أعلن مجلس النواب المصري، الإثنين 20 يوليو/تموز 2020، أن أعضاءه قد وافقوا بالإجماع، خلال جلسة سرية عُقدت اليوم، على إرسال القوات المسلحة في مهمات عسكرية خارج حدود البلاد، وهي خطوة تدعم تهديداً للرئيس السيسي بالتدخل في ليبيا.
بيان مجلس النواب الذي نشرته وسائل إعلام محلية، أشار إلى أن المجلس وعملاً بحكم المادة 152 من الدستور والمادة 130 من اللائحة الداخلية للمجلس، قد دعا إلى الانعقاد في جلسة سرية، بحضور 510 من الأعضاء، وذلك للنظر في الموافقة على إرسال عناصر من القوات المسلحة في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية.
نص البيان كذلك على أن “المجلس قد وافق بالإجماع، على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميليشيات المسلحة والعناصر الإرهابية”.
شارك في الجلسة التي تعد أولى الجلسات السرية لهذه الدورة من البرلمان، وزير شؤون المجالس النيابية المستشار علاء فؤاد واللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع، فيما لم يحضر أحد من العاملين في المجلس الجلسة وفقاً للقانون.
تحركات سياسية: إلا أن تفويض مجلس النواب جاء بعد ساعات فقط من اتصال هاتفي جرى بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتناول آخر المستجدات على صعيد الملف الليبي.
المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، أشار في بيان بوقت سابق من اليوم، إلى أن الرئيسين “أكدا فيه التوافق لتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا وعدم التصعيد، تمهيداً للبدء في تفعيل الحوار والحلول السياسية”.
كما أنه يأتي بعد يوم من عقد السيسي اجتماعاً بمجلس الدفاع الوطني (أعلى هيئة معنية بشؤون الدفاع بالبلاد)، لبحث الأوضاع في ليبيا، اختُتم ببيان دعا فيه إلى ترجيح الحل السياسي للأزمة الليبية.
الخطر التركي: أشارت مصادر محلية إلى أن الجلسة شهدت عدداً من الكلمات لعدد من المسؤولين، كاللواء ممدوح شاهين، وكمال عامر رئيس لجنة الدفاع، وعبدالهادي القصبي رئيس ائتلاف دعم مصر، وغيرهما.
قالت المصادر إن الأحاديث تركزت في معظمها على “الأخطار التي يسببها الوجود التركي في ليبيا، وما يعكسه ذلك من خطر على أمن مصر القومي”، حسبما ما أفادوا، وإن الكلمات الحماسية تبعها استحسان كبير وتصفيق حاد.
النائب في البرلمان مصطفى بكري قال في تغريدة عبر تويتر، عقب الاجتماع مباشرة، إن “قرار مجلس النواب بتفويض الرئيس في إرسال قوات خارج الحدود رسالة لكل من يعنيه الأمر بأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في ليبيا”.
لحدودها من الإرهاب والغزو التركي لأرض ليبيا ، وبعد رفض إعلان القاهره الذي دعا إلي الخيار السلمي ، قرار مجلس النواب بتفويض الرئيس في إرسال قوات خارج الحدود هي رساله لكل من يعنيه الأمر بأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي
تهديد السيسي: يُذكر أنه في 20 يونيو/حزيران، لمَّح الرئيس المصري، في كلمة متلفزة أمام قادة وجنود بمنطقة متاخمة للحدود مع ليبيا، إلى إمكانية تنفيذ جيش بلاده “مهام عسكرية خارجية إذا تطلَّب الأمر ذلك”، معتبراً أن أي “تدخُّل مباشر في ليبيا باتت تتوافر له الشرعية الدولية”.
وقال السيسي مخاطباً قوات الجيش: “تجاوز (مدينتي) سرت والجفرة (جنوب شرقي طرابلس) خط أحمر”. وهي تصريحات رفضتها بشدةٍ حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دولياً.
