تقارير وملفات إضافية

السودان رسمياً نحو المعسكر الأمريكي الإسرائيلي بعد زيارة بومبيو.. ما الذي ستجنيه الخرطوم من التطبيع مع تل أبيب؟

تنتظر العاصمة السودانية الخرطوم، وصول وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء، وهي الزيارة الأولى منذ 15 عاماً من لوزير خارجية أمريكي للسودان، وأيضاً هي الأولى، لمسؤول أمريكي كبير منذ عزل الرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.

وتعد كونداليزا رايس، آخر وزير خارجية أمريكي زار السودان، في يوليو/حزيران 2005، عقب توقيع اتفاق السلام بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة الراحل جون قرنق، الاتفاق الذي أدى لانفصال جنوب البلاد عن شمالها في 2011.

وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 39 شهراً، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالف “إعلان قوى الحرية والتغيير”، قائد الحراك الشعبي، وتنتهي هذه الفترة بإجراء انتخابات. وبحسب مراقبين، تحمل الزيارة 3 ملفات بارزة، أولها ملف التطبيع مع إسرائيل، ودعم الحكومة الانتقالية بالسودان، وأيضاً رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.

رغم ما أثارته زيارة بومبيو من جدل قبل وصوله، فإن الخرطوم تلتزم الصمت بشأن الزيارة، إلا من خبر نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”. إذ قالت الوكالة الرسمية، الإثنين: “يصل البلاد غداً الثلاثاء، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في زيارة رسمية للبلاد، يجري خلالها مباحثات، مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك”.

وأضافت الوكالة، في خبرها، أنها “علمت أن المباحثات تتعلق بدعم أمريكا للانتقال الديمقراطي في السودان، وموضوع العلاقات مع إسرائيل”. وأشارت إلى أنه “ومن المتوقع أن تناقش المباحثات تسريع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بجانب دعم أمريكا للسلام في السودان”.

والإثنين، أبلغت وزارة الإعلام الصحفيين، أنه لن يكون هناك تغطية مباشرة للصحفيين، لزيارة بومبيو، خلال لقاءاته بالمسؤولين السودانيين.

الملف الأبرز الذي يتوقعه الجميع، هو ملف التطبيع مع إسرائيل، لا سيما بعد الجدل الذي أثارته تصريحات المتحدث باسم الخارجية السودانية المُقال، حيدر بدوي صادق، الأسبوع الماضي، عن عزم الخرطوم إقامة علاقة مع إسرائيل، وهو ما نفته الخرطوم.

يدعم هذا التوقع، أن زيارة بومبيو للخرطوم، تأتي ضمن جولة تتضمن إسرائيل والإمارات، طرفا الاتفاق الأخير للتطبيع، الذي وجد رفضاً فلسطينياً واسعاً.

وفي 13 أغسطس/آب الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، واصفاً إياه بـ”التاريخي”. يضاف إلى ذلك، حديث المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن أن دولاً أخرى في المنطقة ستقيم علاقات مع إسرائيل.

وفي فبراير/شباط الماضي، جرى لقاء مفاجئ في أوغندا، جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

اللقاء أثار خلافاً حينها، بين رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الذي علق بقوله: “العلاقات الخارجية من صميم مهام مجلس الوزراء وفقاً لما تنص عليه الوثيقة الدستورية (بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير)”.

ويقول المحلل السياسي السوداني عبدالله رزق، إن “بومبيو سيقابل حمدوك، لكنه، سيقابل البرهان، مهندس التطبيع، وهو ما يحتم على المسؤولين، هذه المرة التنسيق المحكم، حول الموقف، حتى لا يتكرر سيناريو اختلافهما المعلن، بشأن لقاء عنتيبي في أوغندا” ويشير رزق، للأناضول، إلى أنه “لم يرد ضمن برنامج جولة وزير الخارجية الأمريكي للسودان أي حديث عن حوافز مقابل عملية التطبيع”.

الصحفي المختص بشؤون شرق إفريقيا عبدالمنعم أبودريس، يرى أن “زيارة بومبيو تأتي لدعم الحكومة الانتقالية، ومؤشر باقتراب رفع اسم السودان من قائمة واشنطن  للدول الراعية للإرهاب”.

ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظراً تجارياً كان مفروضاً على السودان منذ 1997.

لكن واشنطن، لم ترفع اسم السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب”، المدرج عليه منذ عام 1993، لاستضافته الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

ويقول أبودريس، للأناضول، إن “للزيارة مدلولات واضحة، تتمثل في التحول الأمريكي الكبير نحو الخرطوم، عقب التغيير الذي تم في البلاد، وتأكيد لدعمها للفترة الانتقالية بالسودان، وكذلك بحث سبل دعم السودان اقتصاديًا”. “وستجد زيارة بومبيو الاحتفاء من الحكومة السودانية، التي تبدو الآن متريثة في انتظار النتائج، وثمار هذه الزيارة” حسب أبودريس. وتأمل الحكومة السودانية، أن تتجه البلاد نحو المساعدات الاقتصادية الدولية، حيث كانت الاحتجاجات أغلبها تمس المشاكل الحياتية.

بالنظر إلى محور الدول التي يزورها بومبيو في جولته هذه، يرى أبودريس، أنها “تضم حلفاء تاريخيين لأمريكا، وهم إسرائيل والإمارات والبحرين، وأن تكون الخرطوم في هذا المحور، فهو تحول لمرحلة شراكة بين أمريكا والسودان”.

كما يرى محللون، أنه قد يكون هناك رابط بين زيارة بومبيو للخرطوم، الثلاثاء، زيارة رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، في اليوم نفسه، وزيارة وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، الأربعاء، وجولة المبعوث القطري إلى الخرطوم وجوبا اليومين الماضيين.

والإثنين، قال السفير الإثيوبي الجديد لدى الخرطوم، يبلتال أميرو، عقب تقديم أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، إن رئيس الوزراء آبي أحمد، سيصل للبلاد الثلاثاء، لعقد لقاء مع القيادات السودانية، بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

والأحد، بحث رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، مع المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لتسوية المنازعات، مطلق القحطاني، سير مفاوضات السلام في جوبا.

كما أفادت وسائل إعلام محلية، بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله، سيبدأ زيارة للخرطوم، الأربعاء، تستمر ليومين، يجري خلالها عدداً من اللقاءات مع مسؤولين سودانيين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى