سيدتي

جراحة أو ليزر أو كريمات التقشير.. كيف تقللين علامات التمدد بعد الحمل؟

هناك بعض النساء اللواتي يناسبهن الحمل، فتصبح بشرتهن صافية وشعرهن لامعاً ويزداد جمالهن عامةً، ثم هناك الآخريات اللائي يُمثلن 90% من النساء! 

بقدر ما قد يكون الحمل رائعاً، قليلات فقط يحصدن محاسنه الجمالية. إذ تشمل أعراضه المعتادة التي تُعد من سلبيات الحمل: زيادة الوزن والانتفاخ والدوالي وتصبُّغ الجلد. 

وبعده، تمر عديد من النساء بتساقط الشعر وترهل الجلد والطفح الجلدي، وعلامات التمدد التي ربما تُعد العارض الأكثر فظاعة للحمل

تظهر علامات التمدد فيما لا يقل عن 50% من حالات الحمل (بحسب موقع BabyCenter). 

وعادة ما تبدأ في الظهور على البطن بالثلث الأخير من الحمل، أو في الأسابيع الأولى من الولادة، لكنها قد تظهر أيضاً على الأفخاذ والأرداف والصدر؛ أي في أي مكان يحتوي على تركيز عالٍ من الخلايا الدهنية.

تُسمى تقنياً بخطوط الحمل، وهي تظهر نتيجة التمدد المُفرط للجلد. إذ كلما كبرت البطن أكثر لتناسب حجم الجنين، ازدادت مساحة الجلد أيضاً. 

والجلد مطاطي بدرجة ما، إلا أنه خلال الحمل (وأي فترة تتميز باكتساب وزن كبير) يمكن أن يتمدد كثيراً وبسرعة بالغة. وينتج عن هذا تمزق الأدمة؛ وهي الطبقة الوسطى من طبقات الجلد الثلاث. 

وفي هذا تُسحب هياكل الأنسجة في الأدمة بعيداً عن بعضها البعض، وهو ما يُحطم حزم الكولاجين الموجودة فيها. وتكون النتيجة ندوباً على شكل خطوط باللون الوردي أو الأحمر أو الأرجواني. 

يوحي مصطلح “ندبة” بأنها أبدية، إذن فما المغزى من كل منتجات علامات التمدد الموجودة؟ هل هناك ما يمكن فعله لتلك الخطوط على بطون النساء في أنحاء العالم؟

في هذا التقرير، نلقي نظرة على بعض العلاجات المحتملة لعلامات التمدد، الوقائية والعلاجية على السواء. وسنكتشف أيها الأكثر عرضة للإصابة بها، وماذا يمكن فعله حيالها وما العلاجات التي لا تُجدي كثيراً.  

وفي حين تُصاب أغلب النساء بعلامات التمدد، إلا أن الكثيرات لا يحصلن عليها. ومن الصعب معرفة ذلك مسبقاً إلى أن يتم الحمل.

غير أن هناك بعض عوامل الخطر.

هل أُصيبت والدتك بعلامات التمدد؟ هل تملكها أختك؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فالأرجح أنك ستحصلين عليها.

العنصر الوراثي هو أحد عوامل الخطر في الإصابة بعلامات التمدد، لكنه من الأمور التي لا تخضع لسيطرة المرأة. وثمة عوامل أخرى لا تخضع بدورها لسيطرة المرأة، من بينها كبر حجم الجنين، أو الحمل في توأم أو زيادة حجم السائل السلوي. 

لكن هناك عوامل مختلفة يمكن التحكم فيها. 

على سبيل المثال، يؤثر مقدار الوزن الذي تكسبه المرأة خلال حملها، وسرعة اكتسابه، في فرص الحصول على علامات التمدد، وعلى مدى حدَّتها إذا ظهرت. 

إذ إن اكتساب 22 كيلوغراماً سيُؤدي إلى تمدد الجلد بصورة أكبر، مقارنة باكتساب 11 كيلوغراماً فقط، واكتساب هذا الوزن على مدار أشهر الحمل كلها سيُتيح للجلد وقتاً أكبر للتأقلم مقارنة باكتساب الوزن نفسه في الشهر الأخير فقط.

والنظام الغذائي من العوامل الأخرى التي يمكن التحكم فيها؛ فالنظام الغذائي الصحي يُقلل حدة علامات التمدد. 

ومن شأن شرب المياه تحديداً بكمياتٍ كبيرة إلى جانب العناصر المغذية مثل حمض السيليك وفيتامين A وC وE والبروتينات الصحية والزنك، أن يزيد مرونة الجلد، في حين قد يقلل الإفراط في تناول الكافيين من هذه المرونة. (وفقاً لموقع MedicineNet).

وفيما يخص إنفاق المال على منع ظهور علامات التمدد، فلن تحصلي على الكثير في المقابل. إذ إن كثيراً من النساء ينصحن بقوة بالكريمات والمرطبات والزيوت التي تُباع دون وصفات طبية، غير أنه لا توجد أدلة موثوقة على فاعليتها في الوقاية من أي شيء باستثناء الحكة، وهي ليست هينة.

إذ يتهيج جلد بطون النساء الحوامل كعارض جانبي للتمدد وللهرمونات كذلك. وقد لا يُجدي وضع مكونات مثل اللانولين وزبدة الكاكاو كثيراً مع علامات التمدد، لكن تأثيرها سحري لمشاكل البشرة الأخرى. 

هنا يأتي دور تدابير ما بعد الولادة.

الاستلقاء على الظهر في أواخر فترة الحمل، يُقلل تدفق الدم إلى المشيمة و الجنين

بينما ليس من السهل أن تمنعي ظهور علامات التمدد، ثمة طرق فعالة للتخلص منها، أو على الأقل تقليلها، خصوصاً إذا كنتِ مستعدة لإجراء عملية جراحية.

لا يُعد الحل الجراحي ضرورياً إذا كنتِ تريدين بعض التحسن فحسب، وليس علاجاً نهائياً. فالعلاجات الموضعية هي النهج الأقل عنفاً، بحسب ما نشره موقع How Stuff Works

يمكن أن تقلل منتجات التقشير مثل التريتينوين (Retin-A) وحمض الجليكوليك- التي تزيل الطبقة العليا من خلايا البشرة لتحفيز تكوّن جلد جديد- من حدة الندوب. إلا أن استخدام الطرق الأقل خشونة على البشرة يعني الحصول على نتائج أقل فاعلية. 

إذن فهذه لن تحقق لك المعجزات.

من الخيارات التي تحقق نتائج ملحوظة أكثر من العلاجات الموضوعية ودون تدخل جراحي أيضاً، الإزالة بالليزر. 

إذ يستخدم طبيب الجلدية أو جراح التجميل ضوء الليزر بالأساس لحرق الجزء الذي يحتوي على ندوب في الجلد، حتى ينمو مكانه جلد جديد. 

ويُقلل هذا بلا شك، من مظهر علامات التمدد، وهو حل أقل حدة من الجراحة، ولذا فإن وقت استشفائه أقل بكثير. إلا أن نتائجه ليست سحرية. 

لكي تحصلي على معجزة تجميلية، سيكون عليكِ على الأرجح اللجوء للجراحة. وهي تُعد بالأساس عملية لشد البطن، وفيها يزيل الجراح الجلد الذي يحتوي على الندوب تحت السرة، ويطوي البطن تقريباً. وتخلصك هذه العملية من علامات التمدد تماماً (ومعها انتفاخ البطن المصاحب للحمل). 

إلا أن هناك آثاراً جانبية لهذه العملية، لأنها شديدة القسوة على البشرة، فهي تتطلب وقت استشفاء طويلاً وغير مريح؛ وهو ما لا يُعد مثالياً لأم حديثة الولادة لديها رضيع متطلب. كما أنها باهظة الثمن، وليست مشمولة في التأمين الطبي.

يُعد العلاج بالليزر أقل تكلفة لكنه لا يزال غير مشمول في التأمين الطبي. أما المنتجات الموضعية فهي الخيار الأقل تكلفة.

وفي النهاية، ما لم تكن علامات التمدد بالغة الحدة، أو كنتِ لا تتهاونين مع نقص الكمال، فربما ستفضلين الانتظار، إذ إنها تختفي بدرجة كبير بمرور الوقت. 

وفي غضون عام أو أقل، ستتحول تلك العلامات من الأحمر الشديد إلى الأبيض، وستتخذ مظهراً كئيباً بعض الشيء. ستظل موجودة، لكنكِ على الأرجح لن تلاحظيها إلا إذا بحثتِ عنها. 

ولن يكون هناك متَّسع من الوقت لذلك في وجود طفل صغير تلاحقينه.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى