لايف ستايل

أصبت بالغيرة والغل تجاهه لأنه يستحم وينام ويذهب للحفلات.. كنت سأخسر زوجي بسبب إنجاب طفلي الأول

عندما عرفتُ أنني حامل
في طفلي الأول، كنتُ مبتهجة. هرعتُ إلى المتجر القريب لشراء فرشاة وخشخيشة للرضيع.
واتصلتُ بزوجي، ليس لإخباره ولكن لسؤاله ما إذا كان يود أن نلتقي لتناول الغداء.
قلتُ له: أفتقدك. ثم وضعتُ الفرشاة و الخشخيشة اللتين اشتريتهما في حقيبة هدايا.
وتجولتُ في المدينة ومعي نتيجة اختبار الحمل الإيجابية.

كانت سعادة زوجي غامرة
مثلي. لقد مرت الآن سبع سنواتٍ على تلك اللحظة، وما زلت أذكر كيف اتسعت عيناه، في
حين تزداد ابتسامته. لا يزال بوسعي أن أشعر بضمَّة عناقه. وقتها وضع يده على كتفي
وأمسك باليد الأخرى بطني المسطحة ولكن ممتلئة، وبدأنا فوراً نتخيل عائلتنا، ومستقبلنا.  

لكن الأمور تغيرت،
وعلاقتنا تغيرت. وبشكل ما أصبحنا غريبَين يعيشان في بيتٍ واحد. وبحلول عيد الميلاد
الأول لابنتي، كنتُ على استعداد لترك زوجي.

لا أعلم ما الذي حدث.
أعني، ربما كان السبب هو أنني قضيتُ كل أيام أمومتي الحديثة المضطربة  بعد
الولادة أُطعم ابنتي وأغيّر حفاضها و”أحاول” أن أجعلها تخلد إلى نوم
القيلولة. كان عقلي مُستهلَكاً تماماً بها، ومحاولة إبقائها حية وآمنة، وفي الليل،
كنتُ أحاول إنجاز عملي والأعمال المنزلية، وأحاول تعويض بعض النوم.

ماذا كان تأثير ذلك
عليّ أنا وزوجي إذن؟ تعثرت علاقتنا. كان أحدنا يمر بجوار الآخر صامتاً، مثل السفن
في الليل، وعندما كنا نتحدث، كانت أحاديثنا سطحية. تحدثنا عن الأفلام والطقس
وطفلتنا بالطبع، لكن ليس عني أنا أو عنا نحن. لم نتحدث “عنا” قط، لأننا
كنا خائفين، ولأننا لم نكن ندري ما نقول. كنا تائهَين.

لكن لم يكن ذلك كل
شيء، إذ كنتُ مصابة بالقلق ومحرومة من النوم. كنتُ مرهقة وأصرخ في داخلي، وكنتُ
مكتئبة تماماً. وعندما بلغت ابنتي 4 أشهر، شُخصتُ بالإصابة باضطراب الشخصية
المرتابة. وكرهتُ زوجي وحياته التي “لم تتغير”. إذ كان لا يزال يذهب إلى
العمل وإلى الحفلات.. كان لا يزال يخرج بالأساس، وكان لا يزال يستحمُّ يومياً
وينام كل ليلة. لكن لم أستطع أنا فعل ذلك؛ بل كنتُ غير قادرة على الذهاب للمتجر
القريب وحدي، أو إنهاء فنجان القهوة الساخن. 

وقبل أن يمضي وقت
طويل، بدأنا المشاحنات، وكنا نتجادل ونتشاجر. وبدت جدران منزلنا الذي تبلغ مساحته
1400 قدم مربع تضيق علينا. وكنتُ متأكدةً من أن الطلاق آتٍ لا محالة.

لم أرغب في أن أكون مع
هذا الرجل، أو أي رجل.

لستُ فخورة بتلك
الأفكار والمشاعر، خاصة أن الغضب والغيرة ليسا جزءاً من عاداتي، لكن الحقيقة أن
تلك المشاعر راودتني. شعرتُ بالغضب والغيرة في جوفي، وفي صميم وجودي. وكالسيارات
في الحلبة، كانت تدور بسرعة داخل عقلي. وهذا لأن إنجاب طفل يغير كل شيء، وفي حين
أنني حُذرت مما يمكن أن يفعله بي الحرمان من النوم، وكيف أن جسدي لن يسامحني على
ذلك، لم يخبرني أحد كيف يمكن أن يغير إنجاب طفلٍ زواجي. لم يقل لي أحد كيف يمكن أن
تبلغ صعوبة أن أبتلع عبارة “أريد الطلاق” ولا ألفظها.

ماذا فعلنا إذن؟ كيف
خرجنا من هذا الوضع؟ حسناً، لقد بقينا معاً؛ برغم الحزن والصمت والغضب والمحنة.
لكن الأمر لم يكن سهلاً. لم يكن ولن يكون سهلاً أبداً. عندما بلغت ابنتي 8 أشهر،
بدأتُ العلاج النفسي، وعندما بلغت 16 شهراً، بدأنا معاً علاج الأزواج، وحاربنا
للعودة من تلك الهاوية.

مرت الآن 6 سنوات ونصف
السنة، وأنا أعلم أن الأزمة تلوح في الأفق.

لكن هناك المساعدة،
وهناك الأمل، والمعرفة هي نصف المعركة. لقد أنجبنا طفلنا الثاني قريباً، وعلاقتنا تمر
بعثرات شبيهة للغاية بالمرة الأولى.

ولذا إن كنتِ تقرأين
هذا لأنك تعانين، مع نفسك أو في زواجك، فاعلمى أن أفكارك طبيعية. ومشاعرك طبيعية،
وأنك لست شخصاً سيئاً لشعورك بنوبات من الغضب، أو الذنب أو الغيرة. لكن بدلاً من
الانغلاق على نفسك والصمت (كما فعلتُ أنا) أو الابتعاد عن شريكك، اقتربي منه.
تحدَّثي إليه ودَعيه يشاركك. واطلبي مساعدة خارجية إذا ومتى احتجتِ لها. 

هل هذا يعني أن الوضع
سوف يتحسن؟ ليس بالضرورة. الأمور تتغير، والناس تتغير، لكن إذا كنتِ تعرفين أن
هناك تغيُّراً قادماً -وهو طبيعي- فسوف تكونين مستعدة، للأفضل أو للأسوأ.

– هذا الموضوع مترجم
عن موقع SheKnows الأمريكي. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى