آخر الأخبار

تفاصيل مثيرة عن اقتحام سجن عكا عام 1947.. الإسرائيليون حصلوا على خريطة المكان من مهندس بريطاني

كشفت حفيد لعائلة المهندس المعماري البريطاني الشهير بيريس إتكس الذي بنى سجناً سيئ السمعة في مدينة عكا بفلسطين منتصف القرن الماضي لصالح الإمبراطورية البريطانية أنه سرَّب مخطط البناء لمسلحين يهود من أجل تسهيل مهمتهم في اقتحام السجن عام 1947.

فيما يُنظَر لواقعة اقتحام سجن عكا على أنها عامل أساسي في قرار بريطانيا إنهاء ما اعتُبِر من الكثيرين انتداباً مُرهِقاً في الأراضي الفلسطينية، وحتى الآن لم تكن تفاصيل العملية بالغة التعقيد قد اتضحت.

كشف مخططات السجن: لكن جيل مارغوليس، حفيد نجلة شقيق المهندس المعماري الشهير بيريس إتكس، يعتقد أنه لديه الإجابة عن هذا السؤال. إذ صرَّح لصحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 30 أغسطس/آب 2020 بالقول: “في الواقع إن المسلحين اليهود حصلوا على مخططات السجن بأكمله من الشخص الذي بناه”. 

كما أضاف: “كنت أقرأ في التاريخ ووجدت أن الناس تظل تتساءل: كيف فعلوها؟ كيف حدث ذلك؟ أحياناً تحتاج للقليل من المعلومات من الداخل. وهم حصلوا على الكثير من مثل هذه المعلومات، فقد حصلوا على مخطط بناء السجن”.

من جانبها، فقد سبق وأن نشرت صحيفة The Guardian مقالاً، يعود تاريخ تقديمه ليوم 4 مايو/أيار 1947، يصف هجوماً مُخطَّطاً بدقة على السجن، المبني على أنقاض قلعة تعود للحملة الصليبية في القرن الثاني عشر. 

ووفقاً للمقال، بالرغم من أن السجن يحميه خندقٌ يحيط به من جميع الجوانب، سيطر “الإرهابيون اليهود” على حمامات تركية ملاصقة لأحد جوانب السجن. وأضاف: “ومن نقطة المراقبة تلك نجحوا في تفجير فتحة في الحائط”.

إلقاء قنابل على السجن: وفي الوقت نفسه، رمى المسلحون قنابل على جزء مختلف من السجن لتشتيت الانتباه، وتنكر واحد من المهاجمين على الأقل في هيئة مهندس تابع للتاج البريطاني. وأشار المقال إلى أن “اليهود والعرب، والإرهابيين والمجرمين هرعوا معاً إلى الهروب من السجن”، وقدَّر عدد الهاربين بـ250 فرداً تقريباً.        

يذكر أن المهندس المعماري الشهير بيريس إتكس هو مواطن يهودي أمريكي من أصل روسي، وكان يعمل لصالح القوات البريطانية. وفي الوقت الذي كان يساعد فيه لندن على تحويل فلسطين إلى محور استراتيجي في شرق المتوسط، كان الدافع الصهيوني المُتقِد هو تطوير ما أعتقد أنها ستكون دولة إسرائيل المستقبلية.

وبعد مرور 50 عاماً على وفاة إتكس، وجد حفيد ابن شقيقه مارغوليس، مذكراته نصف المنتهية أثناء بحثه في حياته. وكتب إتكس فيها أنه استخدم علاقاته البريطانية في عام 1921 لنقل أسلحة من مستودع الأسلحة البريطاني في يافا، ثم “أقرضها” بعد ذلك إلى القوات اليهودية في تل أبيب أثناء أعمال الشغب ضد العرب.

الهجوم على سجن عكا: وتنتهي مذكرات إتكس قبل واقعة الهجوم على سجن عكا وهروب سجناء منه، لكنه روى القصة في خمسينيات القرن الماضي لابنة شقيقه ووالدة مارغوليس، أليزا. وأخبرها إتكس بأنه شارك في هذا المخطط “لأن السجن كان بمثابة قلعة، وما لم يكن لديهم الخريطة، فلن يكون أمامهم سبيل للخروج”.

ووصف مناحم بيغن، الذي قاد جماعة الإرغون الصهيونية شبه العسكرية التي أعلنت مسؤوليتها عن واقعة اقتحام السجن وهروب نزلاء -وأصبح في ما بعد رئيس وزراء إسرائيل- الهجوم بأنه أهم هجوم له “تأثير مدمر على هيبة الحكومة [البريطانية]”.

فيما يختم جيل مارغوليس كلامه بالقول إن عمَّه الأكبر لم يرَ أي تناقض بين العمل لصالح الجانبين. وقال: “لم يكن شيئاً معادياً لبريطانيا. أعتقد أن الشيء المثير للاهتمام هو أنه لفترة من الزمن، كانت الإمبراطورية البريطانية والحركة الصهيونية يسيران في نفس الاتجاه بأهداف مختلفة. فبالنسبة له (إتكس)، كان بناء الدولة أمراً جللاً، واستطاع فعل ذلك بفضل الموارد التي ضختها الإمبراطورية البريطانية إلى هناك”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى