على غرار الصينيين، يحتفل الكوريون الجنوبيون كل عام بموسم تناول لحوم الكلاب وشرب حسائها، وذلك من خلال مهرجان Bonkal، الذي يجري في ذروة موسم الصيف مدة 3 أسابيع، وتحديداً من الأسبوع الأخير من يوليو/تموز حتى منتصف أغسطس/آب.
قبل عام 2016، كان الباعة يصفّون أقفاصهم التي تحوي الكلاب في الأسواق العامة، خاصة سوق موران الواقع بمدينة سيونغنام أكبر سوق لبيع لحوم الكلاب في كوريا الجنوبية، وعادةً ما كان يتم ذبح الكلب في شوارع السوق أمام المارة.
وقد وثقت العديد من الجماعات الحقوقية الناشطة حالات يقوم بها الباعة بحرق الكلاب وصعقها بالكهرباء أو حتى غليها وهي على قيد الحياة قبل قتلها، إذ يسود اعتقاد لدى الكوريين بأن تعذيب الكلاب قبل قتلها سيرفع لديها مستوى الأدرينالين، وهو ما يجعل الناس يرغبون بشرائها.
وبعد عام 2016، وبسبب الكثير من الاحتجاجات والعرائض التي تم تقديمها، قررت الحكومة الكورية الجنوبية اتخاذ إجراءات للحد من ظاهرة تناول الكلاب، وأول خطوة كانت بمنع بيع لحوم الكلاب في الأسواق العامة، خاصة سوق موران وبعض الأسواق الأخرى.
إلا أنه ورغم هذه الإجراءات لا يزال يوجد في البلاد نحو 17 ألف مزرعة تربي الكلاب من أجل الاستهلاك البشري، ويصف زوار مزارع الكلاب بأنها قاسية ولا إنسانية.
وبحسب موقع USA Today، يتم حشر الكلاب في أقفاص سلكية، ولا يتم تنظيفها أبداً، وتتغذى على أسوأ أنواع الطعام، بما في ذلك لحوم الكلاب الميتة والبراز.
ويعدُّ بيع لحوم الكلاب في كوريا الجنوبية محظوراً وغير محظور في الوقت ذاته؛ إذ طلبت الحكومة من الباعة إغلاق محالهم والتوقف عن بيع لحوم الكلاب، إلا أنها متساهلة جداً معهم، فكثير من تلك المحال أزالت اللافتات التي تشير إلى بيع لحوم الكلاب لكنها استمرت بتقديمه لزبائنها.
كما أنّ المادة رقم 7 من قانون حماية الحيوان لا تحظر بشكل تام ذبح الكلاب، إذ إنها “تحظر قتل الحيوانات بطريقة وحشية وتمنع ذبحها في المناطق المفتوحة أو أما الحيوانات الأخرى من نفس النوع”، وهذه الثغرة التي استغلها الباعة من أجل استمرار بيع لحوم الكلاب.
هذا وتشير تقديرات منظمة الدفاع عن حقوق الحيوان الكورية KARA وفق BBC إلى استهلاك الكوريين لنحو مليون كلب سنوياً.
رغم أنه لا يوجد أي دليل علمي يثبت ذلك، يعتقد الكوريون الجنوبيون أنّ لتناول لحم الكلاب فوائد كبيرة للجسم.
ومن هذه الفوائد أن لحم الكلاب وحساءه الساخن يساعدان الجسم على تحمل حرارة الصيف التي ترتفع بشكل كبير في كوريا خلال فترة المهرجان حيث تصل إلى 30 درجة مئوية وهي درجة مرتفعة بالنسبة لبلد أجوائه باردة، كما أنها تعزز الحالة البدنية للجسم عبر تنشيط الدورة الدموية وتحسين قدرة التحمل.
والأمر المفاجئ هو اعتباره منشطاً جنسياً قوياً للرجال، وهذا سبب كافٍ يفسّر سبب تناول الرجال للحم الكلاب أكثر من النساء، وذلك بحسب ما ذكره موقع Korea Expose الكوري الجنوبي.
بدأ الكوريون تناول لحوم الكلاب قبل أكثر من نحو ألف عام، عندما كانت كوريا الجنوبية دولةً تعتمد على الزراعة بشكل كبير، ولم تكن أعداد الماشية فيها كافية.
كما كانت لحوم الكلاب مصدراً أرخص للحصول على البروتين مقارنة باللحوم الأخرى مثل الأبقار والأغنام، وعدا عن أنّ الكلاب أكثر وفرة من الماشية التي كانت أعدادها قليلة جداً وذات قيمة للفلاحين فهي تساعدهم على سحب الجرارات والعربات وحرث الحقول.
كما أنّ سنوات الجوع الحديثة التي عانت منها كوريا أثناء احتلالها من قبل اليابان والحروب العالمية والحرب الأهلية الكورية، زادت من نسبة الناس الذين يتناولون لحوم الكلاب.
أما حالياً فلم يعد الأمر كما كان في السابق؛ إذ بدأت عقلية الكوريين تتغير تجاه ذبح الكلاب منذ تسعينيات القرن الماضي، بالتزامن مع النمو الاقتصادي والتطور.
فبدأ الكوريون الأصغر سناً بالدعوة إلى إغلاق مزارع الكلاب والدعوة أيضاً إلى تربيتها في المنازل كحيوانات أليفة، بينما يرفض الأشخاص الأكبر سناً بشكل قاطع تلك الدعوات ويصرون على أنّ أكلها على اعتبار أنه جزءٌ من ثقافة الشعب الكوري.
هناك الكثير من أنواع الكلاب الموجودة في كوريا، لذلك فإن سلالة الكلاب الأساسية التي يتم تربيتها بشكل رئيسي من أجل استهلاكها تسمى “نوريونجي”، وهي هجينة لونها مائل للأصفر.
ولكن ذلك لا يمنع الباعة من ذبح أنواع أخرى مرغوبة مثل ” Labrador Retriever، و Retriever، و Cocker Spaniel”.
أما بالنسبة لطريقة استخدامها فهناك عدّة طرق، مثل طبق Bosintang، وهو عبارة عن حساء يحوي لحم الكلاب المسلوقة والخضراوات مثل البصل الأخضر والهندباء والنعناع وبعض التوابل.
وأيضاً طبق Bosin jeongol المصنوع من لحم كلاب مسلوق مع الفطر وبعض الخضراوات، فيما يحضر طبق Gaegogi Muchim من لحم الكلاب المطهوة على البخار مع الخضراوات.
