آخر الأخبار

إغراءات للوافدين للبقاء في البلاد.. قطر تقر حزمة إصلاحات للعمالة الوافدة استعداداً لاستضافتها كأس العالم

عزمت قطر أمرها على توفير عدد أكبر من العمال الدائمين، وهو ما تعبر عنه موجة الإصلاحات واسعة النطاق التي شرعت فيها هذا الأسبوع، فيما يتعلق بشؤون العمالة الوافدة، في الوقت الذي تقلّص فيه من حدة وتيرة البناء دون أن تتوقف، استعداداً لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2020، وفقاً لما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.

يُذكر أن تحقيق هذا الهدف يمكن أن يمثل تحولاً جوهرياً في اقتصاديات أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، إذ يشكل العمال الأجانب نحو 95% من القوى العاملة في قطر، وقرابة 90% من سكانها.

هذا وتفرض القواعد الجديدة حداً أدنى غير مسبوق للأجور، ينطبق على الموظفين من جميع الجنسيات والمهن، وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج، كما ييسر على العمال تغيير وظائفهم.

سوق عمل ليبرالي: وزير التجارة والصناعة القطري، علي بن أحمد الكواري، قال إن الحكومة تأمل من إجراءات إعادة التنظيم هذه تشجيعَ المزيد من الأجانب، وخاصة العمالة الماهرة، على البقاء في البلاد.

وأضاف في مقابلة أجراها يوم الإثنين 31 أغسطس/آب 2020: “هذه الإجراءات تتعلق بخلق سوق عمل ليبرالي”.

تابع الكواري قائلاً: “أنت لا تريد الأشخاص الذين يريدون لأي سبب كان ترك صاحب العمل، أو الذين لم تعد خدماتهم مطلوبة، فأنت لا تريدهم أن يحزموا أمتعتهم ببساطة ويقفزوا على متن أول طائرة”.

كما أشار إلى أن المنافسة على جذب المواهب ستكون صحية للسوق المحلي، حتى مع خطر إخراج أصحاب الأداء الضعيف من العمل، أو وضعهم في منافسة دائمة مع منافسين أجانب.

مؤكداً أن “الشركات سيتعيّن عليها بذل الكثير من الجهد للاحتفاظ بموظفيها، وتنمية مواهبهم، وتقديم عروض العمل المناسبة لهم. هذا جزء من استثمار طويل الأجل لنا، استثمار في الأفراد، سواء أكانوا مغتربين أم محليين”.

إنهاء نظام الكفالة تماماً: تتبنّى جميع بلدان المنطقة سياسات تشجع على توظيف المواطنين بدلاً من الأجانب، ومع ذلك فإن معظمهم يتردد حيال تأييد دور أكثر ديمومة للمغتربين، حتى إن الكويت تفكر في تخفيض عدد مقيميها من الأجانب بأكثر من النصف.

ففي ظل نظام الكفالة، غالباً ما يجري التحكم في قدرة الوافدين على البقاء من خلال أرباب عملهم، إلا أن حزمة الإصلاحات الجديدة التي شرعت فيها قطر تلغي حاجةَ العمال إلى الحصول على مستند من صاحب العمل السابق، من أجل التحول إلى وظيفة جديدة. 

ومع ذلك، وإن كان تغيير الوظائف سيصبح ممكناً الآن، فإن العمال ذوي الأجور المنخفضة سيستمرون في العيش في مساكن جماعية يوفرها صاحب العمل، وسيتواصل اعتمادهم على الطعام والمواصلات التي توفرها الشركات.

على الجانب الآخر، قال الكواري إنه يتوقع تحولاً وشيكاً في تركيبة السكان الأجانب الآن، بعد أن اقتربت مشروعات البناء قبل كأس العالم من نهايتها. وكانت قطر قد خصصت نحو 200 مليار دولار لتطوير البنية التحتية منذ فوزها في عام 2010 بحقوق استضافة الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم.

وختم الكواري كلامه بالقول: “لقد وصلنا بالفعل إلى تلك المرحلة الآن، حيث نتجه نحو اقتصاد قائم على المعرفة knowledge-based economy” والابتكار.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى