آخر الأخبار

هاشتاغ “فلسطين ليست قضيتي” يغزو السعودية.. هل تهيئ الرياض مواطنيها للتطبيع مع إسرائيل؟

تصدَّر هاشتاغ “فلسطين ليست قضيتي” أبرز الهاشتاغات التي تم تداولها بين رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في السعودية، وذلك بعد تدوينة مثيرة للجدل دوَّنها الكاتب السعودي تركي الحمد، على حسابه الشخصي، اعتبر فيها أن القضية الفلسطينية “ليست قضيته”، داعياً بلاده إلى اللحاق بدولة الإمارات وإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

الكاتب السعودي نشر تغريدة على حسابه الشخصي يدعو فيها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل فوري، واصفاً كل الجدل المثار حول القدس بأنه “زوبعة في فنجان”.

المتحدث نفسه كتب تغريدة قال فيها: “ولو كنت مكان السعودية، لطبَّعت منذ اليوم. ملومة هكذا وهكذا، كالشعير، ماكاول مذموم.. سيدي سمو الأمير محمد، طبِّع، فكل غضب العرب زوبعة في فنجان”.

قبل أن يضيف: “تهودت القدس، فماذا فعلوا؟ لا شيء! هم لا يريدون حل القضية.. هم يريدون استمرار المظلومية والنوح على الهيكل. صدِّقني، هُم وشيعة حزب الله لا يستحقون الاحترام”.

ولو كنت مكان السعودية، لطبعت منذ اليوم.ملومة هكذا وهكذا،كالشعير،ماكاول مذموم..سيدي سمو الأمير محمد،طبع،فكل غضب العرب زوبعة في فنجان.تهودت القدس،فماذا فعلوا،لا شيء..هم لا يريدون حل القضية..هم يريدون استمرار المظلومية والنوح على الهيكل.صدقني، هم وشيعة حزب الله لا يستحقون الاحترام.. https://t.co/xpEVsUYOTJ

وما هي إلا دقائق قليلة حتى دوَّن تغريدة جديدة، قال فيها: “ببساطة، فلسطين ليست قضيتي”، وهي التغريدة التي تحولت إلى هاشتاغ، خلق جدلاً واسعاً بين مؤيدين ومعارضين.

ببساطة..فلسطين ليست قضيتي..

بالإضافة إلى هذا الهاشتاغ، ظهر وسم جديد هو “محمد الترك يمثلني”، وهو الوسم الذي تناقلته عشرات من “الحسابات” على تويتر، والتي تعبر عن تأييدها لطرح الكاتب السعودي، وتدعم فكرة تطبيع البلاد العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل.

#تركي_الحمد_يمثلني ونعم فلسطين ليست قضيتي قضية أهلها الي من 70 سنه باعوها وللحين يتاجرون فيها وماعندهم نية يحررونها ونضالهم الوحيد يدخلون تويتر يزعجوننا بالشعارات

في الجهة المقابلة، ظهر وسم آخر مختلف تماماً، انتشر بين عدد من السعوديين، وهو “فلسطين قضيتي”، حيث أعلن عدد كبير من الأشخاص معارضتهم للأفكار التي عرضها الكاتب السعودي، معتبرين أن قضية فلسطين “قضية إنسانية واحتلال قبل أن تكون قضية أخرى”.

فلسطين ليست قضية إنما هي الإنسانية ومَن لا يقف معها فهو خالٍ من الإنسانية..!
H.C
#فلسطين_قضيتي pic.twitter.com/xvKnQytePi

وسمان آخران: في السياق، تصدَّر وسمان على موقع تويتر بالسعودية بعد فترة وجيزة من الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقد عبّر الوسمان عن حجم الاستقطاب حول القرار الإماراتي: استخدم معارضو الاتفاق وسم #خليجيون_ضد_التطبيع، فيما استخدم داعمو الاتفاق وسم “تباً لكم ولقضيتكم”. ويعكس الوسم الأخير مشاعر القومية السعودية وتصوُّر أن الفلسطينيين، وبعضهم ينتقد السياسات السعودية في المنطقة، “غير ممتنين” للدعم طويل الأمد الذي قدمته الرياض.

ومع ذلك، يُعتقد أن السعودية، مثل الإمارات، قد عززت بالفعل تعاونها السري، لا سيما بمجال الأمن والاستخبارات، مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، حيث تتشارك السعودية مع إسرائيل المخاوف من دور إيران في المنطقة. وقال برايان هوك، المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، لصحيفة Financial Times، إن “السلوك العدواني الإيراني” ساعد في توحيد بعض الدول؛ لمواجهة ما يرونه عدواً مشتركاً.

التطبيع حتمي؟ الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، قال غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقناة “سي إن بي سي”، إن “تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي”.

صهر الرئيس ترامب ومستشاره المكلف بالشرق الأوسط، وصف اتفاق تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي بـ”الخطوة التاريخية”. وأضاف: “أعتقد أن لدينا دولاً أخرى مهتمة جداً بالمضي قدماً”، في إشارة إلى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

وتابع: “أعتقد أنه من المحتم أن تكون بين السعودية وإسرائيل علاقات طبيعية تماماً، وأنهما ستكونان قادرتين على تحقيق كثير من الأعمال العظيمة معًا”. وأردف كوشنر: “من الواضح أن السعودية كانت رائدة في صنع التجديد، ولكن لا يمكنك قلب بارجة بين عشية وضحاها”.

كما قال كوشنر، في مؤتمر صحفي، الخميس، إن إدانة فلسطين لاتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة “متوقعة إلى حد ما”.

السعودية تخشى الانتقادات: صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قالت الجمعة، إن اتفاق التطبيع مع إسرائيل سيزيد الضغوط على السعودية لتحذو حذو الإمارات.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن “أي تقارب سعودي إسرائيلي، في غياب اتفاق إقامة دولة للفلسطينيين، سيترك الرياض عرضة للانتقادات، وبالتالي من المتوقع أن تتخذ السعودية خطوات تدريجية وبطيئة للاعتراف الدبلوماسي الكامل بإسرائيل”.

الصحيفة نقلت عن مسؤولين ومحللين لم تسمهم، قولهم إن “دولاً خليجية أخرى مثل البحرين وعُمان، التي عقدت بالفعل اجتماعات عامة رفيعة المستوى وقدمت دعماً مؤقتاً لمقترح أمريكي للسلام في الشرق الأوسط، من المرجح أن تقترب أكثر من إسرائيل أولاً”.

كما أشارت الصحيفة إلى أن “الولايات المتحدة يمكن أن تمارس نفوذاً كبيراً في هذا الإطار، بالنظر إلى دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثابت لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.

وقال مسؤولو إدارة ترامب، بحسب الصحيفة، إنهم “متفائلون بحذرٍ من أن السعودية ستكون مستعدة في نهاية المطاف، للذهاب بالاتجاه ذاته الذي اتخذته الإمارات”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى