لايف ستايل

مؤشر كتلة الجسم لم يعد مجدياً في قياس الوزن المثالي.. كيف تعرف إن كنت تعاني من السمنة؟

هل تحتاج إلى إنقاص وزنك؟ لا نقصد رغبتك في ذلك، بل نتحدث هنا عن حاجة جسدك صحياً لإنقاص وزنك والوصول إلى الوزن المثالي. كيف تعرف عدد الكيلوغرامات اللازم عليك التخلص منها؟ غالباً  يعرف الناس الإجابة عبر قياس مؤشر كتلة الجسم (أو BMI)، لكن هل هو الأدق حقاً لإخبارنا الإجابة؟ هذا ما سنستعرضه في التقرير التالي.

اختُرِعت صيغة مؤشر كتلة الجسم، في أوائل القرن التاسع عشر بواسطة عالم الرياضيات البلجيكي، لامبرت أدولف جاك كويتليت،  بوصفه مقياس سريع للسمنة، وهو عبارة عن حساب الوزن بالكيلوغرام مقسوماً على مربع الطول بالأمتار.  

ومع ذلك، لا تزال تلك الصيغة تستخدم بانتظام حتى يومنا هذا بواسطة أطباء متخصصين، لتحديد ما إذا كانت كمية الدهون لدى الشخص تقع في مستوياتها الصحية أم لا. ووفقاً لموقع NHS الإلكتروني، يتراوح مؤشر كتلة الجسم المثالي بين 18.5 إلى 24.9 بالنسبة لمعظم البالغين.

لكن هل تحقيق هذه المعادلة الرياضية كافٍ لتكون أجسادنا صحية؟ لا تعتقد الدكتورة مارغريت أشويل المتخصصة في الكيمياء الحيوية ذلك، ولسنوات عدة كانت تجادل بأن مؤشر كتلة الجسم ليس بمقياس مثالي.  

إذ تقول لصحيفة The Telegraph البريطانية: “بالرغم من أنه قد يكون من المفيد قياس السمنة العامة، فإن مؤشر كتلة الجسم يقيس العضلات والدهون، لذلك لا يميز بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة كتلة العضلات والوزن الزائد”.  

لعقود، انشغلت الدكتورة مارغريت بتوضيح هذه الحقيقة عبر الاستعانة بملصق فيلم Twins الذي أنتج في ثمانينات القرن الماضي، إذ تساوت مؤشر كتلة الجسم للنجم أرنولد شوارزنيجر مع مؤشر كتلة الجسم للنجم داني دي فيت و(في ذلك الوقت)، رغم اختلاف بنيتهما الجسمانية. 

منذ ذلك الحين، ظهرت تقارير عن رياضيين من ذوي العضلات، مثل كريس هوي، راكب الدراجات الذي تبلغ نسبة مؤشر كتلة الجسم لديه 27.2، بما يجعله يندرج في فئة “الوزن الزائد” على مقياس مؤشر كتلة الجسم رغم جسمه الرياضي الذي لا يحظى به كثيرون.

لطالما كان معروفاً أن السمنة المركزية تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسكتات الدماغية. في ضوء ذلك، فإن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يمتلكون مؤشر كتلة الجسم في النطاق “العادي”، يمكن أن يكون لديهم نسبة عالية جداً من الدهون الحشوية.

لذلك فإن القياس الأكثر أهمية بالنسبة لمارغريت هو نسبة الخصر إلى الطول، والتي تعني محيط الخصر للشخص مقسوماً على طوله. وتوضح: “يشبه مؤشر كتلة الجسم حادث سفينة التيتانيك. إذ يسمح لك فقط برؤية قمة جبل الجليد (السمنة في حالتنا هذه) عندما يكون الوقت قد فات، ولا يميز بين الأفراد الذين لديهم أنواع مختلفة من توزيع الدهون”.

على جانب آخر، فإن الدهون الحشوية (وهي الدهون التي تكتسبها حول وسط/ خصرك، وتلتف حول أعضائك) تعد أكثر خطورة بشكل ملحوظ من الدهون المتراكمة تحت الجلد التي يمتلكها “الأشخاص ذوو الجسد كمثري الشكل” في الفخذين والمؤخرات. 

في “اختبار الخيط” البسيط للدكتورة مارغريت، يمكنك قياس طولك بالخيط، ثم طيه إلى النصف والتحقق مما لو أمكن لفه بشكل مريح حول خصرك. وتقول: “ما بين 0.4-0.5 يعد نطاقاً جيداً. وأقل من 0.4، وبين 0.5 و0.6، نصيحتي هي: “احذر”. أما أعلى 0.6 فهو نطاق: “اتخاذ إجراء وتخفيض وزنك”. 

لكن في مؤشر كتلة الجسم الذي عندما يصل إلى 25 يعد عتبة “الوزن الزائد”، و30 “للسمنة” و 40 “للسمنة المفرطة” كان، حسبما تقول مارغريت “مجرد اختيار براغماتي، سهل، وغير دقيق.

بعد معاناته مع فيروس كوفيد-19، استيقظ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ليجد وزنه قد زاد بعض الكيلوغرامات ضمن العواقب الصحية المترتبة على إصابته بالمرض، كما أشار جونسون مؤخراً إلى أن مواطني المملكة المتحدة كانوا “أكثر بدانة” من الدول الأوروبية الأخرى بشكل ملحوظ، وأنهم سيكونون “أكثر مقاومة لأمراض مثل فيروس كورونا إذا تمكنا من التصدي للسمنة”. 

كما ترى الدكتورة مارغريت أشويل ارتباطاً بين كوفيد وبين اللياقة البدنية. إذ تقول: “بالإضافة إلى تعرضك لخطر الإصابة بحالات صحية مزمنة، يمكن أن تؤدي السمنة في منطقة البطن أيضاً إلى إضعاف جهاز المناعة، وعمل الجهاز التنفسي. وقد يكون هذا هو السبب في احتمالية معاناة أفراد مجتمعات السود والآسيويين (الأميل للإصابة بالسمنة في منطقة البطن) من أعراض شديدة للأمراض المعدية، مثل كوفيد-19”.

وقد كانت مرحلة الإغلاق والحجر المنزلي، وما تلاها مباشرة، سيفاً ذا حدين. ففي الحياة المعتادة كان “التنقل النشط” مساعداً على اللياقة البدنية، سواء ركوب الدراجات أو الجري إلى العمل، أو حتى السير مسافة 500 متر المعتادة التي نقطعها إلى المحطة. لكن من ناحية أخرى، وجد الكثيرون المزيد من الوقت لبدء برامج للياقة البدنية”.

ومع هذا الربط المستمر بين أوزاننا وصحتنا، يبدو أن علينا معرفة الطريقة الأمثل لقياس كتلة أجسادنا، بعيداً عن مؤشر كتلة الجسم المختلف حول دقته.

المنطق يقول إن اللياقة البدنية تقلل وجود الدهون خصوصاً المتراكمة في منطقة الخصر. لكن هل يُمكن للجميع أن يكونوا لائقين بدنياً؟ وهل يمكن لهم أن يتخلصوا بسهولة من الوزن الزائد؟ خصوصاً مع ارتباط هذه الدهون الزائدة بمشاكل صحية عديدة، واللياقة البدنية بحياة أطول  عمراً.

في عام 2010، أشارت دراسة أُجريت على 35 ألف شخص من دورية الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن المشي السريع ارتبط بالعيش لوقت أطول. فقد زادت احتمالية وصول مَن مشوا بسرعة 0.7 متر (متر إلا ربع) في الثانية إلى متوسط عمرهم المتوقع. ومع كل زيادة بمقدار 10 سنتيمتراً في السرعة، انخفضت احتمالية وفاتهم في العقد التالي بنسبة 12%. وربط بحث منفصل أُجري في 2018 بين قوة القبضة وطول العمر. 

وفي العام الماضي، درس ستيفانوس كاليس، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، مجموعة من رجال الإطفاء، واكتشف وجود صلة بين قدرة رجال الإطفاء على القيام بتمرينات الضغط، وصحة قلوبهم، إذ انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

هذا، ويقول الدكتور مايكل جوينر، عالم الفسيولوجيا بمركز مايو كلينك الأمريكي المرموق إن تمرينات الضغط علامة ضمن قصة متسقة حول القدرة على ممارسة تمرينات الجسم بأكمله وانخفاض معدل الوفيات. لكن وفقاً للدكتور جوينر، لا يستطيع سوى 20 إلى 30% من البالغين القيام بتمرينة ضغط واحدة، ولكن يمكن لأي شخص تقريباً أداء 30 أو 40 تمرينة ضغط إذا عملوا على ذلك (ما داموا لا يعانون من مشكلة في الكتف أو يعانون من السمنة حقاً). 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى