آخر الأخبار

أرادوا فرض قوانين لمنع تكرار حادث “الحجاب”.. رئيس البرلمان الفرنسي يرفض ضغوط أحزاب اليمين

رفض ريتشارد فيران، رئيس الجمعية العمومية الفرنسية (البرلمان الفرنسي)، الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول 2020، القيام بأي تغييرات في القوانين الداخلية للبرلمان، على الرغم من الحادث الشهير الذي تعرضت له النقابية الطلابية مريم بوجيتو، نهاية الأسبوع الماضي، بسبب ارتدائها الحجاب، وذلك على خلفية الجدل الذي أثاره نواب من أحزاب يمينية وجمهورية، ومطالبتهم بمنع الحجاب بشكل كلي من البرلمان.

الخميس 17 سبتمبر/أيلول 2020، غادر برلمانيون يمينيون وجمهوريون اجتماعاً بالبرلمان الفرنسي؛ رفضاً لوجود طالبة محجبة في الاجتماع، معتبرين ذلك منافياً للقيم الفرنسية اللائكية، وذلك خلال جلسة كانت تناقش مستقبل الطلاب في فرنسا.

وفق تقرير لموقع bfmtv الفرنسي، الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول، فإن النائب الفرنسي داميان أباد، كان قد سأل الرئيس حول المبادرات التي سيقوم بها المجلس من أجل “ملائمة القوانين الخاصة بالبرلمان”، ومنع تكرار حادث مريم بوجيتو، غير أن جواب رئيس البرلمان الفرنسي كان في صالح النقابية المحجبة.

إذ أكد المصدر نفسه أن رئيس البرلمان رد قائلاً: “منع ارتداء الرموز الدينية داخل البرلمان، فقط للمنتخبين”، أما بالنسبة للآخرين “في هذا البيت نحن نرتدي ما نريد بكل حرية، ونعبر عن غضبنا بحرية أيضاً”.

المتحدث نفسه أكد أنه باسم العلمانية فإنه على الجميع احترام القانون والنقاش السياسي.

الواقعة الشهيرة: مغادرة النواب احتجاجاً على وجود الطالبة المحجبة، حيث اعتبره هؤلاء “استفزازاً” مجتمعياً، كانت قد أدت إلى إشعال شجار آخر لفترة وجيزة حول مكانة الرموز الدينية في الحياة العامة.

إذ أفادت آن كريستين لانغ، عضو حزب “الجمهورية إلى الأمام” الحاكم بفرنسا، في تغريدة عبر تويتر، بأنها ترفض وجود محجبة، وهي مريم بوجيتو، رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون، في اجتماع للبرلمان، قلب الديمقراطية.

كما أضافت: “بصفتي مُدافعة عن حقوق المرأة والقيم العلمانية لا يمكنني قبول شخص يرتدي الحجاب في الاجتماع”.

من جهة أخرى، قالت ساندرين مورتش المنتمية إلى الحزب الحاكم ورئيسة الجلسة، إن ردود الفعل خلال الجلسة كانت غير ضرورية.

كما أكدت أنه لا توجد قاعدة تمنع الناس من حضور الاجتماع بملابس دينية.

وأضافت أن الجدل الوهمي حول الحجاب لن يسمح بتحويل مسار الاجتماع الذي يناقش مستقبل الشباب.

حملة شرسة: يشار إلى أن مريم بوجيتو عُينت عام 2018، رئيسة للاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون، المسمى اختصاراً بـ”أوناف”، وتعرضت لانتقادات شديدة اللهجة من عدد من الوزراء، على خلفية ارتدائها الحجاب، كانت أشهرها من صحيفة “شارلي إيبدو”، المعروفة بعدائها للمسلمين.

مريم بوجيتو فتاة فرنسية مسلمة ظهرت (محجبة) في لقاء تلفزيوني بصفتها رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في جامعة السوربون بباريس ، فقام الإعلام والسياسيين بشن هجوم شديد عليها وعلى رأسهم رئيس الوزراء الأسبق مانويل فالس وكذلك وزير الداخلية الحالي.#رأيت_تعايش_بلا_متعايشين pic.twitter.com/rt6SJXWHGG

وفق تقرير نُشر لصحيفة “20minutes” الفرنسية، يعود لسنة 2018، فإن مريم فرضت نفسها بقوة بين طلبة أعرق الجامعات الفرنسية، منذ أن حصلت على شهادة البكالوريا عام 2017، كما أنها تحلم بأن تشتغل مع منظمات غير حكومية، وتسعى أيضاً إلى أن تكون “فرنسا للجميع”، وليس لفئة معينة.

تضامن واسع: على مواقع التواصل الاجتماعي، اجتاحت موجة من التضامن “تويتر” مع مريم بوجيتو، معتبرين أن ما تعرضت له في قاعة مجلس النواب أمر عنصري، وهو الأمر الذي عبرت عنه أيضاً منظمة SOS_Racisme الفرنسية المناهضة للعنصرية.

? @SOS_Racisme exprime toute sa solidarité avec Maryam Pougetoux, VP de l’@UNEF. https://t.co/QWXSVCCbtw

فيما اعتبر العديد من الفرنسيين أن الحملات التي تُشن باسم العلمانية وقيم فرنسا، ليست سوى غطاء للهجوم على شخص مريم، والذي انطلق منذ عام 2018، كما تؤكد ذلك الفرنسية “فاليرين” في هذه التغريدة.

مريم أخذت على عاتقها أيضاً مسؤولية الدفاع عن النساء المحجبات في فرنسا “سواء كن مسلمات أو غير مسلمات”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى