي التي تُعنى بهذه الرياضة، وأصبحت تستقطب الجميع بمن فيهم الأطفال.

تتحدث الشابة المغربية ليلى مبتسم، وهي إدارية بجامعة محمد الخامس بالرباط، بكثير من الحماس وتقول: “لَطالما مارست الرياضة وكنت محبة لها، إلا أن “التزلج” مختلف تماماً، بسبب الارتباط والاحتكاك مع البحر والطبيعة، ما لا أجده في أي رياضة أخرى”.

وإن كانت تخفف هذه الرياضة من توتر ليلى، فإن قضاءها فترةً تتراوح ما بين ساعة وثلاث ساعات داخل البحر -بحسب حالة الطقس وارتفاع الأمواج- تجعل منها امرأة أخرى، وتُمكِّنُها من التحكم في ضغوط الحياة التي تواجهها طيلة الأسبوع، حسب تعبيرها.

استرخاء قد لا يُبدِّده إلا بعضُ المضايقات التي تبقى “حالات قليلة” وفق ليلى، موضحة: “هم رجال لا يعرفون ما هو “التزلج” أو لا يفهمون ماهيته، ويتم التدخل بهدوء من طرف زملاء في النادي، لإخبارهم أن هؤلاء السيدات أتَينَ إلى الشاطئ، ويلبسن تلك البذلة لممارسة الرياضة، وليس لأي شيء آخر”.

تلقى ليلى دعماً من عائلتها التي لا تمنعها من السفر لاستكشاف شواطئ جديدة، لكن مع ذلك فإن والدتها كانت ومازالت تبدي تخوفها من هذه الرياضة، خاصة بعد حادث عرضي تعرضت له ليلى خلال التدريبات، إذ أُصيبت بشاطئ نواحي مدينة “أغادير”، تقول: “أُصبت على مستوى رأسي، حيث توقفت عن ممارسة هوايتي مدة شهرين كاملين إلى حين التعافي، لكنها تبقى تجربة علّمتني ضرورة توخي الحيطة والحذر” .

لم يقتصر شغف المغربيات على الهواية، بل بتنَ يشاركن في بطولات محلية ووطنية عديدة. يقول المدكوري، الذي أسس ناديه قبل نحو 20 عاماً: “هناك شابات يتمتعن بمستوى جيد على المستوى الوطني، إلا أنهن بالمقارنة مع الأوروبيات مازلن بحاجة إلى الكثير من التمارين، ليتمكنّ من الدخول معهن في منافسة”.

ويرى أنه لا اختلاف بين المرأة والرجل، حيث “باتت تستطيع اللاعبة اختيار الوقت المُناسب للتدريب، كما يُوفر النَّادي مُدرِّبين يُساعدونهن في البداية، ويسهَرون على مُراقبتهن؛ مخافة التعرض لأي مخاطر تؤثر على سلامتهن”، ويرى أن المغربيات سيكون لهنّ مستقبل كبير في هذه اللعبة على الصعيد العالمي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى