منوعات

بعد تكريم الرئيس ماكرون.. تعرّف على الأوسمة والجوائز التي حصدتها فيروز

فوجئ العالم العربي صباح يوم الإثنين الموافق ٣١ أغسطس/آب ٢٠٢٠ بإطلالة دافئة للفنانة اللبنانية الكبيرة السيدة فيروز من منزلها بمنطقة الرابية شمال شرقي بيروت، مستضيفة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي بدوره قلدها أرفع وسام في فرنسا: “جوقة الشرف” من رتبة فارس، الإطلالة التي نشرت عبر حساب فيروز الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بتوقيتها وصورتها والتكريم جاءت كرسالة تطمين وجبر لخاطر اللبنانيين بعد مصابهم الأليم بمرفأ بيروت، وكون الإطلالة من داخل منزل السيدة فيروز ومساحتها الخاصة التي تحرص على إحاطتها بهالة من الخصوصية، وبعد مدة طويلة من الغياب الكامل عن جمهورها، وبمئوية لبنان الآتية بهذا التوقيت الصعب جعل للزيارة سحراً وأثراً أعمق لدى اللبنانيين الذين رأوا فيها وجه لبنان الجميل الذي يأملون في استعادته، وكذلك لدى محبي لبنان وفيروز الذين استقبلوا صورها بحب بالغ غمروا به مواقع التواصل ومنصات الأخبار. 

الرابية ٣١ آب ٢٠٢٠
© Soazig de la Moissonniere / Présidence de la République pic.twitter.com/4TgGmKmrNY

بتصريحاته بالمؤتمر الصحفي التالي للقاء، صرح ماكرون تصريحات مهمة حول قيمة فيروز والزيارة، واصفاً صوتها بأنه “ليس قطعة إكسسوار في مثل هذه الأزمة” و”إنها تحمل بشكل ربما واقعي أو غير واقعي جزءاً من لبنان الحلم، وصوتها مهم للغاية بالنسبة لكل الأجيال التي رافقتها” و”إن صوت فيروز لا يزال مهماً” .

كما حرص على عدم البوح بتفاصيل حديثها معه قائلاً: “فيما يتعلق بفيروز اسمحوا لي أن أحافظ على خصوصية هذا اللقاء. أستطيع أن أقول ما شعرت به وما قلته لها شخصيا. أنا قلت إنني أشعر بالرهبة أن أكون أمام ديفا مثل فيروز.. هذه الفنانة الوطنية وأن أرى جمالها وهذا السحر الذي تتمتع به، وهذا الوعي السياسي، وتحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان الذي نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا،  أما عنها فلن أتحدث بالتأكيد لأنني أعتقد أن هذا جزء من الحلم والسر الذي تحيط نفسها به.. هذا السر هو جزء من فيروز”.

تربط فيروز بالدولة الفرنسية علاقات صداقة وطيدة شهدت أوجها عام 1975 عندما ظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج “سبيسيال ماتيو”  الذي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية “ميراي ماتيو” وقدمت بها أغنية “حبيتك بالصيف” .

طُرحت هذه الأغنية قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لا يزال فيها لبنان مشهوراً بـ “سويسرا الشرق الأوسط”،  حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود لطبيعته البديعة وطرازه الشرقي المتحضر.

كما غنت بنفس الحلقة أغنيتها “إلى باريس” التي تحمل كلمات تقول فيها “يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح”؟

 واتخذت العلاقة بين فرنسا وفيروز شكلاً أعمق خلال الحرب اللبنانية عندما أقامت فيروز حفلاً ضخماً في الأولمبيا بباريس عام 1979 وغنت “باريس يا زهرة الحرية”.

يعد هذا الوسام هو ثالث الأوسمة الفرنسية الرفيعة التي تقلدتها السيدة فيروز، فقد قلدها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران أواخر الثمانينات من القرن الماضي وسام “قائد الفنون والآداب” أحد أرفع الأوسمة الأوروبية، كما قلدها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك وسام “جوقة الشرف” من رتبة فارس في أواخر التسعينات، وهو الوسام ذاته الذي قلدها إياه الرئيس إيمانويل ماكرون، وشعاره “الشرف والوطنية”، أسسه قائد فرنسا التاريخي نابليون بونابارت مطلع القرن التاسع عشر.

كما حازت فيروز خلال تاريخها على أوسمة وتكريمات عديدة، فحصدت من لبنان “وسام الشرف اللبناني” من رتبة فارس، ومنحها إياه الرئيس اللبناني الراحل “كميل شمعون”، كما قلدها الرئيس اللبناني الراحل “فؤاد شهاب” وسام الاستحقاق، ووسام الأرز، وهو أرفع وسام لبناني، وكذلك الرئيس اللبناني الراحل “سليمان فرنجية” الذي قام بتقليدها وسام “جوقة الشرف”.

وفي عام ٢٠١٥ تحول بيت الطفولة الذي ترعرعت فيه فيروز في قلب العاصمة بيروت إلى متحف، كنوع من أنواع  التكريم.

ومن الأردن قلدت “السيدة فيروز” في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال ثلاثة أوسمة؛ “ميدالية الكرامة” ووسام “النهضة” و”ميدالية الشرف الذهبية”، وهي أعلى وسام يمنح من المملكة الأردنية الهاشمية.

وقلدها الرئيس السوري الراحل نور الدين أتاسي، عام ١٩٦٧، وسام “الاستحقاق” من الدرجة الأولى،  كما تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها كنوع من التكريم عام ١٩٦١.

وقام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمنحها جائزة التميز الفنية العالية عام ١٩٩٧، وعام ٢٠٠٨ كرمتها مصر من قبل أكاديمية الفنون المصرية، كما اختارتها الأمم المتحدة عام ١٩٩٩ كسفيرةٍ لتمثِّل العربَ مع أهم عشر شخصيات حول العالم في العيد الخمسين لاتفاقية جنيف، حيث غنَّت هناك “الأرض لكم” عوضاً عن إلقاء كلمة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى