آخر الأخبارتقارير وملفات

كفانا فى هذا العالم فرقة ومعا ضد إعلام الكراهية فالنتصدى لإعلام “مجلة شارلى إبدو” وأمثالها من شياطين الإعلام

"مجلة شارلى إبدو" وأمثالها من شياطين الإعلام

تقرير إعداد الباحث والمحلل السياسى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 
رئيس حزب الشعب المصرى 
جنيف – سويسرا

لقد أصبح حال العالم اليوم منصة للتأزيم الإحتراب، وقنبلة تهدد السلم العالمى. اليوم بات إلعالم هو عنوان المشكلة، فهو يقسم القضايا إلى “أبيض أو أسود” فلا مكان للوسطية فأما أن تكون “أبيض” أو “أسود”، كل طرف اذا صح التعبير بين مؤيد ومعارض، يعتبر الآخر أسودا اللون، ولا وجود للون الرمادي الوسطي، ّ. وإن كان الأسود مدان في نظر كل طرف وحل محله أما أبيض أو أسود، أصبح العالم على وجه الكرة الأرضية اليوم ينظر إلى من يختلف معه على أنه عدو، فسادت قاعدة شيطنة الآخر، وسادت التفرقة وغاب التسامح، وانتشرت الأفكار والمفاهيم والتخيلات التي من شأنها تخلق بيئة خصبة لشيوع التحريض على الكراهية. العالم على وجه الكرة الأرضية يحتضر، صورة سوداوية قاتمة تكاد أن تعمم إثر حالة التشطي التي سادت بعد أزمة ، في واقع الحريات إلعالمية الصعب لم تعد األزمة محصورة ، والإنتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، بل صارت ّ تجلياتها وتداعياتها أعمق من ذلك بكثير. لقد اجتاحت الكثير من الأمراض وسائل العالم ، فالخلايا السرطانية تكاثرت، وتنشت، وانتشرت. “السوس” في إلعالم نحر العظم، ووصل حتى الجذور، ولا يعرف كيف يمكن مقاومته والقضاء عليه؟

إن اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب: إذ تجدد التأكيد على الأهمية الأساسية لحرية التعبير والرأي، والتسامح واحترام املساواة في الكرامة لجميع البشر من أجل مجتمع ديمقراطي وتعددي وإذ تذكر ، مع ذلك،بأن حرية التعبير والرأي ليست حقا مطلقا و أنه ال يجب أن تمارس بطريقة التى تتفق مع حقوق الأخرين؛ ِّ بالإضافة وإذ تذكر إلى ذلك بأن تاريخ أوروبا يمنحها واجب الذاكرة واليقظة و والمقاومة تجاه تنامي ظواهر العنصرية، والتمييز العنصري، والتمييز القائم على النوع االجتماعي، والتحيز الجنسي، وكراهية مغايري الهوية الجنسية، و إرهاب الأجانب، ومعاداة السامية، ومعادات الإسلام ومعاداة الغجر والتعصب، وكذلك في حالات جرائم الإبادة الجماعية، أو الجرائم ضد الإنسانية، أو جرائم الحرب وإنكار،أو التهوين و التبرير العلني لهذه الجرائم أو إضفاء طابع الشرعية عليها؛ ِّ ر وإذ تذك أن واجب الذاكرة واليقظة ومقاومة جزء الذى يتجزأ من حماية وتعزيز حقوق الإنسان الكونية وغير القابلة للتجزئة، والتي هي حقوق كل إنسان؛ وإذ تسجل الطرق المختلفة التي يتم من خلالها تعريف مفهوم خطاب الكراهية وفهمه على المستويين الوطني والدولي والأشكال المختلفة التي يمكن أن يتخذها هذا الخطاب.

حرية التعبير لدى مجلة شارلى إيبدو العنصرية

نشرت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية، في عددها الجديد، رسومها الكاريكاتورية المسيئة ضد خاتم الأنبياء والمرسلين نبي الإسلام العظيم محمد صلى الله عليه وآله سلم مرة أخرى. وفي العدد الجديد من مجلة “شارلي إبدو” ، نُشر على غلاف المجلة رسم كاريكاتوري سيئ رسمه جان كابو عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جانب رسوم كاريكاتورية أخرى للنبي الكريم. ونُشرت لأول مرة في عام 2005 اثني عشر رسما كاريكاتوريا مهينا عن نبي الإسلام (ص) في صحيفة دنماركية ، ونشرت مجلة شارلي إيبدو هذه الرسوم لأول مرة في عام 2006. وفي وقت سابق وتحديدا في عام 2015 ، أثار تصرف الصحيفة الفرنسية الجريء ضد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) موجة من الإدانة والغضب بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأدان المسلمون هذا العمل بمظاهرات واسعة حول العالم، وبسبب نشر هذه الكاريكاتيرات الجريئة، تعرض مكتب مجلة شارلي إبدو للهجوم، وقتل رسام الكاريكاتير جان كابو الذي أهان الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) و 11 شخصًا آخرين. لكن السؤال هو لماذا تُعد فرنسا دولة رائدة في إهانة المقدسات الدينية؟ من حيث المبدأ ، تعتبر الإهانة في فرنسا جزءًا من الحق في حرية التعبير. لطالما كان الشعب الفرنسي، الذي ولد من التمرد على الكنيسة والعرش الملكي، مصدرًا للتحريض وعدم الاحترام ، وتكريم حرية الكفر كجزء من هويته الثورية. كما أن التقليد القديم للسخرية دون خجل من البشر والآلهة لها جذور عميقة في فرنسا. وتُعد فرنسا ، الدولة الأولى في أوروبا التي لم تجرم رسميًا الكفر وإهانة المقدسات منذ عام 1881 ولم يعد هذا الأمر ذنبا بعد الثورة الفرنسية عام 1789. إنكار الهولوكوست ممنوع، وإهانة المقدسات من الحريات! في عام 1972 ، من أجل التصدي للعنصرية في فرنسا، صدر قانون بشأن جرائم مثل الإهانة والتشهير والتحريض على الكراهية أو العنف أو التمييز ، ولكن في الممارسة العملية لا تتم مقاضاة من يهين المقدسات الدينية ، بل في هذا البلد يعتبر إنكار الهولوكوست غير قانوني منذ عام 1990. وبعد أن تجرأت مجلة شارلي إيبدو على إهانة شخصية الرسول الأكرم في عام 2015 ، تم الهجوم على مكتب المجلة، وعلى إثر ذلك، نظم ما يقارب من مليوني شخص وزعيم من عدة دول في الغرب مسيرة دفاعًا عن ما يسمى بحرية التعبير، وتنديدًا بحرق المكتب ورفعوا شعار “أنا تشارلي”، دون إدانة إهانة المجلة لشخصية الرسول الأكرم.

الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون خريج مدارس الإستعمار الفرنسى البغيض

كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، لم يدن الليلة الماضية ، الصحيفة الفرنسية. وقال ماكرون “لست في وضع يسمح لي بالحكم على قرار المجلة بنشر الرسوم” رافضا إدانة شارلي إيبدو. وربط الرئيس الفرنسي الإهانة بقضية حرية التعبير والرأي، مضيفًا: “تتمتع بلدي بحرية التعبير والرأي ، لكن في الوقت نفسه يجب على المواطنين الفرنسيين احترام بعضهم البعض وتجنب الانخراط في” خطاب الكراهية “. وكان ماكرون قد دافع في السابق عن فتاة فرنسية أساءت إلى الإسلام. وعلى الرغم من أن أحد الوزراء الفرنسيين في ذلك الوقت كان يعتقد أن الفتاة ارتكبت “إهانة للدين” ، دافع الرئيس إيمانويل ماكرون بشدة عن المراهقة وعن حق الشعب الفرنسي في “الإهانة وانتقاد الدين ورسم الرسوم الكاريكاتورية المرتبطة بالدين. حرق القرآن في أوروبا لا تقتصر الإهانة في الغرب على فرنسا، إذ شهدت السنوات الأخيرة العديد من حالات الإهانات ضد كتب المسلمين في أوروبا. وكان آخرها في ساعة مبكّرة من يوم الجمعة الموافق 28 أيلول، عندما أشعلت مجموعة من الجماعات اليمينية المتطرفة في السويد النار في مجلد من القرآن الكريم، الأمر الذي أربك مدينة مالمو بسبب استهتارها بالقرآن الكريم. وشهدت بلدة مالمو جنوبي السويد اشتباكات بين المعترضين على إحراق نسخة من القرآن الكريم وقوات الشرطة. وفي وقت سابق، أضرم الزعيم الأرثوذكسي الدنماركي راسموس بالودان النار في مجلد من القرآن في منطقة وسط كوبنهاغن ، عاصمة الدنمارك ، ما أثار موجة من التوترات العرقية والثقافية في الدولة الاسكندنافية.

اوروك نيوز

كتب «أوليفر كيران» المحرر السابق في مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة التي تعرضت لهجوم قتل فيه 9 من موظفيها منهم 4 من كبار رساميها بما فيهم رئيس التحرير «ستيفان تشاربونيير»،  رسالة في 5 ديسمبر/كانون الأول من عام 2013، -نشر ترجمة لها موقع الكاتبة والناشرة Daphne lawless– تنبأ فيها بنهاية سوداء كتلك التي جرت للمجلة بسبب ما وصفه بـ «سلوكها الديكتاتوري وممارساتها الفاسدة».

وفي الرسالة، أكد «أوليفر كيران» أنه كان يعمل في المجلة الأسبوعية الساخرة في الفترة من 1992-2001، قبل أن يستقيل، بسبب ما أسماه «الغضب من سلوك المجلة الديكتاتوري وممارساتها الفاسدة»، وفيها يقول إنه ظل يراقب سلوك وتطور المجلة من مسافة بعيدة منذ ذلك الحين، ومن خارج الجدران، وسلوكها المتنامي في العداء للإسلام.

وقال إنه كتب رسالته هذه -التي وجهها لرئيس التحرير «تشارب» الذي لقي مصرعه وزميله «فابريس»- بمناسبة مقال رأي نشره «تشارب» في صحيفة لوموند، وكانت هذه الرسالة، كما تقول مترجمتها من اللغة الفرنسية للإنجليزية، هي «جرس الإنذار ومؤشر مبكر لما سوف تواجهه المجلة من عنف كالذي حدث لها يوم 11 يناير/كانون الثاني الجاري بسبب استهدافها المسلمين بالاستفزاز»، واصفًة المحررين بأنهم مسؤولون عن هذا الهجوم.

ويقول «كيران» في نص رسالته التي جاءت بعنوان «عزيزيّ تشارب وفابريس»: «آمل أن أولئك الذين يدّعون، وسيدّعون غدًا، أن تشارلي هي مجلة عنصرية، يكون لديهم الشجاعة ليقولوا ذلك بصوت عال، وأن نعرف كيف نرد؟»، مشيرًا بذلك لتصريح من رئيس تحرير لصحيفة «لوموند» في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، كان قد قال فيه: «شارلي إيبدو ليست عنصرية».

وأضاف: «تشارلي إيبدو، موقعها الإلكتروني ودار النشر، كانت تعطيك مساحة للتعبير عن نفسك بالمحتوى الذي تريده؟، بينما التراث المجيد لـ”تشارلي“ في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما كانت هناك رقابة سياسية ولكن لا أحد يطارد سمعة المجلة، هو ما كان يدعوك للقلق، وأشك في ذلك، ففي ذلك الوقت، لجأ كُتاب مثل كافان  أو تشورون  للصحافة المحترمة لجعل أنفسهم محترمين».

ولفت «كيران» إلى تفاصيل ما أسماه بـ«التحول المؤلم الذي تولى فريق “تشارب” إحداثه في المجلة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، والذي عاصره وابتعد عنه -المحرر السابق- عندما كان يعمل فيها، وكيف أثرت الطائرات الانتحارية على الخط التحريري الخاص بالمجلة، وجلبت عقدة تحميل الدين الإسلامي المسؤولية على صفحات المجلة شيئًا فشيئًا، ما جعله أحد المتضررين شخصيًا».

كما أشار إلى تفاقم فكرة تثبيت المجلة في رسوماتها وتقاريرها أن «العربي والمسلم همجي»، وأنه تهديد لفرنسا، بينما إسرائيل يصورونها على أنها جزيرة صغيرة بها ثقافة كبيرة وديمقراطية مستقرة.

وقال إنه خرج منهكًا من هذا السلوك الذي وصفه بـ«الديكتاتوري»، إضافًة إلى «الممارسات الفاسدة بالمجلة عقب سقوط برجي مركز التجارة في أمريكا سبتمبر/أيلول 2011، حيث انطلقت عملية إعادة صياغة أيديولوجية المجلة السياسة التحريرية، التي أبعدت قراءً سابقين وجذبت آخرين جدد، في صورة إصدار «أرعن» للمجلة عن «الحرب على الإرهاب»، ثم انتشرت الفوضى برسومات من الرسام «Gébé» تركز على «اللحى»، والنساء المحجبات بصور ساخرة.

وقد تحوّلت التحقيقات الصحفية في المجلة لتصور «الشائعات» على أنها «حقائق» بشكل تدريجي، واستشهد «كيران» على ذلك بـ«أكاذيب ما قيل عن تسلل سلفيين متعطشتين للدماء إلى رابطة حقوق الإنسان ”LDH“ أو المنتدى الاجتماعي الأوروبي ”FSE“».

موضحًا أنه مع الوقت أصبحت هذه المواقف تزدادا جموحًا بالمجلة، مثل النشر لأكثر الشخصيات الفاسدة فكريًا مثل مجموعة «برنار هنري ليفي» أو «أنطوان صفير»، الذين نشروا بيانًا في تشارلي إيبدو باسم «البيان الاثني عشر ضد الشمولية الإسلامية الجديدة»، وأصبح الحديث يدور بشكل أكبر عن المتحضرين ”الأوروبيين“ في مواجهة الظلاميين ”المسلمين“.

ويشير المحرر السابق لما جرى عام 2011، عندما نشرت المجلّة احتفاءً بفوز حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات التونسيّة، عددًا باسم ”الشريعة“ مفترضة بأنّه قد حرّر من قبل النبي ”محمّد“ كمحرّر ضيف!، وكان العدد مسيئًا بشكل لا يصدّق، فقد صوّر الغلاف النبي وهو يقول «100 جلدة إذا لم تمت من فرط الضحك!».

 وفي ذلك الوقت، توقّع الكثيرون بأنّ ذلك قد يشكّل نهاية «شارلي إيبدو»، ولكن طاقم العمل استمر في استفزاز المسلمين، قائلًا لـ «تشارب»: «لا أحد في المكتب الخاص بك استقال بعد هذه الصفحة».

وسرد المحرر السابق نماذج من الإساءات التي تخصص رئيس التحرير «تشارب» في نشرها، مثل: نشر شريط فيديو على موقع مجلة شارلي إيبدو في نهاية عام 2011، به تقليد لدعوة الإسلام إلى الصلاة، بغرض الضحك، ورسم كاريكاتوري يصور النساء المحجبات متعريات الأرداف وهن يسجدن بالصلاة نحو مكة المكرمة، واصفًا إياها بأنها ”حماقة ليست فقط مخجلة، ولكنها غباء محرج لرئيس تحرير المجلة ومحرريها“.

كما أشار لتعمد المجلة استضافة شخصيات جدلية لسب الإسلام مثل المحامي الخاص برئيس التحرير «ريتشارد مالكا»، الذي يمثل شركة «كليرستريم» سيئة السمعة، على خلفية تهربها من الضرائب لصاحبها «دومينيك ستراوس» السياسي الذي ألقي القبض عليهم في محاولة اغتصاب، لكي يقول: «إن الحجاب هو إبادة، ودفن للثالوث الجمهوري في فرنسا :الحرية، المساواة، الإخاء».

كما يسرد «كيران» تفاصيل كثيرة انخرطت «شارل إيبدو» فيها بقوله؛ اعتبرها «قصف المسلمين بدافع الهوس»، وتكريسها أسبوعيًا -لأكثر من عقد من الزمان- هذا القصف لإثبات فكرة أن الإسلام «مشكلة» كبيرة في المجتمع الفرنسي، وجعل «الحق في الإساءة» للإسلام، تكريسًا للعلمانية والجمهورية، قبل «التعايش».

وأشار لنتائج هذا في استبعاد فتاة محجبة من العمل مثلًا وهو «تمييز غبي»، بينما الحركة النسوية المحترمة لا تكترث لهذه المضايقة، إضافة إلى مقولات وتصرفات وصفها بـ«الفاشية» لزعيم الجبهة الوطنية «ماري لوبان» لا تعد ولا تحصى، بينما تشارلي إيبدو «تدعم القاعدة الذهبية التي تجيز لنا أن نقذف في حق جميع المسلمين»، وتدعي أنه «من حقنا أن نسخر من الأديان»، قائلًا أنها «تخلط بين الانتقادات المشروعة للإسلام مع العنصرية المعادية للعرب!».

يُذكر أن العداء للإسلام قد ارتفع إلى 11.3٪ في الـ 9 أشهر الأولى من عام 2013 في فرنسا، بسبب ما ينشر عن المسلمين، مقارنة بنفس الفترة من عام 2012، وفقًا لمرصد «المواطن – DE L’islamophobie»، الذي أشار للشعور بالقلق من «ظاهرة العنف الجديدة» ضد المسلمين والتي وصلت لما لا يقل عن 14 اعتداءً على النساء المحجبات منذ بداية العام 2013.

ويسخر «كيران» من «تشارب» في خطابه قائلًا: «لا تقلق، أنا لا أقول إن من يقرأ تشارلي إيبدو سوف يذهب تلقائيًا ليلقي بدلو من دماء الخنزير على مسجد، أو إنه سيمزق حجاب المحجبات في السوبر ماركت، كما يحدث هنا وهناك»، مضيفًا: «أنت تفعل هذا -أي تستفز المسلمين- كأنك تهاجم فريق ريال مدريد، وتقول إنك ضد العنف وضد العنصرية، مع أنك تتحيز ضد المسلمين في الرسومات، مثال ذلك الكارتون الذي نشرته ويقف فيه شيخ عربي ملتح مع شاب يتوقف أمام عاهرة وهو يقول له واعظًا: «يا أخي لماذا تدفع 40 يورو في هذه المرأة ذات الشعر الأشعث، بينما بنفس السعر يمكنك أن تشتري زوجة؟!».

وأضاف: «منذ الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، وهناك تصاعد في ”تقريع المسلمين“ تحت قناع ”الدفاع المتعنت من حرية التعبير“، حتى أصبح هذا هو المقدمة التي تنشرها مجلة ”شارلي إيبدو“ بشكل منتظم وتلقى رعاية منك، وحتى ولو تناولت موضوعات أخرى، يظل الخوف من الإسلام هو الغذاء الأساس الخاص بك، والمنتجع الخاص بك».

ويسأل محرر «شارلي» السابق رئيس التحرير سؤالًا مباشرًا: «ما هي، بالضبط، مشكلتك مع المسلمين في هذا البلد؟، ففي كتاباتك في صحيفة لوموند، تحدثت عن ”قوة عظمى في أيدي كبار رجال الدين المسلمين“، ولكن دون أن توضح كيف أن الإسلام -والذي لا يوجد لديه رجال الدين ولكنك لا تفهم هذا- يشكل ”هذه القوة العظمى“ في فرنسا؟».

ويضيف: «بعيدًا عن بعض المتشددين الذين يروج لهم بعض المتعصبين، لا يبدو أن الدين الإسلامي في هذا الجزء من العالم، بالنسبة لي يشكل أي خطر أو تدخل غير عادي أو عدائي، وعلى المستوى السياسي تأثير الإسلام في فرنسا “صفر”، والـ 6 ملايين مسلم في بلادنا، سواء منهم أعضاء في الجمعية الوطنية، أو عضو البرلمان، يمررون القوانين التي تجعل النساء المحجبات غير مؤثرات، بعكس من يدعون للقلق من ثورات العنف والترهيب من الدين الإسلامي».

موضحًا أنه «لا يوجد مسلم واحد بين مالكي وسائل الإعلام، ولا بين ضباط المعلومات، أو أرباب الوزن الثقيل من أصحاب العمل، أو كبار المصرفيين والمحررين، وفي الأحزاب السياسية من اليسار واليمين، لا يوجد مسلمون تعلموا عن ظهر قلب الأعمال الكاملة لكارولين فوريست لديهم أي فرصة للحصول حتى على دور سياسي منخفض المستوى».

واختتم المحرر السابق بالمجلة رسالته إلى رئيس التحرير قائلًا إن: «ترميز العنصرية لجعلها غير محسوسة، وبالتالي مقبولة اجتماعيًا، هي ما حاول ”توماس دلتموب“ أن يحددها كوظيفة للإسلاموفوبيا، وهو واصفها أيضًا بأنها: “آلة لتكرير العنصرية الخام“، وهذه الصيغ الاثنتين تصلحان لك كقفازات، لهذا لا تركب حصانك وتتفاخر عندما تجد أن أهالي مدينتك يستخدمون لغة نقد قوية ضدك».

شارل إيبدو” مجلة تسىء للأديان.. كيف هاجمت اليهودية والمسيحية والإسلام؟

أعادت مجلة النقد السياسى الفرنسية الساخرة شارلى إيبدو، نشر رسوم كارتونية مثيرة للجدل عن النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، والتى كانت نشرتها صحيفة دنماركية فى عام 2005، وأعادت المجلة الفرنسية نشرها فى عام 2006. وكان نشر الرسوم الكارتونية، السبب فى الهجوم على غرفة تحرير شارلى إيبدو فى 7 يناير 2015، حيث قتل 12 شخصًا أثناء الاجتماع التحريرى الصباحى للصحيفة.

“شارلى إيبدو” أو “شارلى الأسبوعية” هى صحيفة ساخرة أسبوعية، تصدر فى باريس، موضوعاتها الرسوم والتقارير والمهاترات والنكات، وتتسم منشوراتها بأنها غير وقورة وغير ملتزمة، كما أنها يسارية التوجه وتنشر مقالات عن اليمين المتطرف والكاثوليكية والإسلام واليهودية والسياسة والثقافة وغير ذلك، كان ظهورها الأول ما بين عامى 1969 و1981، ثم توقفت وأعيدت مرة أخرى عام 1992. ويشار إلى أن “ستيفان تشاربونيير” كان محرراً فيها منذ 2012 حتى مقتله فى هذا الحادث.

يحمل أيضًا أحدث غلاف لـ”شارلى إيبدو” عشرات الرسوم الكاريكاتورية التى نشرتها لأول مرة صحيفة “يولاندس بوستن” اليومية الدنماركية فى عام 2005، ثم أعادت الصحيفة الفرنسية الأسبوعية طباعتها عام 2006، ما أدى إلى غضب عارم فى جميع أنحاء العالم الإسلامي.

 كتب فريق التحرير أن الوقت الحالى هو الوقت المناسب لإعادة نشر الرسوم و”ضرورى” مع بدء المحاكمة، مضيفًا: “كثيرا ما طلب منا منذ يناير 2015 طباعة رسوم كاريكاتورية أخرى لمحمد”.

سبق وأن أثارت هذه الصحيفة الجدل، إذ غطت عام 2011 القضية التى تناولت نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم و ذلك محاولة منها لاستفزاز مشاعر المسلمين تحت غطاء حرية التعبير، ما تسبب فى إطلاق النار على مكاتب الصحيفة الواقعة فى منطقة الدائرة العشرين فى باريس، كما تعرّض موقعها الإلكترونى للاختراق. فى السنة التالية، نشرت الصحيفة سلسلة من الرسوم الكرتونية الساخرة عن النبى محمد.

لكن سخرية المجلة طالت أيضا المسيحية، وديانات أخرى، فرسومات المجلة الساخرة من المسلمين أثارت حفيظة وغضب المسلمين حول العالم، ولكن المجلة وعلى مدار تاريخها نشرت العديد من الرسوم الساخرة من السيد المسيح أيضاً ونظام الباباوية بالفاتيكان على الرغم من أنها مجلة فى دولة معظم سكانها من المسيحيين.

نشرت مجلة كاثوليكية وموقع يهودى رسوما كاريكاتورية لشارلى ايبدو تسخر من المسيح والبابا والمحرقة واليهود، دعما للأسبوعية الساخرة التى قتل القسم الكبير من فريق تحريرها فى هجوم دام.

وقالت مجلة “ايتود” اليسوعية التى اسست فى 1956 فى مقال مقتضب الى جانب عبارة “انا شارلي” على خلفية سوداء “قررنا ان ننشر على الانترنت بعض رسوم شارلى ايبدو الكاريكاتورية عن الكاثوليكية، أن نتمكن من أن نسخر من بعض أوجه المؤسسة التى ننتمى اليها علامة قوة، الفكاهة فى الإيمان دواء جيد ضد التعصب”.

 ويظهر فى أحد رسوم الرسام شارب مدير شارلى ايبدو الذى قتل فى الهجوم، والذى نشر خلال زيارة البابا فرنسيس لريو دو جانيرو فى يوليو 2013 الحبر الاعظم بلباس بحر لامع كالأزياء التى يتم ارتداؤها خلال كرنفال ريو وهو يقول “انه مستعد لاى شيء لجذب زبائن”.

من جانبه نشر موقع جوبوب الثقافى اليهودى الذى يلقى شعبية كبرى بين الشباب، عدة رسوم ساخرة لشارلى ايبدو، من أشهرها رسم نشر فى نوفمبر 1978 يظهر هتلر مبتهجا مع تعليق “وأخيرا يمكننا القول ان هتلر طريف جدا”، أو فى أكتوبر 1980 عندما تساءل شارلى ايبدو الحكومة “عما إذا كان من الحكمة بناء محطات نووية قرب دور عبادة يهودية؟”.

وكان الموقع نشر بعد الحريق المتعمد الذى طال مقار شارلى ايبدو فى 2011 كل هذه الرسوم الكاريكاتورية رسم معظمها كابو وولينسكى وشارب، والرسامون الثلاثة بين الضحايا الـ 12 للهجوم الدامى الاربعاء على شارلى ايبدو.

اتهم أحد مؤسسي صحيفة “شارلي إيبدو” رئيس تحريرها ستيفان شاربونييه الذي قتل في الهجوم على الصحيفة بالتسبب في مقتل الفريق العامل من خلال إصراره على نشر المزيد من الرسوم المستفزة.

حيث أوردت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، أن هنري روسيل الملقب بـ”دوفيل دو تون”، وهو أحد مؤسسي “شارلي إيبدو”، انتقد هذا الأسبوع في مجلة “لو نوفيل أوبزرفاتور” الفرنسية اليسارية، رئيس تحرير “شارلي إيبدو” المعروف بـ “شارب” واصفا إياه بأنه كان “عنيدا” و”غبيا” ، وتساءل “ما الذي جعله يشعر بالحاجة إلى جرّ الفريق للتمادي في هذا الأمر؟”.

 وقال روسيل (80 عاما) إن “شارب” هو المسؤول عن مقتلهم “لإفراطه في استخدام رسوم كاريكاتير استفزازية، وتهوره من خلال التقليل من شأن عواقب ذلك على زملائه في الصحيفة”.

وأشار روسيل في الأسبوعية الفرنسية إلى قرار “شاربونيه” نشر رسومات كاريكاتير مسيئة للنبي محمد في 2011 على غلاف “شارلي ايبدو” قائلا إنه عرّض المجلة إلى مخاطر، وما كان عليه أن يـقوم بذلك، لكنه أعاد الكرّة ثانية فـي سبتمبر/أيلول 2012 ونشر رسوماً مسيئة أيضا.

إلى ذلك كشفت “ديلي تلغراف” البريطانية أن تلك الاتهامات التي وجهها مؤسس “شارلي إيبدو” لرئيس تحريرها الذي قضى نحبه في هجمات باريس أثارت حفيظة محامي “شارلي ايبدو” ريشار مالكا، فكتب إلى مجلة “نوفيل أوبسرفاتور” يعاتبها، قائلاً “لم يتم دفن شارب بعد وأنتم لم تجدوا أفضل من نشر هذا المقال السام عنه” مشيرا إلى تصريحات روسيل.

بدوره ردّ رئيس تحرير مجلة “لو نوفيل أوبزرفاتور” ماثيو كرواساندو على محامي “شارلي إيبدو” مستعملا تعلة حرية التعبير قائلا “تلقيت هذا النص، وبعد نقاش مطول مع هيئة التحرير قررت نشره تحت حق حرية التعبير”. وتابع “لقد بدا لي مقلقاً أن نُخضع صوته للرقابة، حتى لو كان رأينا مخالفاً لرأيه، لا سيما أنه أحد مؤسسي شارلي إيبدو” متحدثا عن روسيل.

وأشارت صحيفة “ديلي تلغراف” إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يختلف فيها “دو تون” أو روسيل مع صحيفة “شارلي إيبدو”، فقد سبق أن اتهم رئيس تحريرها سابقا بتحويل الصحيفة إلى “بوق صهيوني ومعاد للمسلمين”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى