لايف ستايل

لماذا يبكي الرجال بعد الخيانة؟ الندم ليس السبب دائماً

لماذا يبكي الرجال بعد الخيانة؟ قد يكون ذلك تعبيراً عن الندم الحقيقي في بعض الأحيان، إلا أنه قد يكون أيضاً مجرد محاولة لـ”كسب التعاطف” ولعب دور الضحية، وفقاً لعلماء النفس وخبراء العلاقات الزوجية.

لكن، كيف يتم التمييز بين “دموع الندم” و”دموع التماسيح”؟ وإلى جانب البكاء، ما هي أغلب الأعذار التي قد يتذرع بها الطرف الخائن؟ وكيف من الممكن التأكد من عدم التعرض للخيانة مرة أخرى؟

إحدى أكثر اللحظات تدميراً في أي علاقة زوجية، هي اللحظة التي تكتشف فيها إحداهن أن زوجها قد قام بخيانتها، ستتألم بشدة وتصب جام غضبها على زوجها الخائن، الذي لن يستطيع الدفاع عن نفسه بحجج منطقية، فقد تم ضبطه بالجرم المشهود وزوجته محقة تماماً بغضبها، وفي ظل ارتباكه قد يلجأ إلى السلاح الذي يُعرف عادة بأنه سلاح النساء: “الدموع”.

وفقاً لما ورد بموقع The List، قد يشير البكاء في هذه الحالة إلى أن الطرف الخائن نادم  فعلاً على تصرفاته، لكن قد يعني البكاء أيضاً أنه يحاول “كسب التعاطف” في معركة خاسرة، لتجنب المساءلة واللوم.

يقول خبير العلاقات أبريل ماسيني لصحيفة Bustle: “يسعى الخائنون عادة إلى تحويل مسار التعاطف من الضحية “الزوجة” إلى أنفسهم، وذلك لتجنب تحمُّل مسؤولية أفعالهم، وقد يصورون أنفسهم على أنهم قد تعرضوا للخداع ولم يكونوا يملكون خياراً فيما ارتكبوه،  ويشبِّهون خيانتهم بالإدمان ويطلبون المساعدة للتخلص منها كتأكيد إضافي على أنهم لم يكونوا سوى ضحايا”.

لا يحاول الطرف الخائن كسب تعاطفك فحسب، بل يسعى كذلك للتلاعب بمعتقداتك وجعلك تعتقد أنك مخطئ في أحكامك، تعتبر الدموع أحد أبرز الأسلحة التي قد يستخدمها لتحقيق هذا الهدف.

وفقاً لـ”ماسيني”: “عندما ينفجر الخائنون بالبكاء ويدَّعون أن خيانتهم كانت لمرة واحدة فقط- المرة التي تم ضبطهم فيها- ويبدؤون بالإنكار ومحاولة إقناع شركائهم، بشتى الطرق بأنهم الضحية هنا، وأنه من غير الإنصاف إلقاء كل هذا اللوم عليهم، فهم بذلك يحاولون التلاعب بمعتقدات شركائهم وإيهامهم بأنهم مخطئون في أحكامهم، وبذلك لا يسمحون للطرف الآخر بالتحدث من منطلق قوة ويقلبون الموازين لصالحهم”.

ولكي نكون منصفين، علينا أن نذكر أن البكاء قد يكون بالطبع دلالة على الندم، لكن وكما ذكر الطبيب النفسي ديان كيرشنر لموقع Psychology Today: ” في حين قد يكون البكاء دلالة على الندم الحقيقي، يجب ألا نأخذ الأمور من ظاهرها، فالنادم حقاً سيفعل المستحيل للتكفير عن ذنبه وإنجاح العلاقة، ولن يكتفي بمجرد البكاء، فإذا كان شريككِ نادماً فسيقطع علاقاته بالنساء الأخريات ويكرّس جهده فقط لإنجاح علاقتكما واستمرار زواجكما، وسيناقش معك الطرق اللازمة لإصلاح العلاقة بدلاً من إنكار أسباب الخلاف بينكما”.

إلى جانب البكاء، هناك عدة أمور يميل الخائنون إلى قولها بعد أن يتم ضبطهم للتلاعب بعقول شركائهم وفقاً لصحيفة Bustle، أبرزها:

إنكار فعلتهم: وفقاً لخبير العلاقات أبريل ماسيتي، فإن أسهل الأعذار التي قد يتبناها الطرف الخائن هو إنكار الخيانة. وبالنسبة للزوجات اللواتي لسن على استعداد لتصديق ما حدث، سيشكل الإنكار راحة كبيرة لهن، بشكل مؤقت على الأقل، مما يجعل الإنكار أداة عظيمة بأيدي الخائنين.

الهجوم: بعض الأزواج يلجأون إلى الهجوم كوسيلة دفاعية، فيتهم زوجته بأنها قد فقدت عقلها لمجرد التفكير في أنه قد يخونها، حتى لو كانت كل الأدلة تشير إلى ذلك.  

لقد حدث ذلك مرة واحدة: يؤكد الخائن أنه لم يقم بهذا الفعل سوى مرة واحدة كأن مرة واحدة ليست ذات أهمية؛ ومن ثم لا داعي لكل هذا الهجوم من الطرف الآخر، فهي بالنهاية مجرد نزوة عابرة.. وهذه طريقة أخرى قد يستخدمها الطرف الخائن للتهرب من المسؤولية، وخلق الشعور بالذنب لدى شريكه.

كل شيء قد انتهى: غالباً ما يقول الطرف الخائن إن كل شيء قد انتهى الآن ولا داعي للحديث عن الماضي، وهو عذر آخر يحاول إيهام شريكه من خلاله بأنه يبالغ في غضبه ورد فعله، وأن الغضب الذي يُظهره الطرف الآخر هو سبب تأزم العلاقة بينهما وليس الخيانة.  

“أحتاج إلى المساعدة”: البعض الذي يلجأ إلى البكاء لكسب التعاطف، يلجأ إلى هذه الحجة أيضاً للسبب ذاته، إذ يصر على أنه لم يكن سوى ضحية أخرى في هذا الأمر، وأنه يحتاج إلى المساعدة للتغلب على نزواته .

ذكرنا سابقاً أن الدموع قد تكون فعلاً تعبيراً عن الندم الحقيقي، فإذا قررت إعطاء فرصة ثانية وفي الوقت نفسه أردت عدم تعرُّضك للخيانة مجدداً من الشخص ذات، فيجب التأكد من أن شريكك يسعى حقاً لإنجاح علاقتكما ونسيان الماضي.

وفقاً لموقع Psychology Today، فإن إعطاء فرصة ثانية قد يكون خياراً لبعض الزوجات، لكن في حال كان شريكهن يُبدي سلوكاً يدل على أنه من الممكن أن يخون ثانية فمن الصحي قطع العلاقة بدلاً من الاستمرار بالدوران في حلقة مفرغة.

قد تدل بعض العلامات على أن الطرف الآخر لم يعد مهتماً باستمرار العلاقة كما كان في السابق، كأن تتغير تصرفاته فجأة ويبدأ بالتأخر كثيراً في العمل، أو أن يصبح ميالاً فجأة إلى القيام برحلات لا يمكنك مرافقته فيها، أو تظهر لديه هوايات جديدة لا تشملك، أو أن يصبح سريع الغضب وصعب الإرضاء على غير العادة.  

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى