لايف ستايل

ما الأشياء الصغيرة التي تفعلها فتجعلك غير محبوب بين الناس؟

يُعتبر القبول مفهوماً
غريباً. ففي النهاية، من يملك تحديد ما إذا كنت مقبولاً أو لا؟ إن كنت تسعى طوال
حياتك لفعل كل ما بمقدورك لتصبح مقبولاً (وتتجنب تنفير الناس)، فلن تعيش حياتك
حقاً، بل ستعيش الحياة التي يعتبرها الآخرون مقبولةً.

باعتباري شخصاً على طريق
التعافي من السعي المستمر لإرضاء الناس، واجهت صعوبة في فهم ما يجعل الإنسان
مقبولاً أو منفراً، وكيف يمكن الحفاظ على علاقات شخصية قوية مع الآخرين دون خسارة
نفسي في الطريق إلى ذلك.

فيما يلي، سألت خبيرةً لفهم الطبيعة المُعقدَّة للقبول بطريقة أفضل:

اعتدتُ فعل كل ما في وسعي
لجعل نفسي مقبولاً قدر الإمكان، بحيث أتمكن من تجنب التعامل مع الأحكام وخيبات أمل
الآخرين في. يمكن تخيل إمضاء حياتك كلها في محاولة إسعاد الآخرين ومقدار الألم
الذي سيسببه لك الشعور بأنه حتى التضحية بسعادتك لمن حولك تبدو غير كافية. لقد
أردت باستماتة فهم الطريقة التي تمكنني من منح سعادتي الأولوية القصوى، لكنني لم أستطع
معرفة كيف يمكنني التوقف فجأة عن الاهتمام برأي الآخرين فيَّ.

وفقاً لجوانا فيليدور،
أخصائية الزواج والأسرة المرخصة بموقع Talkspace، ففي
أعماقنا، يهتم الجميع، على الأقل بدرجة ضئيلة، بآراء الآخرين فيهم. ولذلك تقول إن
التركيز على “ما يعتقده الآخرون فيك” غير مفيد. بدلاً من ذلك، ترى أن
الأهم هو تحديد السبب وراء ميولك لإرضاء الناس: هل يرجع ذلك لكونك محباً للكمال
وترغب في تبدو شخصاً مثالياً أمام الآخرين؟ أم ربما تعاني مشكلات مع السيطرة وتتحفز
حين لا تكون متحكماً في رأي الناس فيك؟ توضح فيليدور أنه “بمجرد تحديد السبب،
سيصبح تعلم طريقة التكيف مع الخلاف والآراء المختلفة من الآخرين أسهل”.

أقلق طوال الوقت من أنني ربما
أفعل شيئاً منفراً أغفله تماماً. وتجد فيليدور أن معظم الناس يدركون السلوكيات
التي يمارسونها والتي تجعلهم منفرين، لكنهم يختارون عدم الاستماع إلى غرائزهم لعدة
أسباب مختلفة، مثل عدم معرفة كيف يثقون بأنفسهم أو ربما بسبب الصدمات التي مروا
بها.

لذا، بدلاً من القلق من فعلك
شيء منفر، من الأفضل استخدام طاقتك في التركيز على تنمية ثقتك بنفسك. فحين يكون
لديك شعور داخلي أكبر بالثقة بنفسك، ستتمكن من تقييم نفسك وسلوكك بطريقة أدق.
وتوصي فيليدور بتوجيه أسئلة إلى نفسك مثل: هل كان جزء منك يشعر بالنفور أو بأنك
تفعل شيئاً خاطئاً حين كنت تقدم على هذا التصرف؟ وتقول: “في أغلب الأحيان،
ينخرط الناس في سلوكيات معينة لا لأنهم أشخاص سيئون، بل لأنها طريقتهم للتعامل مع
التفاعلات الصعبة”.

جزءٌ مما كان عليَّ تقبله خلال
تعافيَّ من السعي لإرضاء الناس، هو أن بعض الناس سيجدك منفراً لا محالة. ما زلت أشعر بالضغط حين
أصادف شخصاً لا يتقبلني، لكنني عملت جاهداً كي لا أشخصن ما يقولونه، وبدلاً من ذلك
أظل صادقاً مع نفسي.

توصي فيليدور بالتفريق بين ما
يجعلك حقيقياً مقابل ما يجعلك مفتعلاً، بحجة أن هذه هي الخطوة الأولى لتصبح
مرتاحاً مع نفسك. تقول فيليدور: “لأنه في بعض الأوقات قد تجعل حتى إحاطة
المرء نفسه بالعلاقات الإيجابية منه مفتعلاً. على سبيل المثال، إن كنت تحيط نفسك
بأشخاص ناجحين ولا تشعر أنت بالنجاح، ترتفع احتمالية كذبك بشأن نجاحك”. 

إن لم أحصل على نوم جيد خلال
الليل، أو كنت مضغوطاً، أو أجبر نفسي على المشاركة في حدث لا أرغب الذهاب إليه في
الأساس، أكون متوتراً وأقل “قبولاً” في عيون الآخرين لأنني لا أكون في
أفضل حالاتي.

توضح فيليدور: “لا شك في
أن عدم الاعتناء بالذات جيداً سيؤثر على قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين بطريقة
صحية. فحين لا تكون في أفضل حالاتك، سيصبح من الصعب أن تقدم أفضل ما لديك”.
ووفقاً لفيليدور، فمن الطرق الجيدة للتأكد من أنك لا تُخل بنزاهتك أثناء التفاعل
مع الآخرين، الاعتناء بنفسك ومراعاة منظومة قيمك والتصرف انطلاقاً منها.

توصي فيليدور بوضع حدود صحية للتأكد من أنك تعتني بنفسك ومن أن سلوكك لا ينبع من الاستياء (وهو
ما قد يجده الآخرون منفراً). وتجد أن مهارات العلاج السلوكي الجدلي (DBT) التي تتناول الفاعلية الشخصية مفيدة في وضع الحدود؛ لأنك تتعلم
التعبير عن احتياجاتك بطريقة صحيحة أثناء مناقشة المشكلات والتحديات مع الآخرين.
وتوصي أيضاً بقراءة كتب تتناول الاعتماد المشترك مثل الكتابين التاليين:

كتاب Codependent No More لميلودي بياتي

كتاب Facing Codependence لبيا ميلودي

يحمل سؤال ما إذا كان شخص
يقبلك أم لا أوجهاً كثيرة. فبعض عناصر القبول يمكنك التحكم فيها وبعضها لا. وفي
النهاية، يمكنك التحكم فحسب في أفعالك والعمل على التعافي لتظهر في العالم بأقصى
قدر ممكن من الأصالة الشخصية.

وصولاً إلى ذلك، ربما يكون من
الأفضل طرح السؤال التالي: كيف نحب أنفسنا ونثق بأننا حين نتصرف وفقاً للنزاهة،
سنتلقى قبول الناس المهمين؟.

هذا الموضوع مترجم عن موقع The Ladders الأمريكي.

إليزابيث سو هي مدربة تنفيذية وخبيرة في اليقظة تعمل على إرشاد القائدات الشغوفات في أنحاء العالم ليتمكن من إطلاق كل قدراتهن، واعتناق السعادة، وعيش حياة مُرضية إلى أقصى حد. تعمل سو حالياً على نيل درجة الماجستير في علم النفس الإكلينيكي (بالتركيز على الروحانية والعقل والجسد) وشهادة متقدمة في الجنسانية والنساء والجندر من جامعة كولومبيا.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى